رسالتي

مصر ريحانتي ... والجزيرة عنواني

تصغير
تكبير
وللأوطان في دم كل حر... يدٌ سلفت ودَيْنٌ مستحق

كم للأوطان من مكانة في نفوس أبنائها، فيها الميلاد وفيها مراتع الصبا، فيها ذكريات الشباب، وفيها تاريخ الأجداد.


كم أكل من خيراتها، وتربى في عزها، واستظل بكنفها؟ يغضب إن أُسيء إليها، ويجعل روحه فداء لترابها، حتى وإن ظلمته أو قصرت في حقه، فإن حبها ساكن في قلبه، وشعاره:

بلادي وإن جارت عليّ عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام

يدّعي الكثيرون حبهم لبلادهم باللسان ولكن أفعالهم تُكذّب أقوالهم، وخذوا على سبيل المثال لا الحصر:

من يقتنص أي فرصة لنهب ثروات البلاد؟ من يقدم مصلحته الشخصية ومصلحة قبيلته أو عائلته أو حزبه أو طائفته على مصلحة بلده؟، وأوضح مثال التصويت في الانتخابات.

من يسعى عبر قنوات إعلامه إلى تمزيق المجتمع والتفريق بين أبناء الوطن، وتأجيج الخلاف، وإثارة النعرات الطائفية أو القبلية؟

من سعى إلى الثراء فترة الغزو من خلال اختلاس الاستثمارات، وبيع الناقلات؟

من كان فترة الغزو يسرح ويمرح ويمارس أقبح الحِرف، في الوقت الذي كانت فيه دماء إخوانه تراق وأعراض أخواته تنتهك؟

من يتهرب من وظيفته ويضيع ساعات العمل، ولا يعرف مقر عمله إلا لحظة التوقيع أو البصمة عند الحضور والانصراف؟

من يتعمد تخريب الممتلكات العامة بحجة أنها ليست ملكية خاصة، في الوقت الذي تتكلف فيه الدولة على إنشائها ومن ثم إصلاحها بعد التخريب مئات الآلاف من الدنانير؟

حب الأوطان ليس بالأغاني أو الإنشاد، وليس بالقصائد أو المديح، الحب الحقيقي أن تبني ولا تهدم وأن تُعطي قبل أن تأخذ، وأن تؤدي واجبك قبل أن تطالب بحقوقك، وأن تفديه بروحك إن تعرض للعدوان أو داهمه الخطر

ومن كان في أوطانه حاميا لها.. فذكراه مسك في الأنام وعنبر

ومن لم يكن من دون أوطانه حمى.. فذاك جبان بل أخسّ وأحقر

من الأمور المهمة التي أود التأكيد عليها، أن وطن المسلم هي كل أرض نطق أهلها الشهادتين، ولو اختلفت اللهجات واللغات، لا أن يحصر وطنيته على الحدود الجغرافية التي رسمها الاستعمار، إن لسان حال المسلم هي قول الشاعر:

إذا اشتكى مسلم في الهند أرّقني... وإن بكى مسلم في الهند أبكاني

مصر ريحانتي والشام نرجستي... وفي الجزيرة تاريخي وعنواني

وحيثما ذكر اسم الله في بلد... عددت أرجاءه من حمى أوطاني

والأمر الآخر أننا في الكويت نحتفل في شهر فبراير بذكرى الاستقلال والتحرير، وينبغي التأكيد على أن النعم تدوم بالشكر وتزول بالكفر، وبما أن الله تعالى أنعم علينا بالحرية والتمكين، فينبغي أن نشكر نعمته لا أن نكفرها، وشكر النعمة لا يكون بجلب المغنين أو بالحفلات المختلطة، ولا بالقرى الترابية التي تنحت فيها التماثيل، وإنما الشكر يكون بالتقرب إلى الله بفعل الطاعات وترك المنكرات (الذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).

وبهذه المناسبة أود تقديم الشكر إلى كل من عبر عن حب الوطن بوسيلة هادفة دون مخالفات شرعية ومنها الفعاليات التي أقامتها جمعية الإصلاح الاجتماعي تحت شعار (أحبك يا وطن).

إن من واجبنا في المحافظة على أمن البلد واستقرارها أن نقف في وجه دعاة الانحلال الأخلاقي وإباحة الخمور، فإن لم نأخذ على يد هؤلاء الجهلة من أصحاب الشهوات فستغرق سفينة الوطن، ولن يسمح لهم الشرفاء بذلك.

twitter :@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي