25 يناير تاريخ خالد في ذهن المصريين وكل من يعشق الحرية من أبناء الأمة العربية والإسلامية، إنه تاريخ انطلاق الثورة المصرية ضد حكم العسكر الذي جثم على صدورهم لأكثر من 60 عاما بدءا من حكم جمال عبدالناصر وصولا إلى قهر حسني مبارك.
وغدا السبت تمر الذكرى الثالثة لهذه الثورة العظيمة، ولكن تحت ظروف مختلفة، فبعد أن تنفس الشعب نسيم الحرية في عهد الرئيس المنتخب محمد مرسي لمدة عام، إذ بهم يفاجأون بانقلاب عسكري يريد تحطيم كل أحلامهم.
فبعد انقلاب 3 يوليو عادت الدولة البوليسية القمعية من جديد، آلاف الشهداء، عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين، وأمثالهم في السجون والمعتقلات من خيرة شباب ورجال ونساء مصر، إسكات وتهديد لكل صوت معارض للانقلاب، إغلاق للقنوات الإسلامية، دستور علماني تم تزوير نتائجه ليصبح ظلمات بعضها فوق بعض، ولا يزال الانقلابيون يوما بعد يوم في غيّهم يعمهون.
لذلك قرر الشعب المصري بجميع أطيافه وتوجهاته إحياء الثورة من جديد، ولن يجد المصريون فرصة أعظم من غد 25 يناير 2014 لإسقاط حكم الانقلابيين، وأعتقد أن حكم العسكر سيرى ثورة لم تخطر على باله وسيواجه وسائل جديدة لم تستخدم من قبل، وسيخرج له المتظاهرون من كل سكّة وشارع، ولن يقف المتظاهرون مكتوفي الأيدي هذه المرة عند إهانتهم أو قمعهم، ولا يعني كلامي الدعوة إلى ثورة مسلحة، فهذه الفكرة مرفوضة تماما، ولكن كما قيل كل ما دون السلاح فهو ثورة سلمية. أعلم أن الانقلابيين لن يتورعوا عن مزيد من القتل لأن قلوبهم قد ماتت وتحجرت، ولكن غدا سيكون يوما مصيريا لأشقائنا المصريين فإما أن يكون يوما فارقا في إسقاط الانقلاب ونيل الحرية من جديد، أو لا سمح الله إن ضعفت المشاركة أو جبنوا عن المواجهة، فستكون مؤشرا سلبيا سيشجع الانقلابيين على مزيد من القهر والاستبداد، وإن غدا لناظره قريب.
****
الدخيل والراقصة
استغربت من هجوم كاتب وإعلامي سعودي على الكويت في إحدى مقالاته، وتعجبي ليس من باب تدخله في شؤون دولة أخرى، فنحن مع شعار خليجنا واحد، ولكن من الموضوع محل النقد، فهو من بلاد الحرمين الشريفين، بلد التوحيد بلد الولاء والبراء بلد حراسة الدين والفضيلة، ولو كان سبب الهجوم مثلا هو حصول الكويت على المركز الأول في استهلاك الويسكي الأسكتلندي، أو أنها من كبرى دول المنطقة شهرة في شبكات الدعارة - يكرم القراء - أو أن شعبها يشربون الدخان (وكان هذا أحد المبررات السابقة لغزو الكويت في أزمان سابقة تحت شعار نصرة التوحيد) أقول لو كان هذا أحد الأسباب يمكن «نبلعها»، لكن أن يكون الهجوم بسبب اعتذار الكويت عن المشاركة في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا) المنعقد في الإمارات لوجود وفد اسرائيلي، ووصف رفض المشاركة بأنه بطولة من ورق، فهذه لا يمكن أن نطوّفها أو نتجاوز عنها.
نقول لهذا الإعلامي المسكين والذي يبدو أنه دخل في حظيرة الدراهم التي تحدثنا عنها في المقال السابق، بأن هذا الموقف المشرف لحكومة الكويت ليس هو أول المواقف في التصدي للتطبيع مع الكيان الصهيوني، فلقد رفضت الكويت المشاركة في لقاء تم في الشهر الماضي وفي دولة خليجية ضم مجموعة من الدول العربية ومنها دول الخليج، وكان اللقاء فيه تواصل مع رئيس الكيان الصهيوني عبر نقل فضائي استمع فيه بنو يعرب إلى نصائح العدو الإسرائيلي في مواجهة التطرف الإسلامي والمد الإيراني، فإن كنت ترى أن هذا عيب في حكومة الكويت فإننا نراه مصدر عز وفخر، وكأن لسان حالنا يقول:
عابوها عليّ ولم تعبني... ولم يند لها أبدا جبيني
إن انتقادك يذكرني بعارضة الرقص الشرقي التي تكشف أكثر مما تستر فإذا رأت فتاة منتقبة قالت هذا تديّن مزيف.
فدع المكارم لا ترحل لبغيتها... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
twitter: @abdulaziz2002