«الراي» رصدت ارتياد الأيدي الناعمة ميادين الرماية بحثاً عن الذات

حواء... ترمي

تصغير
تكبير
• السليم: الفتيات اللائي يمارسن الرماية في ازدياد عاماً بعد عام وأعمارهن تبدأ من 14 عاماً

• كوثر: الرماية أكسبتني هدوء النفس والقدرة على التخلص من الشحنات السالبة

• ألينا: اكتسبت ثقة بالنفس مع ممارستها بانتظام ما جعلني أكثر تركيزاً في دراستي وحياتي عموماً

• إريكا: المداومة في ارتياد مجمّع ميادين الرماية أكسبتني صداقات ومنحتني الثقة بالنفس

• نينا: تجذب الجنس الناعم أكثر من الرجال لأنها تمثل مجالاً جديداً بالنسبة لهن بعكس الرجال

• جمانة: أمارس الرماية منذ سنتين وسأظل أمارسها حتى بعد الزواج خصوصاً أن خطيبي يدعمني

• آلاء: الرماية ليست منافية لطبيعة المرأة بل تعلمها الصبر والتركيز والهدوء
بطريقة قد يراها البعض منافية لطبيعتها الغضة، امتشقت حواء البندقية، وصوبت وأطلقت وأصابت الهدف، مقتحمة عالما كان مقصورا على الرجال، بدوافع تغيب عمن يعتقد أن دورها مقتصر على الأعمال المنزلية ورعاية الأبناء.

دخلت الانثى الكويتية عالم الرماية من باب الاحتراف والهواية على حد سواء، فكما برعت الراميات الاخوات رزوقي مريم ونيران وطيبة ومي وفجر كنعان وحصة الزايد على الصعيد الرسمي، كانت الرماية مثار اهتمام عدد لا بأس به منهن على سبيل الهواية، عازيات ذلك الى الفائدة الكبرى التي يجنينها من ممارسة تلك الهواية، والتي تتدرج من التدريب البدني وتعويد الجسم الثبات والتحمل الى تدريب النفس على الصبر والثبات الانفعالي وتخليصها من أي شحنات وضغوط سلبية.


«الراي» قصدت مجمع ميادين الرماية في الشركة الوطنية للميادين لرصد الفتيات الراغبات في التدريب على الرماية فوجدت العديدات اللائي توجهن هناك ربما لاثبات قدرتهن على خوض غمار تجربة تجعلهن يقفن الى جوار الرجل شبرا بشبر وذراعا بذراع، فكما كانت المرأة الكويتية بعيدة عن الساحة السياسية وأصبحت الآن في مناصب مرموقة تنوعت بين الوزيرة والعضوة في مجلس الامة، قصدت الكثيرات ميدان الرماية بحثا عن ذواتهن.

وفي المجمع التقت «الراي» مدير مجمع ميادين الرماية في الشركة الوطنية للميادين العقيد متقاعد احمد عيسى السليم: «ان الفتيات اللاتي تمارس هذه الرياضة في ازدياد عاما بعد عام، واعمارهن تبدأ من 14 عاماً»، موضحا ان «الكثير من الهاويات اصبحن لاعبات محترفات وحققن مراكز متقدمة في بعض البطولات المحلية والاقليمية التي شاركن فيها».

واضاف: «ان التدريب والرماية يتم على ايدي متدربين متخصصين لتعليم الفتيات كيفية التصويب بالمسدسات او البنادق بطريقة صحيحة»، مشيرا الى ان «التدريب يتم بالذخيرة الحية لتصبح اكثر واقعية للمتدربة عند الرماية».

ولفت السليم الى ان «المجتمع الكويتي لا يعارض دخول الفتيات لهذه الرياضية، وفي السنوات الاخيرة بدأ تقبل المجتمع لدخول الفتاة الى ميدان الرماية بشكل كبير ما ادى ذلك الى ازدياد كبير في عدد الفتيات القاصدات ميدان الرماية»، موضحا ان «الاهالي يشجعن بناتهن على ممارسة الرماية كونها تأتي على رأس الالعاب التي تتيح خصوصية كبيرة للفتيات خلال اللعب في ميدان مغلق بمظهر محتشم ومقبول كما انها تعزز الثقة بالنفس لديهن وتساعدهن على التطوير الذاتي في المهارات الفردية والجماعية من خلال بعض الانشطة والبطولات»، مؤكدا ان «هناك فتيات حققن نتائج ممتازة في رياضة الرماية».

وعلى صعيد الراميات في المجمع، التقت «الراي» عددا منهن حيث تقول المواطنة كوثر صادق التي كانت متحمسة وهي تطلق الرصاص: «ان رياضة الرماية من افضل الرياضات التي تستهويني بكل المقاييس بما انها تساعد على التنفيس عما بداخل اللاعب من ضغوط نفسية وتوترات بالاضافة الى انها تزيد من عملية التركيز بشكل كبير وملحوظ، فالحالة النفسية تؤثر كثيرا في قدرة الرامية على التركيز ومن ثم اصابة الاهداف».

وتشير صادق الى أن «الرماية اكسبتها الكثير من الصفات ومنها هدوء النفس والقدرة على التخلص من الشحنات السالبة في بعض الأوقات عندما تسيطر عليها ضغوط الحياة وتؤثر عليها سلبا وعلى ادائها ومزاجها ايضا»، موضحة ان «هذه الرياضة اصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتها اليومية ما أدى الى ترتيب اوقاتي من دون توتر وضغوط وبذهن صاف ايضا».

وعن بداية خوضها تلك الرياضة، ذكرت كوثر أنها لفتت انتباهها عندما وجدت عددا من صديقاتها يمارسنها فبملاحظتهن واطلاعها على ما يقمن به ساورتها فكرة ممارسة تلك الرياضة، فتوجهت الى ميادين الرماية، مؤكدة انها لم ترهب الموقف حتى في بداية الامر، بل تقبلته بشكل كبير وانجذبت اليه وتعلقت به اكثر واكثر بمضي الوقت وبالتدريب الجيد.

ويبين الحماس الذي تتحدث به كوثر مدى شغفها بالرماية اذ شددت على أن «تلك اللعبة من افضل الهوايات لديها وستستمر في الذهاب الى مجمع الميادين كلما سنحت لها الفرصة لذلك».

وغير بعيدة عن كوثر، تواجدت فتاة برفقة احدى بنادق الرماية، تطلق الرصاص بشكل محترف، وكلما فرغت خزانتها أعادت ملأها وعاودت الكرة، وعندما قصدتها «الراي» للتعرف على سبب توجهها الى هذا المضمار، قالت آلاء محمد انها تمارس تلك الرياضة منذ 4 سنوات واستهوتها بشكل كبير وجعلت حياتها افضل مما كانت عليه.

وشددت آلاء على أن «رياضة الرماية ليست منافية لطبيعة المرأة مستدلة على صحة ذلك بأن هناك اقبالا متزايدا من الفتيات على ممارستها»، مبينة انها «تغرس في نفوس ممارسيها قيم الصبر والتركيز والهدوء بالرغم من انها تعد رياضة عنيفة ولكنها تفرغ كل الضغوط وتطلق أي توتر تعانيه ممارستها».

وفي كابينة أخرى من كبائن الرماية، رصدت «الراي» لاعبة اخرى تدعى ألينا وبالحديث معها تطرقت الى الفوائد الجمة التي حصدتها من تبنيها هذه الهواية، اذ لفتت الى أنها اكتسبت ثقة بالنفس مع ممارستها بانتظام ما جعلها اكثر فاعلية في التركيز في دراستها وحياتها عموما، موضحة أن تركيزها وانقطاعها عن العالم المحيط بها خلال التصويب والرمي انعكس على كل ما تقوم به في حياتها فتعلمت كيف تركز مع معلمتها، وعند ادائها واجباتها، وفي كل مناحي حياتها.

وتشير الى انها تفضل دائما الرياضات الصعبة وغير المعتادة من قبل الفتيات مثل تسلق الجبال وركوب الخيل والرماية التي استحوذت على جزء كبير من اهتمامها وحياتها.

وتقول ألينا وهي مرتدية واقي الأذنين وتستعد للاطلاق ان هذه الرياضة اكسبتها صداقات متعددة من مختلف المراحل العمرية مع اللاعبات المشتركات في نادي الرماية من مختلف الجنسيات، وهو ما وافقتها فيه اللاعبة اريكا التي أشارت الى أن هذه الرياضة والمداومة في مجمع ميادين الرماية اكسبتها صداقات ومنحتها ثقة بالنفس ما جعلها من اولوياتها يوميا.

وتبين اريكا ان الرماية نشأت قديما للرغبة في البقاء في ظل ظروف معيشية قاسية حيث اصطياد الفريسة لغرض الطعام، لكن في القرن التاسع عشر جعلت الثورة الصناعية البحث عن الطعام غير ضروري فتطورت الرماية لتصبح رياضة يفرغ بها الممارس لها همومه، وكانت تمارس قديما من قبل النبلاء والاغنياء نظرا لارتفاع كلفتها التي لا يستطيع اي شخص عادي تحمل تكاليفها.

وعلى الصعيد ذاته، قالت الرامية نينا «ان الرماية تجذب الجنس الناعم اكثر من الرجال لانها تعتبر شيئا جديدا بالنسبة لهن بعكس الرجال الذين درجوا على مثل هذه الامور»، داعية قريناتها الى ممارسة هذه الرياضة التي تعمل على صفاء الذهن والاستقرار النفسي ما يؤدي ايضا الى تعود النفس على الصبر والدقة وقوة الاعصاب».

بدورها، تقول الرامية جمانة انها تمارس تلك الرياضة منذ سنتين، مشيرة الى انها ستظل تمارسها حتى بعد زواجها بما ان خطيبها حاليا وزوج المستقبل لم يعترض على تلك الرياضية بل على العكس يساعدها على ممارستها يومين في الاسبوع تقريبا.

وتشير جمانة الى انها منذ اللحظة الاولى التي مارست فيها رياضية الرماية كان لديها تخوف لانها تتعامل مع ذخيرة حية ولكن مع مرور الوقت تعودت عليها لدرجة انها لا تستطيع ان تبتعد عنها».

الرماية تزيد التركيز وتفرغ الضغوط اليومية

قال المحاضر في الجامعة العربية المفتوحة والاستشاري الاجتماعي والنفسي الدكتور محمد الهليلي «ان الفتيات اللاتي يتجهن الى ممارسة رياضة الرماية نوعان: الاول لديه ميل ايجابي نحو لتلك الرياضة والآخر يكون لديه اسقاطات وحيل دفاعية»، مشيرا الى انها «نسبة وتناسب تتفاوت ما بين فتاة واخرى ولا يمكن بالطبع التعرف بدقة دوافع أي فتاة لممارسة هواية ما على سبيل الدقة الا بالاختبار والقياس».

وينصح الهليلي كل فتاة لديها ميول لرياضة الرماية الى ممارستها «لأنها تساعد على زيادة التركيز وتفريغ الضغوط اليومية السلبية التي تؤثر عليها»، لافتا الى انه «ليس بالضرورة ان يكون لدى جميع النساء ميول سلبية او تفريغ سلبي لممارسة تلك الرياضة ولكن من الممكن ممارستها لمجرد الهواية وتنمية قدراتهن سواء الذهنية او البدنية او النفسية».

العساف: أفضل الرياضات للجنسين

قال بطل الرماية معاذ العساف «ان رياضة الرماية من افضل الرياضات للجنسين»، موضحا ان «هناك تزايدا ملحوظا في أعداد الفتيات المتدربات في ميادين الرماية ما يوضح اهميتها بالنسبة لهن»، داعيا الجميع الى ممارسة تلك الرياضة «التي لها دور فعال في صفاء الذهن ونقاء الروح».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي