مناطق الصحراء تنتظر الأمطار لتتزين منخفضاتها بالبرك والمستنقعات فيعلق بها الخائضون في أعماقها

«خباري» الكويت... هبة السماء «يطبع» بها رواد البر!

تصغير
تكبير
• جمعية البيئة: خطة تنموية واستراتيجية للاستفادة من البرك والخباري بما يعود بالفائدة على المنطقة البرية

• ركائز منظومة إدارة مياه السيول: خرائط تفصيلية وتقدير كميات السيول ووضع نظم للاستفادة منها
لا يمكن أن تكون هبة السماء الا خيرا وفوائد، ولا يصح أن نقول ان فوائد المطر انقلبت مصائب على رواد البر... فصحراء الكويت تنتظر رسائل السماء الخيّرة لتتزين بمستنقعات الماء والبرك التي تزيدها جمالا وروعة... أما ما يقع لبعض رواد البر من «طبعة» سياراتهم فمرده أولا وأخيرا لمن يخوضون بالبر دون انتباه أو مراعاة لما حدث للأرض من جراء هطول الأمطار.

فقد شكلت البرك ومستنقعات الماء المنتشرة في مناطق البر ووسط الطرق مخاطر كثيرة على قائدي المركبات الذي يصرون على خوض البر الذي أصبحت أرضيته قابلة لـ«الخفس» بسبب المطر فتغرز سياراتهم في برك المياه.


متخصصون دعوا الى استغلال تلك الخباري بشكل صحيح، لاسيما وأنها تشكل مخزنا للمياه في فترة الربيع، وتساعد على نمو النباتات الصحرواية وتشكل مصدرا للري للحيوانات والطيور، رغم ما تشكله من مخاطر كثيرة مثل حوادث السير والانزلاقات على الطرقات.

فقد دعت لجنة حماية الحياة الفطرية بالجمعية الكويتية لحماية البيئة الى أهمية الاستفادة من البرك المائية والخباري الناتجة عن موسم الأمطار من خلال وضع خطة تنموية واستراتيجية للتعامل الأمثل خلال المواسم الممطرة.

وأكدت اللجنة في بيانها أن الكويت تشهد مواسم ممطرة غزيرة تؤدي الى تكون تلك البرك والخباري، حيث تعرضت خلال تاريخها القديم والحديث الى العديد من مواسم السيول الجارفة، وذلك عندما تهطل أمطار غزيرة لا تقل كميتها عن 40 ملم في عاصفة مطرية واحدة، كما حدث في عامي 1934 و1954 والتي عرفت في ما بعد باعوام الهدامة، ففي يوم 7 مارس من عام 1954 تعرضت بعض المناطق السكنية بالكويت لأمطار غزيرة بلغت حوالي 52 ملم خلال ساعة واحدة فقط، نتجت عنها سيول مدمرة أدت الى هدم حوالي 500 منزل وتشريد حوالي 18 الف نسمة.

ورأت الجمعية أن الكويت عموما ومدينة الجهراء خصوصا تعرضت لسيول مدمرة في 2 فبراير من عام 1993 حيث هطلت كمية من الأمطار لا تقل عن 40 ملم خلال فترة من 6 - 8 ساعات، وفي يوم 11 من نوفمبر من عام1997 هطلت على الكويت كمية من الأمطار بلغت حوالي 105 ملم في فترة من 3 - 4 ساعات وفي هذا اليوم غرقت أحياء كاملة من مدينة الكويت ومعظم مدينة الجهراء وقد سجلت عدة حالات وفاة واصابات. وفي فترات لاحقة تعرضت بعض المناطق بالكويت لسيول فجائية كما حدث في يناير 2007 وابريل 2008 وديسمبر 2009 ونوفمبر 2012 ونوفمبر 2013 وأوائل يناير الجاري.

وأضافت اللجنة في بيانها: تعرضت البلاد خلال الفترة من منتصف نوفمبر 2013 الى أوائل يناير الجاري لعدة موجات من الأمطار الغزيرة التي هطلت فوق مساقط مياه الأمطار.

وبينت أنه وفقا لبيانات ادارة الأرصاد الجوية تراوحت كميات الأمطار المسجلة حتى اواخر نوفمبر 2013 ما بين 94 ملم (العبدلي) 59 ملم (مطار الكويت) وأهدرت كميات هائلة من مياه السيول اما عن طريق البخر او ضياعها فوق السبخات او مياه الخليج العربي.

ودعت لجنة حماية الحياة الفطرية الى الاستفادة من مياه الأمطار والسيول أي كانت كمياتها وذلك كغيرنا من الدول المجاورة من خلال الادارة الجيدة لهذه المياه وبذلك تصبح السيول بالنسبة لنا نعمة من عند الله وليست نقمة.

وتتكون منظومة ادارة مياه السيول من اللبنات التالية:

اللبنة الأولى: اعداد خرائط تفصيلية لأحواض التصريف باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية مع دراسة خصائص تلك الأحواض وطبيعة التربة وحالة الغطاء النباتي.

اللبنة الثانية: تقدير كميات السيول المتوقعة في احواض التصريف المختلفة (عدة سيناريوات) من خلال النماذج الرياضية التي ترتكز على التجارب الحقلية و التحليل الدقيق لبيانات الأمطار.

اللبنة الثالثة: تصميم نظم متطورة لحصاد مياه السيول والأمطار لتستكمل بذلك منظومة الادارة المتكاملة لمياه الأمطار والسيول مع اعطاء أولوية لحوض وادي الباطن واودية جال الزور وأودية الروضتين- ام العيش، فضلا عن احواض العبدلي- الرتقة.

وأوضحت في بيانها الصحافي الى أنه بعد هطول كميات غزيرة من الأمطار (ما بين 50 - 90 ملم خلال يومين أو ثلاثة أيام، كما حدث في شهر نوفمبر 2013 وأوائل يناير الجاري) تتجمع مياه الأمطار على شكل بحيرات موقتة، في معظم أرجاء البيئة البرية بدولة الكويت، باستثناء المساحات التي تشغلها الكثبان الرملية في الأجزاء الشمالية الغربية والشمالية الشرقية وبعض المناطق بالجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، وتتفاوت تلك البحيرات في الأشكال والمساحات وبطبيعة الحال كميات المياه.

كما أوضحت أن المناطق المنتشرة فوقها نباتات برية مثل الرمث والعرفج والثندة والعوسج وبخاصة المنخفضات، تكون معدلات التسرب الرأسي لمياه الأمطار فيها اكبر عدة مرات قياسا بالمناطق نفسها التي اختفى من فوقها الغطاء النباتي- حيث ان جذور النباتات البرية التي تصل لأعماق تقارب 150 سم من سطح الأرض، تحسن الخصائص الطبيعية للتربة وبخاصة المسامية، كما ان النباتات تمثل عوائق لمياه الجريان السطحي ما يؤدى الى تهدئة سرعة المياه الجارية ومن ثم اعطاء فرصة للتسرب الراسي للمياه في جوف التربة، فضلا عن مناطق السبخات (حوالي 8 في المئة من دولة الكويت) تتراكم فوقها الأمطار دون ان تتسرب رأسيا في التربة بسبب قرب منسوب المياه الجوفية من سطح الأرض (اقل من 50 سم في معظم الحالات) وبطبيعة الحال تتدهور نوعية مياه الأمطار فور هطولها فوق تلك السبخات الغنية بالأملاح.

ولفتت لجنة حماية الحياة الفطرية الى هدر مياه الأمطار الهاطلة فوق المناطق التي تشغلها البحيرات النفطية، وتلك المغطاة بالحصر القطرانية المنتشرة في مساحات كبيرة داخل حقول النفط (قرابة 114 كم2) حيث تتراكم الأمطار لفترات طويلة دون ان تتسرب رأسيا في التربة بسبب الطبقة الجافة من النفط الخام التي تشكل عائقا امام تسرب مياه الأمطار في التربة.

وخلصت لجنة حماية الحياة الفطرية من خلال المسوحات الحقلية ومناقشة وتحليل الدراسات السابقة الى ما يلي: «عدم وجود خطط أو برامج لاستغلال مياه الأمطار وادارة مخاطر السيول في دولة الكويت الا في مواقع محدودة منها منطقة الشعيبة الصناعية (معهد الكويت للأبحاث العلمية ولجنة متابعة القرارات الأمنية 2007). تقترح اللجنة تقييم مدى امكانية تصميم وتنفيذ برنامج مستدام لادارة مياه السيول والحد من ظاهرة الانجراف المائي للتربة بدولة الكويت بهدف حفظ وصيانة التربة وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي واستثمار مياه الأمطار والسيول.

بعض الخباري في الكويت

الجليدة

السور

قرينيص

جلهم

أم الجثايل

البعل

مسيعد

أم الخيران

عمارة مهزول

خشم العفري

الرويسات

الخلة

أم سدير

عايد

أم العيش

خباري العوازم

خباري سالم

خباري علي

خباري دليل

أهم التلال والحافات الصخرية والضلوع في الكويت

تلال جال الزور (قرابة 140 متراً فوق سطح البحر).

ضلع الرخام (100 متر).

ضلع اللياح (100 متر).

ضلع الأحمدي (137 مترا).

تلال الرتقة - العبدلي (80 - 100 متر).

حافات ومدرجات وادي الباطن (220 مترا).
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي