رثاء / يا دكتور أحمد... سامح كلماتي!

تصغير
تكبير
روحكَ التي لم تكن سوى صفحة بيضاء

... هي الآن تحدثني عن أشياء

تتشكل كالمعرفة في يقيني

إنها الآن تحدثني عن شواطئ بعيدة

عامرة بطيور

لم أشاهد بياض ريشها من قبل

وبرمالٍ ناصعة النقاء

وبنهرٍ... يتسع لكل الناس

بلا أي تفضيل أو تخصيص

تحدثني عن الطيبة التي تمشي

على أرض معبدة بالصفاء

ومتوهجة بمساحة شاسعة من الحلم

وتتنفس عطرا كالنسيم الخارج للتو

من أكمام الزهور

وعن نبرة صوت تعزف الصدق والإخلاص

على قيثارة العمر

وعن وجهٍ

يتدثر في ملامحه ذلك الطفل

الذي لا يعرف في حياته غير الشفافية

ولا يتقن قلبه إلا المحبة

ولا تصنع يداه إلا المعروف

ولا تخطو قدماه إلا على جسور العطاء

ولا يتحدث لسانه إلا الخير

ولا تنظر عيناه إلا إلى الجمال

ولا يطلّ ذهنه إلا بالتفكير

في تخفيف المعاناة عن النفوس المحتاجة

يا دكتور أحمد... سامح كلماتي

لأنها عاجزة عن شرح كلمة واحدة

كنت تقولها بحب

لكل من تعرف... ومن لا تعرف

سامح كلماتي

لأنها صغيرة أمام قدرتي على وصف

سماحتك الشديدة في كل الأحوال

ورغبتك التي لا تعرف الحدود

في خدمة البسطاء

أولئك الذين لم تنتظر منهم حتى كلمة الشكر

... سامح صمتي الذي قابلتُ به رحيلك

وتلعثمي في التعبير عن الفقد

سامحني... يا دكتور أحمد

عن كلمات عجزتُ أن أقولها

لأنكَ أكبر من كل هذه الكلمات

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي