7 جهات توصلت بعد جدل إلى اتفاق على نبشه بعد عامين للحصول على هيكله

طمر الحوت النافق في جزيرة فيلكا

تصغير
تكبير
• مناف بهبهاني: آت من المحيط الهندي وحالته على جلده سيئة

• وجدان العقاب: يمكننا جعله عينة ممتازة للعرض والتعليم

• وليد الفاضل: ثبّتنا الحوت لحين وصول آليات ضخمة خلال يومين لنقله وطمره داخل الجزيرة

• «الغوص» ينجح في أخذ عينات من الحوت لبحث أسباب النفوق
تفاعلت الجهات المعنية مع خبر وجود حوت نافق على ساحل جزيرة فيلكا، حيث توجهت صباح امس 7 جهات بيئية وحكومية وجمعيات نفع عام إلى الجزيرة، لمعاينة الحوت ودراسة أسباب نفوقه وكيفية التعامل معه، حيث توصلت تلك الجهات إلى دفنه على ظهر الجزيرة.

وشارك في الزيارة كل من الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ومبرة العمل التطوعي وجامعة الكويت والبلدية، وقد تباينت آراء ممثلي تلك الجهات في طريقة التعامل مع الحوت النفاق الذي يبلغ طوله 14 مترا ما بين الحرق او إعادته مرة اخرى للبحر أو نقله للمتحف العلمي أو دفنه على ظهر الجزيرة، وتوصلوا في النهاية لطمره ونبشه بعد سنتين للحصول على بقاياه للاستفادة منه في الدراسات والابحاث.


وقال رئيس لجنة الحياة الفطرية في جمعية البيئة الدكتور مناف بهبهاني ان الامواج رمت الحوت النافق على شاطئ جزيرة فيلكا وتبدو حالته على جلده سيئة وقررنا طمره بعد ان استمعنا إلى آراء كثيرة.

واكد بهبهاني ان الحوت النافق آت من المحيط الهندي وقد يكون سبب نفوقه اقترابه من المياة الضحلة داعيا الجهات المختصة الى تضافر الجهود لعمل ابحاث حول سبب النفوق وفق دراسات متخصصة.

وكانت الجمعية الكويتية لحماية البيئة طالبت بضرورة الاستفادة من الحوت الأزرق النافق بسواحل جزيرة فيلكا أو أن يتم التعامل معه كهيكل عظمي تعليمي وتثقيفي.

وقالت أمين عام الجمعية وجدان العقاب في تصريح صحافي: بالطبع ليس بأيدينا إنقاذ جثة، ولكن يمكننا الاستفادة من الحوت النافق كعينة ممتازة للعرض والتعليم عن طريقة المحافظة عليه قطعة واحدة تحفظ في حال كانت العينة ممتازة وخالية من التحلل أو أن تطمر في موقع خاص لفترة من الزمن كفيلة بتحلل الأنسجة واللحم والجلد فتبقى العظام تنظف في ما بعد وتثقل ويتم عرضها كهيكل عظمي متكامل مع أسنانها البالينية في أحد الصروح العلمية كالمتحف العلمي أو المركز العلمي.

وأشارت العقاب إلى أنه لا يجب علينا التغافل عن هذه البادرة كما حدث مع عينة الحوت القاتل التي تم العثور عليه سابقا نافقا بالسواحل الجنوبية. مبينة أنه كان قد ورد إلى الجمعية الكويتية لحماية البيئة من خلال المواطنين أو أعضائها بالعثور قبل يومين كذلك على حوتين نافقين صغيرين يتراوح طولاهما بين المتر والمتر ونصف المتر أحدهما في شاطئ أبو الحصانية والآخر في شاطئ الجليعة، وأضافت: نتمنى من الجهات المعينة أن تكون على قدر من المسؤولية بحيث تستفيد من هذه الحيوانات النافقة في تثقيف وتعليم أبنائنا في كيفية المحافظة عليها.

وبينت أمين عام جمعية البيئة أن وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت خبر العثور على حوت نافق على شواطئ جزيرة فيلكا يقدر طوله ما بين 15 - 20 مترا، وهو حوت أزرق معروف بأنه أكبر حيوان ثديي على الكرة الأرضية، حيث يصل طوله لأكثر من 30 متراً، وهو حيوان ثديي بحري كان ينتشر في محيطات الأرض في مجموعات وصل عددها لأكثر من 240 ألف حوت، إلا أن صيدها لأكثر من قرن قلص العدد لأقل من 12 ألفا، لتصنف من الأنواع المهددة بالانقراض تحت مسمى (خطر انقراض متوسط) حتى فرضت حمايتها عام 1966.

وأضافت أنه رغم حجمها الضخم إلا أن الحيتان البالينية نسبة لأسنانها التي تسمى بالبالين والتي تشبه الفرشاة الخشنة، تتغذى على نوع ضئيل جداً من القشريات يسمى الكريل ويعيش في المياه الباردة. مؤكدة أن الحيتان الزرقاء تتواجد حاليا في مجموعات قليلة في المحيطين الهادئ والأطلسي ومحيط القارة المتجمدة الجنوبية والمحيط الهندي، ويرجح أن يكون الحوت النافق من فصيلة الحوت الأزرق القزم الذي يتواجد في المحيط الهندي القريب من موقعنا الجغرافي.

وأفادت وجدان العقاب: قد نجهل سبب نفوقه إلا أنه يسهل التكهن بكيفية وصوله لجزيرة فيلكا عبر الانجراف مع التيارات المائية التي تتحرك عكس عقارب الساعة في الخليج العربي ما يجعله ينجرف لشواطئ فيلكا في أعلى الخليج.

من جانبه، قال رئيس مبرة العمل التطوعي وليد الفاضل، إن «الحوت النافق على الشاطئ الشرقي لجزيرة فيلكا تم التعامل معه بشكل أولي، من خلال تثبيته لحين وصول آليات ضخمة خلال يومين لنقله ودفنه داخل الجزيرة»، مشيرا إلى أن وجود مثل هذا الحوت في منطقة الخليج نادر، وأن من احتمالات سبب نفوقه اصطدامه بسفينة، أو شح الطعام في الخليج، أو وجوده في المياه الضحلة.

ونجح أعضاء فريق الغوص في النادي العلمي، في عملية معاينة الحوت، وأخذ العينات لدراستها وتحديد المعلومات الحقيقية لنوع الحوت، وأسباب النفوق.

وقال عضو اللجنة العلمية في فريق الغوص الحاصل على شهادة الماجستير في علوم البيولوجيا البحرية حسين الصايغ، إن «فريق الغوص قام بتنفيذ الخطة العلمية المدروسة التي وضعها لمعاينة الحوت النافق، حيث تم اخذ العينات بغرض الدراسة العلمية ومعرفة أسباب النفوق ليتم تلافيها في ما بعد»، مشيراً إلى ان المعلومات الأولية ترجح ان هذا الحوت يعد من فصيلة الحوت الزعنفي (finback whale) ويصل طوله إلى 14 مترا، إلا ان القياسات والصور والعينات التي تم استخراجها من الحوت سوف تساعد الفريق في تحديد هويته الصحيحة والأسباب الحقيقية من وراء هذا النفوق.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي