عندما يُعرف إنسان بالسوء يقول الناس «الله يكفينا شره»، وإذا تسلط سفيه على قوم ولا يريدون الدخول معه في صراع قالوا له «كفّنا شرّك».
إن من أبغض الناس إلى الله وإلى الناس هو من ترك الناس مجالسته ومخالطته إتّقاءََ لشره وفُحشه.
وأعتقد جازما بأن مجرد ذِكري لهذا الموضوع قد تبادر لذهن كل منا أحد الأشخاص الذين تنطبق عليه هذه المواصفات.
يتعوذ الناس من شر كاتب سليط اللسان يسيء في ألفاظه، وينسج الأكاذيب من خياله، وأحيانا يتحاشى الآخرون الدخول معه في ردود لعلمهم بأنه ممن إذا خاصم فجر.
ونلاحظ أن أكثر مكان ينتشر فيه هذا الصنف هو وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمها «تويتر»، ويزيد البعض في فجوره وسوء ألفاظه عندما يتخفّى وراء أسماء وصور مستعارة.
ومن صور الأذى ما يقوم به البعض من تتبع العورات والبحث عن الزلات كي ينشرها ويفضح أو يسيء لصاحبها، ومن فعل ذلك جازاه الله بالمثل وستكون فضيحته في أهل بيته. نرى الأذى في الطرقات سواء للمشاة أو لقائدي السيارات من تحرش بالنساء، ومضايقة للعائلات، وغالبا ما يُعرّض الإنسان نفسه والآخرين للخطر بسبب تهوره في القيادة، فكم يُتم من أطفال ورُمل من نساء، والسبب طيش شباب. يؤذي البعض جيرانه، فيتسلط عليهم بالأصوات المزعجة أو بإلقاء القاذورات، أو يختلس النظر إلى المحرمات، ولا خير في جار لا يأمن جاره بوائقه وشروره.
إن من أعظم الشرور والأذى التعدي على الأرواح، ولذلك كان عقاب من قتل مؤمناً متعمدا أن غضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما، ولقد أدخل اللهُ تعالى امرأةً النار في قطة عذبتها، ولك أن تتخيل عقوبة من قتلوا أو شاركوا في قتل الأبرياء في مصر وسورية على سبيل المثال.
إن السعيد هو من كف شروره عن الناس، وحرص على حسن التخلّق والتعامل معهم، وفي الحديث (إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا...، الذين يَألفون ويُؤلفون) جعلني الله وقارئي هذه الكلمات منهم. الدكتور عجيل النشمي حفظه الله نشر شرحا مفصلا في إحدى الصحف في بيان المقصود من الحاكم المتغلب الذي نص الفقهاء على وجوب طاعته، وكان ذلك ردا على كلام الشيخ حاي الحاي الذي رأى بأن السيسي ممن تنطبق عليه هذه الشروط، بينما رأى الدكتور النشمي بأن حكم السيسي وفقا لأدلة شرعية بأنه خارج على حاكم شرعي يجب أن يضرب عنقه.
هذه الفتوى لم تعجب بعض المؤيدين للانقلاب، فقاموا بالرد على الشيخ النشمي إلا أن بعضها تجاوز حدود الأدب وانتقل من نقد الرأي الشرعي إلى الطعن الشخصي والسخرية من دكتورنا الفاضل، وهذا إنما يدل على التربية التي تلقاها أولئك الكتاب والانحطاط الذي وصلوا إليه، والعجيب في أحد الكتاب المصريين أنه أخذ يسخر من اسم الشيخ عجيل، ولو عاملناه بالمثل لقلنا له أخبرنا بمعنى السيسي؟ ونحن في انتظار الرد.
كلمة أخيرة نرد بها على من يقولون لا تتدخلوا في شؤون مصر الداخلية، بأننا لا نعترف بحدود وضعها الاستعمار لأمتنا العربية الإسلامية، فالله تعالى قال (وأن هذه أمتكم أمة واحدة) والنبي عليه الصلاة والسلام شبه أبناء هذه الأمة بالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، لذلك لن نتبرأ من إخوتنا.
twitter :@abdulaziz2002