عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي

«الخارجية» الكويتية والجماعة الإرهابية

تصغير
تكبير
قبل أن نصنف شخصا أو جماعة أو منظمة بأنها إرهابية، فلا بد في البداية أن نتعرف على المعنى والتعريف الحقيقي للإرهاب، وبرغم اختلاف التعريفات لدى الغربيين لمفهوم الإرهاب إلا أنني وجدت بأن أغلبها يشير إلى مفهوم ممارسة العنف عن طريق الاغتيالات والخطف من أجل تحقيق أهداف سياسية أو دينية أو عقدية.

وأما عند المسلمين فلقد عرف المجمع الفقهي الإسلامي الإرهاب - خلال الدورة السادسة عشرة والتي أقيمت بمكة المكرمة عام 2002 - بأنه : «العدوان الذي يمارسه أفراد، أو جماعات، أو دول، بغياً على الإنسان ( دينه، ودمه، وعقله، وماله، وعرضه )، ويشمل صنوف التخويف، والأذى، والتهديد، والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة، وإخافة السبيل، وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف، أو التهديد، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي، فردي، أو جماعي، يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم، أو تعريض حياتهم، أو حريتهم، أو أمنهم، أو أحوالهم، للخطر»


ولو أردنا تطبيق التعريفين السابقين على جماعة «الإخوان المسلمين» كمثال، فسيتضح لدينا إن كانت هذه الجماعة إرهابية أم لا؟

تأسست جماعة الإخوان على يد الشيخ حسن البنا رحمه الله عام 1928، وكان الهدف من تأسيسها هو دعوة الناس إلى العودة لدين الله تعالى وتحكيم شرعه. وجعل المنهجية في تحقيق ذلك هو قول الله تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ). كما أن البنا رحمه الله كان يرى بأن تشريعات الإسلام ينبغي أن تشمل جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية و..، لا أن نحصر الإسلام في زوايا المساجد فقط.

وسار البنا على هذه الطريقة إلى ان تم اغتياله عام 1949 م على يد زبانية الملك فاروق بتوجيه من الانكليز الذين شعروا بخطورة فكر جماعة الإخوان على استمرار نفوذهم وبقائهم في المنطقة خصوصا بعد مشاركتهم وبطولاتهم على أرض فلسطين في حرب 1948.

وأكمل الإخوان حمل الرسالة بعد وفاة مؤسس الجماعة إلى يومنا هذا، وبرغم مرور أكثر من 85 عاما تعرضت خلالها الجماعة وقياداتها وأفرادها على أيدي الحكومات المتعاقبة في مصر إلى أنواع من التنكيل والتعذيب من إعدامات واعتقالات وطرد من الوظائف ومصادرة للأموال والممتلكات، إلا أنه لم يسجل على الجماعة عملية اغتيال واحدة لأي مسؤول، أو أنهم هددوا باستخدام العنف كردة فعل على ما نالهم من تعذيب وتنكيل، ومن يدعي غير ذلك فعليه بالدليل.

بل على العكس من ذلك قابلوا الإساءة بالإحسان، ومن يعيش في مصر يعلم الحقيقة، فلقد أسسوا اللجان الخيرية التي تكفل وترعى اليتامى والأرامل والفقراء والمساكين، وفتحوا العيادات الطبية التي تعالج بعض مرضاها بالمجان لمن لا يملك التكاليف، وساهموا في دفع المصاريف الدراسية لمن عجز عنها، بل ووصل إحسانهم حتى للأموات وأهاليهم، من خلال تخصيص المقابر الخيرية والتي يدفن فيها من لا يملك أهله دفع نفقاتها. هذا ما قدمه الإخوان في مصر، وأما الذين ينتمون إلى فكر الإخوان فهم منتشرون في أكثر من 80 دولة، وقد وصل بعضهم إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع، وبعضهم مشارك في حكومات عربية وإسلامية، وبعضهم له غالبية في المجالس النيابية وكل ذلك عن طريق الانتخابات الديموقراطية، وهم يتعايشون بسلام مع بقية المواطنين في بلادهم، فهل يمكن بعد ذلك أن يوصفوا بأنهم جماعة إرهابية؟

وبالمناسبة أود أن أسجل الإعجاب وأقدم خالص الشكر للحكومة الكويتية والتي أوضحت استقلالية القرار الكويتي وحكمته من خلال تصريح وكيل وزارة الخارجية السيد خالد الجارالله بأن القرار السعودي بإدراج الإخوان على قائمة الإرهاب هو شأن داخلي، والكويت معروف عنها عدم الخوض في الشؤون الداخلية.

Twitter :@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي