حوار / «المهرجان المسرحي يحتاج إلى مشاركة نجوم الفن بقوّة»
سعيد سالم لـ «الراي»: مضامين الدراما الكويتية باتت ... «ما تسوى»
سالم في مشهد من مسلسل «أبو الملايين»
سعيد سالم
• من حسن حظّي أنني قدّمت شخصية خطوطها الدرامية مرتبطة مع (بوعدنان) والقصبي
• أنا العاشق للفن الذي لا يعرف خط النهاية لديه سوى الموت
• لم يدرج اسمي مع المنافسين على جوائز المهرجان المسرحي بسبب لجنة التحكيم
• أعطي نصائحي لابني بعيداً عن «الواسطات»
• أنا العاشق للفن الذي لا يعرف خط النهاية لديه سوى الموت
• لم يدرج اسمي مع المنافسين على جوائز المهرجان المسرحي بسبب لجنة التحكيم
• أعطي نصائحي لابني بعيداً عن «الواسطات»
يرى الفنان الإماراتي سعيد سالم أن الدراما الكويتية لا تزال في الصدارة، وتشهد هذه الفترة غزارة في الإنتاج، إلاّ أنه انتقد مضامين المسلسلات معتبراً أنها «ما تسوى»، «لأنها تطرح قضايا تسيء إلينا كخليجيين وأشعر بأنها مفبركة ولا تمس الواقع».
سالم الذي شارك أخيراً في فعاليات مهرجان «الكويت المسرحي 14»، قال في حوار مع «الراي» إنه لم يحصد أي جائزة ولم يدرج اسمه ضمن المنافسين على الجوائز إلى جانب عدد من كبار الفنانين في الكويت، لأن «هناك حسابات أخرى خاصة بلجنة التحكيم».
وعن قلّة مشاركاته في الدراما، أوضح أنه لا توجد غزارة إنتاج درامي في الإمارات رغم وجود عدد من الفنانين، إلى جانب اعتماد القنوات وشركات الإنتاج على أسماء معيّنة من الفنانين من خارج الإمارات:
• كانت لك مشاركة في فعاليات مهرجان «الكويت المسرحي المحلي 14» الذي أقيم أخيراً، حدثنا عن تلك التجربة؟
- كنت أحد أعضاء فريق مسرحية «عنق الزجاجة» من تأليف سليمان آرتي، والتي قدمناها تحت مظلة المعهد العالي للفنون المسرحية بقيادة المخرج موسى آرتي. وبعد أن انتهت فعاليات المهرجان أبدى الكثيرون انزعاجهم من النتائج الختامية، لأن كل شخص يبذل مجهوداً ويتعب فإنه يتأمل الحصول على جائزة، لكن تبقى هناك حسابات أخرى خاصة بلجنة التحكيم ويحسمون الأمر بين فائز وخاسر.
• هل كنت من «المنزعجين» لعدم حصولك على جائزة؟
- اعتدت طوال فترة عملي في المسرح، سواء في المهرجانات أم في العروض التجارية، ألا أحزن على عدم حصولي على الجوائز، لأنني فعلياً أحصل على جائزتي في ختام العرض وتحديداً عندما يقف الجمهور ويصفق لي.
• لكن لم يتم إدراج اسمك إلى جانب الفنانين جاسم النبهان جمال الردهان وعبد الله غلوم ضمن المنافسين على الجوائز؟
- كما ذكرت، فإن للجنة التحكيم حسابات أخرى، وربما أنها لم تقتنع بأدائنا لذلك لم تدرج أسماءنا ضمن المنافسين، واكتفت في حفل ختام المهرجان بالتنويه إلى مشاركتنا، وتوجيه الشكر شفوياً على ذلك.
• ما تقييمك لمهرجان «الكويت المسرحي» في دورته الأخيرة؟
- من خلال مشاهدتي لدورات سابقة، كنت أردد دوماً أنّ هذا المهرجان يحتاج إلى مشاركة نجوم الفن في الكويت وبقوّة، وما زلت مصراً على ذلك، والسبب أنّ وجودهم يعطي دافعاً أكثر للمنافسة، وكلامي هذا لا يعني إلغاء جهود الشباب وعدم مشاركتهم كمنافسين، وهنا لا ننسى وجود مهرجان خاص بالشباب فقط.
• ماذا لو تمت مقارنته بالمهرجانات المسرحية التي تقام في الإمارات؟
- في الإمارات تخطّينا سلبيات كثيرة، وعلى سبيل المثال فإن جميع النصوص المسرحية تمرّ أولاً على لجنة «إجازة النصوص»، وبعد الموافقة تمرّ العروض على لجنة «الاختيار والتقييم»، ومن خلالها يتم الإقرار بدخولها المنافسة الرسمية أو رفضها. ولا ينتهي دور لجنة التقييم هنا فحسب، إذ تتابع العروض كافة إلى حين وصولها إلى «اللجنة العليا للمسابقة الرسمية» في مهرجان «أيام الشارقة المسرحية»، وهذه الخطوات ذاتها تحصل مع مهرجاني «الشباب» و«الطفل».
• ممن تتكوّن لجنة الاختيار والتقييم؟
- من أشخاص ذوي كفاءة ومتخصصين بمجال المسرح، من فنانين ومؤلّفين ومخرجين على مستوى الخليج العربي والوطن العربي، وللعلم فإن الدكتور موسى آرتي كان ضمن تلك اللجنة على مدار عامين.
• هل تفكر في إعادة التجربة والمشاركة في مهرجانات مسرحية في الكويت؟
- نعم، ولا توجد عندي أي مشكلة، وللعلم فإنني وللمرة الأولى شاركت في مسرحية باللغة العربية الفصحى، وهو الأمر الذي تخوّفت منه بسبب تجاربي الفاشلة التي كانت في بداياتي، لذلك أعتبر ما قدّمته بمثابة إنجاز.
• وكيف تغلّبت على ذلك الخوف؟
- ما قدّمته كان بفضل تكاتف فريق المسرحية وعلى رأسهم المخرج موسى آرتي، والفنان جمال الردهان الذي علّمني كيفية النطق الصحيح بالفصحى، ولا ننسى دور أيمن الخشّاب المصحح اللغوي للنص ولنا كممثلين.
• ما الذي ينقص المسرح في الكويت حالياً؟
- لا ينقصه شيء سوى القليل من الثقة والصدق والمحبّة من كل المنتسبين إليه، لنحصل على فرق مسرحية قوية همّها الأول المنافسة بشرف، كما كانت الفرق المسرحية الأهلية موجودة قبل 30 سنة مضت وهي تضمّ كبار النجوم ممن يتنافسون بكل صدق. لقد تعلمت أمراً خلال مسيرتي الفنية بأنّ المسرح هو «Team Work»، ولهذا لا يمكنك التخلي عن أي عنصر من عناصره، فالتحدي والتنافس مطلوبان، وبالمقابل الكره و«الشيل والحط» مرفوضان، لأن ذلك لا يصنع مسرحاً، بل فرق مسرحية تتناحر ولا تتنافس بشرف.
• على من تقع اللائمة في ذلك؟
- أضع اللوم على بعض الفنانين الكبار ممن «رفعوا يدهم» عن المسرح والشباب المسرحي لأسباب متعددة، وهو الأمر الذي ينبغي عدم حصوله، ففي الإمارات النجوم الكبار متواجدون إلى جانب جيل الشباب، لأن من خلال التكاتف يمكن للفرق المسرحية أن تنهض وتبقى مستمرة.
• شاركت في العديد من المهرجانات المسرحية على مستوى الوطن العربي، ما المهرجان الذي تعتبره الأول؟
- مهرجان «قرطاج» يعتبر الأول على مستوى العروض المنافسة والتنظيم.
• ما سبب قوة المسرح في الإمارات؟
- المسرح في الإمارات أقوى بكثير من الدراما، وهو مدعوم مادياً وشخصياً و«لوجستياً» من الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، باعتباره فنانا وكاتبا ومؤسسا للحركة المسرحية في أواخر الخمسينات. كما أنه يحرص دوماً على انتقادنا بشكل بنّاء في كل عمل نقدّمه، سواء على صعيد المسرح أم الدراما، ويحرص على الالتقاء بنا وسماع آرائنا ومتطلباتنا.
• وكيف ترى حال الدراما في الكويت؟
- الكويت في الصدارة على صعيد الدراما، لكن في الآونة الأخيرة على الرغم من وجود غزارة في الأعمال، إلاّ أن مضامينها «ما تسوى».
• ما الذي تقصده بـ «مضامين ما تسوى»؟
- باتت تطرح قضايا تسيء إلينا كخليجيين وأشعر بأنها «مفبركة» لا تمس الواقع الخليجي عموماً والكويتي تحديداً. وحتى لو كانت هناك مشكلة أو قضية، فإنها تعتبر حالة لا تستحق أن تعمّم لأنها «إن خليت خربت»، وكل مجتمع فيه «الزين والشين». فعندما يتم طرح قضية في الإعلام يكون الهدف منها الصلاح، ونحن كفنانين لنا دور اجتماعي قوي لأننا نطلّ عبر شاشة التلفزيون التي تدخل كل بيت «غصباً عني وعن الجميع»، ولهذا يجب أن نقدّم عملاً يرتقي بالمجتمع وبالفنان.
• هل تقصد عدم التطرق إلى السلبيات في المسلسلات والتركيز على الإيجابيات فقط؟
- لا مشكلة في طرح السلبيات لكن بصورة هادفة وغير مسيئة، وهنا أرى أن العيب الأساسي هو في النصوص الموجودة.
• هل هناك تشابه بين دراما الماضي ودراما اليوم؟
- لا، أين تلك الأعمال التي كانت تقدّم باسم فناني الكويت، والتي تجمع بين الكوميدي والاجتماعي وتناقش قضايا متعددة وحسّاسة من دون الإساءة، ومنها «خالتي قماشة»، «درب الزلق»، «إلى أبي وأمي مع التحية» و«خرج ولم يعد»، الأقدار» وغيرها الكثير. كلها قدّمت وسط إمكانات تقنّية قليلة مقارنة بما نمتلكه اليوم، لكنها بقيت أعمالاً خالدة لما تحمله من مضامين جميلة ومصداقية في الطرح. أتمنى أن تناقش الدراما الآن قضايا واقعية حقيقية لها تأثير.
• كانت لك إطلالة في مسلسل «أبو الملايين» في الموسم الدرامي الرمضاني الفائت... حدثنا عنها؟
- لا أبالغ إن قلت إنها من أفضل المشاركات التي قمت بها، كونها ضمّت نجمين من نجوم الفن على مستوى الخليج والوطن العربي هما عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي - مع حفظ الألقاب - وحقيقة لا أجامل في كلامي، لكنهما كانا قمّة في النجومية أمام الكاميرا وفي الكواليس التي لايراها المشاهد، وعاشها كل من شارك في صناعة العمل.
• هل لك أن تصف لنا كيف كانا نجمين في الكواليس؟
- عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي كانا في قمّة التواضع مع الجميع بالدرجة الأولى، ناهيك عن تقبلهما الملاحظات واستقبالهما إياها كافة من دون أي تذمّر أو تعجرف، إضافة إلى التحضير الدقيق للمشاهد كممثلين مع الجميع، لهذا فقد استمتعت بتلك التجربة. ومن حسن حظّي أنني قدّمت شخصية خطوطها الدرامية كلها مرتبطة بهما الاثنين، وهو ما أعتبره مكسباً كبيراً وحقيقياً لي.
• لو خيّرت بأداء شخصية أخرى غير التي قدمتها... ماذا كنت ستختار؟
- «كأنّ ما قدمته من دور مفصّل عليّ»... هذا باختصار شديد ما يمكنني قوله لك، ناهيك عن أنني عند تسلّمي أي نص درامي، أقرأ شخصياته كافة وأختار منها ما يلائمني وما سيضيف إليّ وأضيف إليه. حينها، ولدى بداية التصوير، من المستحيل أن أفكر في شخصية أخرى، وأقول يا ليت لو قدمت تلك الشخصية أو غيرها، بل ينصبّ جام تركيزي على شخصيتي حتى لو كانت مساحتها حلقة واحدة فقط.
• ما سبب قلّة مشاركاتك في الدراما في الآونة الأخيرة؟
- لا توجد غزارة إنتاج درامي في الإمارات رغم وجود عدد من الفنانين، ناهيك عن الخطّة التسويقية التي تطلبها شركات الإنتاج والقنوات التلفزيونية، ومنها الاعتماد على أسماء معيّنة من الفنانين من خارج الإمارات، ونحن كفناني دولة الإمارات يتم طلبنا من محطات خليجية أخرى.
• ما الذي وصلت إليه بعد تلك المسيرة الفنية؟
- ما زلت أسير في الطريق ولم أتشبّع من الفن. فعندما دخلت الفن كنت هاوياًَ وعاشقاً، فذهب الهاوي وبقي العاشق الذي لا يعرف خط النهاية سوى الموت، الفن بات هاجساً بالنسبة إليّ.
• هل من دور ترفض تجسيده حالياً؟
- أرفض تجسيد الدور الذي لا أرى نفسي فيه، أو يخدش من «آدميتي» وإنسانيتي أو عمري وتاريخي الفنّي.
• هل تنصح أبناءك بدخول المجال الفني؟
- لا أنصحهم بذلك أبداً على الرغم من أنهم شاركوني في مسرحياتي ومسلسلاتي التي قمت بإنتاجها في السابق، لكنهم ابتعدوا جميعاً وبقي ابني حسين مستمراً في ذلك الخط حتى بات ممثلاً، وحصل على جائزة «أفضل ممثل» في «مهرجان الطفل» العام الماضي.
• ما الدعم الذي تمنحه إياه؟
- أعطيه نصائحي وتوجيهاتي فقط بعيداً عن «الواسطات»، فلا أريده أن «يطلع على كتف أبوه»، على الرغم من أن «المحسوبيات» موجودة بكثرة في الوسط الفني.
• ما هواياتك بعيداً عن الفن؟
- الطبخ، إلى درجة أنني افتتحت مطعماً للمأكولات الإمارتية.
• هل تفكّر في تقديم برنامج للطبخ؟
- لا، الفكرة غير واردة في ذهني، لكن الكثير من القنوات الفضائية تستضيفني في برامج الطبخ.
سالم الذي شارك أخيراً في فعاليات مهرجان «الكويت المسرحي 14»، قال في حوار مع «الراي» إنه لم يحصد أي جائزة ولم يدرج اسمه ضمن المنافسين على الجوائز إلى جانب عدد من كبار الفنانين في الكويت، لأن «هناك حسابات أخرى خاصة بلجنة التحكيم».
وعن قلّة مشاركاته في الدراما، أوضح أنه لا توجد غزارة إنتاج درامي في الإمارات رغم وجود عدد من الفنانين، إلى جانب اعتماد القنوات وشركات الإنتاج على أسماء معيّنة من الفنانين من خارج الإمارات:
• كانت لك مشاركة في فعاليات مهرجان «الكويت المسرحي المحلي 14» الذي أقيم أخيراً، حدثنا عن تلك التجربة؟
- كنت أحد أعضاء فريق مسرحية «عنق الزجاجة» من تأليف سليمان آرتي، والتي قدمناها تحت مظلة المعهد العالي للفنون المسرحية بقيادة المخرج موسى آرتي. وبعد أن انتهت فعاليات المهرجان أبدى الكثيرون انزعاجهم من النتائج الختامية، لأن كل شخص يبذل مجهوداً ويتعب فإنه يتأمل الحصول على جائزة، لكن تبقى هناك حسابات أخرى خاصة بلجنة التحكيم ويحسمون الأمر بين فائز وخاسر.
• هل كنت من «المنزعجين» لعدم حصولك على جائزة؟
- اعتدت طوال فترة عملي في المسرح، سواء في المهرجانات أم في العروض التجارية، ألا أحزن على عدم حصولي على الجوائز، لأنني فعلياً أحصل على جائزتي في ختام العرض وتحديداً عندما يقف الجمهور ويصفق لي.
• لكن لم يتم إدراج اسمك إلى جانب الفنانين جاسم النبهان جمال الردهان وعبد الله غلوم ضمن المنافسين على الجوائز؟
- كما ذكرت، فإن للجنة التحكيم حسابات أخرى، وربما أنها لم تقتنع بأدائنا لذلك لم تدرج أسماءنا ضمن المنافسين، واكتفت في حفل ختام المهرجان بالتنويه إلى مشاركتنا، وتوجيه الشكر شفوياً على ذلك.
• ما تقييمك لمهرجان «الكويت المسرحي» في دورته الأخيرة؟
- من خلال مشاهدتي لدورات سابقة، كنت أردد دوماً أنّ هذا المهرجان يحتاج إلى مشاركة نجوم الفن في الكويت وبقوّة، وما زلت مصراً على ذلك، والسبب أنّ وجودهم يعطي دافعاً أكثر للمنافسة، وكلامي هذا لا يعني إلغاء جهود الشباب وعدم مشاركتهم كمنافسين، وهنا لا ننسى وجود مهرجان خاص بالشباب فقط.
• ماذا لو تمت مقارنته بالمهرجانات المسرحية التي تقام في الإمارات؟
- في الإمارات تخطّينا سلبيات كثيرة، وعلى سبيل المثال فإن جميع النصوص المسرحية تمرّ أولاً على لجنة «إجازة النصوص»، وبعد الموافقة تمرّ العروض على لجنة «الاختيار والتقييم»، ومن خلالها يتم الإقرار بدخولها المنافسة الرسمية أو رفضها. ولا ينتهي دور لجنة التقييم هنا فحسب، إذ تتابع العروض كافة إلى حين وصولها إلى «اللجنة العليا للمسابقة الرسمية» في مهرجان «أيام الشارقة المسرحية»، وهذه الخطوات ذاتها تحصل مع مهرجاني «الشباب» و«الطفل».
• ممن تتكوّن لجنة الاختيار والتقييم؟
- من أشخاص ذوي كفاءة ومتخصصين بمجال المسرح، من فنانين ومؤلّفين ومخرجين على مستوى الخليج العربي والوطن العربي، وللعلم فإن الدكتور موسى آرتي كان ضمن تلك اللجنة على مدار عامين.
• هل تفكر في إعادة التجربة والمشاركة في مهرجانات مسرحية في الكويت؟
- نعم، ولا توجد عندي أي مشكلة، وللعلم فإنني وللمرة الأولى شاركت في مسرحية باللغة العربية الفصحى، وهو الأمر الذي تخوّفت منه بسبب تجاربي الفاشلة التي كانت في بداياتي، لذلك أعتبر ما قدّمته بمثابة إنجاز.
• وكيف تغلّبت على ذلك الخوف؟
- ما قدّمته كان بفضل تكاتف فريق المسرحية وعلى رأسهم المخرج موسى آرتي، والفنان جمال الردهان الذي علّمني كيفية النطق الصحيح بالفصحى، ولا ننسى دور أيمن الخشّاب المصحح اللغوي للنص ولنا كممثلين.
• ما الذي ينقص المسرح في الكويت حالياً؟
- لا ينقصه شيء سوى القليل من الثقة والصدق والمحبّة من كل المنتسبين إليه، لنحصل على فرق مسرحية قوية همّها الأول المنافسة بشرف، كما كانت الفرق المسرحية الأهلية موجودة قبل 30 سنة مضت وهي تضمّ كبار النجوم ممن يتنافسون بكل صدق. لقد تعلمت أمراً خلال مسيرتي الفنية بأنّ المسرح هو «Team Work»، ولهذا لا يمكنك التخلي عن أي عنصر من عناصره، فالتحدي والتنافس مطلوبان، وبالمقابل الكره و«الشيل والحط» مرفوضان، لأن ذلك لا يصنع مسرحاً، بل فرق مسرحية تتناحر ولا تتنافس بشرف.
• على من تقع اللائمة في ذلك؟
- أضع اللوم على بعض الفنانين الكبار ممن «رفعوا يدهم» عن المسرح والشباب المسرحي لأسباب متعددة، وهو الأمر الذي ينبغي عدم حصوله، ففي الإمارات النجوم الكبار متواجدون إلى جانب جيل الشباب، لأن من خلال التكاتف يمكن للفرق المسرحية أن تنهض وتبقى مستمرة.
• شاركت في العديد من المهرجانات المسرحية على مستوى الوطن العربي، ما المهرجان الذي تعتبره الأول؟
- مهرجان «قرطاج» يعتبر الأول على مستوى العروض المنافسة والتنظيم.
• ما سبب قوة المسرح في الإمارات؟
- المسرح في الإمارات أقوى بكثير من الدراما، وهو مدعوم مادياً وشخصياً و«لوجستياً» من الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، باعتباره فنانا وكاتبا ومؤسسا للحركة المسرحية في أواخر الخمسينات. كما أنه يحرص دوماً على انتقادنا بشكل بنّاء في كل عمل نقدّمه، سواء على صعيد المسرح أم الدراما، ويحرص على الالتقاء بنا وسماع آرائنا ومتطلباتنا.
• وكيف ترى حال الدراما في الكويت؟
- الكويت في الصدارة على صعيد الدراما، لكن في الآونة الأخيرة على الرغم من وجود غزارة في الأعمال، إلاّ أن مضامينها «ما تسوى».
• ما الذي تقصده بـ «مضامين ما تسوى»؟
- باتت تطرح قضايا تسيء إلينا كخليجيين وأشعر بأنها «مفبركة» لا تمس الواقع الخليجي عموماً والكويتي تحديداً. وحتى لو كانت هناك مشكلة أو قضية، فإنها تعتبر حالة لا تستحق أن تعمّم لأنها «إن خليت خربت»، وكل مجتمع فيه «الزين والشين». فعندما يتم طرح قضية في الإعلام يكون الهدف منها الصلاح، ونحن كفنانين لنا دور اجتماعي قوي لأننا نطلّ عبر شاشة التلفزيون التي تدخل كل بيت «غصباً عني وعن الجميع»، ولهذا يجب أن نقدّم عملاً يرتقي بالمجتمع وبالفنان.
• هل تقصد عدم التطرق إلى السلبيات في المسلسلات والتركيز على الإيجابيات فقط؟
- لا مشكلة في طرح السلبيات لكن بصورة هادفة وغير مسيئة، وهنا أرى أن العيب الأساسي هو في النصوص الموجودة.
• هل هناك تشابه بين دراما الماضي ودراما اليوم؟
- لا، أين تلك الأعمال التي كانت تقدّم باسم فناني الكويت، والتي تجمع بين الكوميدي والاجتماعي وتناقش قضايا متعددة وحسّاسة من دون الإساءة، ومنها «خالتي قماشة»، «درب الزلق»، «إلى أبي وأمي مع التحية» و«خرج ولم يعد»، الأقدار» وغيرها الكثير. كلها قدّمت وسط إمكانات تقنّية قليلة مقارنة بما نمتلكه اليوم، لكنها بقيت أعمالاً خالدة لما تحمله من مضامين جميلة ومصداقية في الطرح. أتمنى أن تناقش الدراما الآن قضايا واقعية حقيقية لها تأثير.
• كانت لك إطلالة في مسلسل «أبو الملايين» في الموسم الدرامي الرمضاني الفائت... حدثنا عنها؟
- لا أبالغ إن قلت إنها من أفضل المشاركات التي قمت بها، كونها ضمّت نجمين من نجوم الفن على مستوى الخليج والوطن العربي هما عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي - مع حفظ الألقاب - وحقيقة لا أجامل في كلامي، لكنهما كانا قمّة في النجومية أمام الكاميرا وفي الكواليس التي لايراها المشاهد، وعاشها كل من شارك في صناعة العمل.
• هل لك أن تصف لنا كيف كانا نجمين في الكواليس؟
- عبد الحسين عبد الرضا وناصر القصبي كانا في قمّة التواضع مع الجميع بالدرجة الأولى، ناهيك عن تقبلهما الملاحظات واستقبالهما إياها كافة من دون أي تذمّر أو تعجرف، إضافة إلى التحضير الدقيق للمشاهد كممثلين مع الجميع، لهذا فقد استمتعت بتلك التجربة. ومن حسن حظّي أنني قدّمت شخصية خطوطها الدرامية كلها مرتبطة بهما الاثنين، وهو ما أعتبره مكسباً كبيراً وحقيقياً لي.
• لو خيّرت بأداء شخصية أخرى غير التي قدمتها... ماذا كنت ستختار؟
- «كأنّ ما قدمته من دور مفصّل عليّ»... هذا باختصار شديد ما يمكنني قوله لك، ناهيك عن أنني عند تسلّمي أي نص درامي، أقرأ شخصياته كافة وأختار منها ما يلائمني وما سيضيف إليّ وأضيف إليه. حينها، ولدى بداية التصوير، من المستحيل أن أفكر في شخصية أخرى، وأقول يا ليت لو قدمت تلك الشخصية أو غيرها، بل ينصبّ جام تركيزي على شخصيتي حتى لو كانت مساحتها حلقة واحدة فقط.
• ما سبب قلّة مشاركاتك في الدراما في الآونة الأخيرة؟
- لا توجد غزارة إنتاج درامي في الإمارات رغم وجود عدد من الفنانين، ناهيك عن الخطّة التسويقية التي تطلبها شركات الإنتاج والقنوات التلفزيونية، ومنها الاعتماد على أسماء معيّنة من الفنانين من خارج الإمارات، ونحن كفناني دولة الإمارات يتم طلبنا من محطات خليجية أخرى.
• ما الذي وصلت إليه بعد تلك المسيرة الفنية؟
- ما زلت أسير في الطريق ولم أتشبّع من الفن. فعندما دخلت الفن كنت هاوياًَ وعاشقاً، فذهب الهاوي وبقي العاشق الذي لا يعرف خط النهاية سوى الموت، الفن بات هاجساً بالنسبة إليّ.
• هل من دور ترفض تجسيده حالياً؟
- أرفض تجسيد الدور الذي لا أرى نفسي فيه، أو يخدش من «آدميتي» وإنسانيتي أو عمري وتاريخي الفنّي.
• هل تنصح أبناءك بدخول المجال الفني؟
- لا أنصحهم بذلك أبداً على الرغم من أنهم شاركوني في مسرحياتي ومسلسلاتي التي قمت بإنتاجها في السابق، لكنهم ابتعدوا جميعاً وبقي ابني حسين مستمراً في ذلك الخط حتى بات ممثلاً، وحصل على جائزة «أفضل ممثل» في «مهرجان الطفل» العام الماضي.
• ما الدعم الذي تمنحه إياه؟
- أعطيه نصائحي وتوجيهاتي فقط بعيداً عن «الواسطات»، فلا أريده أن «يطلع على كتف أبوه»، على الرغم من أن «المحسوبيات» موجودة بكثرة في الوسط الفني.
• ما هواياتك بعيداً عن الفن؟
- الطبخ، إلى درجة أنني افتتحت مطعماً للمأكولات الإمارتية.
• هل تفكّر في تقديم برنامج للطبخ؟
- لا، الفكرة غير واردة في ذهني، لكن الكثير من القنوات الفضائية تستضيفني في برامج الطبخ.