«الراي» زارت الجزيرة برفقة فريق الغوص التطوعي فاكتشفت علاقة تاريخية لعائلة الراشد بها

«مسكان»... سراج الكويت وطبيعتها البكر

تصغير
تكبير
• وسط الجزيرة منارة عالية نصبت ليهتدي بها أصحاب السفن المحمّلة بالماء من شط العرب

• الجزيرة غير مأهولة تقع شمال غربي فيلكا بـ3 كيلو مترات وتمتاز بتضاريسها الرملية المنخفضة

• لا أحد يطأ الجزيرة دون علم (بو راشد)ذي الروح الطيبة الذي يستقبل الجميع بحفاوة

• محيط اليابسة فيها 2.5 كيلو متر وأقصى طول لها كيلو متر واحد وهي خامس جزر الكويت من حيث المساحة
هي نموذج للمسؤولية عندما يتولاها من هو قادر على أدائها، وهي صفحة في كتاب تحكي سطوره عن حقبة ليست ببعيدة عن واقعنا، بل تقدم نماذج على عراقة تضرب في أعماق تاريخ قديم.

كانت سراج الكويت قديما ترشد التائهين في عرض البحر وظلت اليوم محافظة على هذا التراث... تولت عائلة شؤون إدارتها فأفلحت وحافظت على «بكريتها» من العبث والتشويه.. إنها جزيرة مسكان التي كانت محط رحال «الراي» في جولة جديدة على جزر الكويت.


هناك يشير عبد العزيز أبو راشد بحزن إلى قبور عائلته في وسط الجزيرة ويقول «هذان القبران الصغيران لتوأمين من أهلنا توفيا في الجزيرة»، مقلبا دفتر ذكرياته القديمة: «كنا نلهو ونجمع النباتات لجدتي ونقوم بنصب الحظرات بداية موسم الحداق.

زيارة الجزيرة كانت برفقة فريق الغوص التطوعي لتنظيف الجزيرة التي ظهرت هادئة تمتاز بجمال خلاب ويظهر في منتصف الجزيرة منارة طويلة يهتدي بها أصحاب السفن المحملة بالماء من شط العرب قديما.

«مسكان» التي كانت لها أهمية كبيرة في تاريخ الكويت تسكنها عائلة بوراشد التي كلفها المغفور له الشيخ أحمد الجابر بحمايتها وحراستها، وظل أبناء العائلة يتوارثون هذه المهمة حتى يومنا، يتابعون شؤون الجزيرة بكافة جوانبها.

رحلة جزيرة «مسكان» انطلقت الساعة التاسعة صباحا من قاعدة صباح الأحمد البحرية في منطقة الفنطاس، بعد أن تم التأكد من وجود جميع مستلزمات الرحلة وهي «معدات التنظيف الخاصة برفع الشباك عن ظهر الجزيرة، ومقصات حديدية ومناشير وأمشاط وملابس الغوص والحفر، وقارب صغير للتنقل في المواقع قليلة العمق، ومعدات تصوير والتوثيق، وجهاز GPS للاستدلال على المواقع.

درجة الحرارة كانت عند انطلاق الرحلة كانت تشير إلى 6 مئوية والأجواء ملبدة بالغيوم، وانطلقنا في الطراد الذي كان يقوده النوخذة فيصل الحربان، وهو مختص فقط بالقيادة وتجهيز الطراد وتشغيل محركاته والتأكد من سلامتها. وضمت الرحلة كلا من مسؤول المشاريع البحرية محمود اشكناني، ومسؤل قطاع البحرية فيصل الحربان، والغواص عبدالله الحيدر، ومسؤول العمليات البحرية وليد الشطي، والتحق بالفريق أيضا رئيس الفريق وليد الفاضل ومسؤول العلاقات الخارجية الغواص ضاري الحويل.

الرحلة التي استغرقت نصف ساعة تقريبا للوصول للجزيرة التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن جزيرة فيلكا من الجهة الشمالية الغربية تمتاز بتضاريس رملية منخفضة، وهي غير مأهولة بالسكان وتحوي عددا من «الحظرات» أدوات صيد الاسماك القديمة التي يعود تاريخها إلى نحو 80 عاما لعائلة بوراشد (إبراهيم الراشد، حمد الراشد).

بو راشد يرحب بالضيوف

عند وصولنا إلى جزيرة مسكان تسبب «مريخ» وهو الضباب بعدم رؤية جزيرة فيلكا وكاظمة، حيث كانت الرؤية شبه منعدمة، وتزامن وصولنا مع وصول «طراد» بلدية الكويت يحمل عمال نظافة بملابسهم الصفراء إلى جانب طراد رئيس الفريق وليد الفاضل مع المتطوع ضاري الحويل.

وكما جرت العادة، لا يمكن أن يطأ احد الجزيرة دون علم بو راشد الذي كان متأهبا لاستقبال الفريق، وكان يرتدي دشداشة ويلبس الغترة، ويمتاز بروح طيبة وخلق حسن ولكنه لم يخف غضبه الشديد من تأخير عمليات تنظيف الجزيرة، وقال لـ«الراي»: من 80 سنة هذه الشباك لم يتم إزالتها إضافة إلى عدم وجود اهتمام بإزالة الأوساخ من ظهر الجزيرة، برغم أن البلدية متعاقدة مع شركة خاصة لتنظيف الجزر.

وأضاف أن عائلة بوراشد تولت وبتكليف من المغفور له الشيخ أحمد الجابر منذ عقود مضت، إشعال السراج ليلا في جزيرة مسكان لهداية السفن المحملة بالماء الآتية من شط العرب للكويت.

وأكد أن عائلة بوراشد كانت «عيونا» للشيخ أحمد الجابر الذي كلفهم بهذه المهمة، وكان له رحمة الله عليه نظرة مستقبلية. ومن أبرز الاحداث في الجزيرة قصة «التك» السفينة العراقية التي دخلت حدود الكويت البحرية رصدها أحد أفراد عائلة بوراشد وأبلغ السلطات الكويتية التي قدمت شكوى رسمية ضد هذا الاختراق إضافة إلى العثور على 14 كيلوا من المخدرات و في العام 2007 قدمنا العديد من البلاغات حول حوادث وسرقات وحرائق سفن.

واستذكر بوراشد حادثة انقلاب والده وعمه في «لنج» اسمه قرقاشه، وسمي بذلك لسرعته «وطبع قرقاشة قي (المرقّة) حد الطينة في منتصف الطريق، وقال والده لعمه: أنا لا أريد أن نرى بعضنا نموت، سأذهب سباحة لبعض البحارة القريبين من الموقع، وحدث ذلك فقاموا بتعديل (البلم) وإنقاذهما بصعوبة، وعندما علم الشيخ أحمد الجابر بالحادثة وتحطم قرقاشة قدم لنا لنجا جديدا».

العائلات في الجزر

وأفاد أن عائلة بوراشد توزعت في مناطق الكويت، فمنهم «راشد سكن كاظمة، وإبراهيم سكن جزيرة مسكان، وخليل الملقب خليل العازمي سكن جزيرة فيلكا، ومحمد سكن في الدوحة «عشيرج» بينما بقي غانم في الديرة، مشيرا إلى وجود بنات لخليفة وهو الأخ الأكبر لحمد. كما أن في الجزيرة آثارا قديمة قد تكون يونانية باعتبار أن جزيرة فيلكا كانت مأهولة من قبلهم، فلابد أن تكون مأهولة هي كذلك بجماعة منهم، كما وجد حمد منذ سنوات كيسا فيه بعض العملات القديمة، وجده في «ميافر» الجزيرة القريبة منها، وسلمه في وقته إلى المتحف.

وأضاف ان «المرحوم إبراهيم بوراشد كان يتولى صيانة الفنار الذي يضاء لهداية وإرشاد السفن، ويتخذ من صيد السمك مهنة له، وكان يملك سفينة ينقل فيها الفائض منه الى سوق السمك في مدينة الكويت. كان يقتني كلبا كبيرا للحراسة، وكنا نحن في جزيرة فيلكا نسمع نباحه خاصة عندما يقترب من الجزيرة مركب غريب.

وأشار إلى أن الجزيرة مازالت بكرا ولم تتعرض للعبث او الدمار ما عدا مباني الصفيح الخاصة بصيادي الأسماك المقيمين فيها، وتعتبر محمية طبيعية ولم تتعرض للعبث والدمار ومازالت النباتات والشجيرات تنبت فيها.

رفع الشباك

فريق الغوص الكويتي بالمبرة التطوعية البيئية بدأ فور وصوله للجزيرة مشروع رفع كافة المخلفات الحديدية والبلاستيكية والتي انتشرت على مساحات شاسعة من الجزيرة.

وعلق مسؤول العمليات البحرية وليد الشطي بأن الفريق قام بمعاينة الجزيرة في وقت سابق لتحديد حالتها البيئية ونوعية وطبيعة المخلفات والملوثات الموجودة على الجزيرة وسواحلها، وتم وضع خطة لرفع هذه المخلفات وتجهيزها وسنقوم اليوم بتدريب العمال على كيفية رفع المخلفات من الشباك بطريقة سهلة.

وبين الشطي بأن هناك الكثير من المخلفات الحديدية وشباك الصيد والمواد البلاستيكية التى تشكل خطورة على كافة الكائنات البحرية والبرية، ما يتطلب السعي بشكل مباشر لوقف هذه الملوثات والتجاوزات التى تؤثر على جمال وطبيعة الجزيرة حيث ان جزيرة مسكان من أجمل الجزر الكويتية فى تنوعها للحياة الفطرية.

وأشار الشطي إلى ما تقوم به السفن من تلوث وتسرب النفط أو المواد الكيميائية من الناقلات، وتصاعد ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكربون وأسود الكربون إلى الغلاف الجوي من عوادم الناقلات. إضافة إلى التخلّص من مخلفات ناقلات البضائع بإلقائها في الموانئ والمجاري المائية والمحيطات وفي الكويت نعاني من قلة الرقابة على دخول السفن وخروجها أثناء مرورها بالمياه الإقليمية متمنيا ان تحذو الكويت حذو الدول المتقدمة في مراقبة السفن ومحاسبة المخالفين منهم.

وأفاد أنه لابد من ضمان تقيد مجموعة عمليات التصدير والعمليات البحرية بمستويات الهيئة العامة للبيئة وإجراء عمليات تفتيش للصحة والسلامة والبيئة دوريا في مواقع العمل لمعاينة تجهيزات فرق المجموعة للحد من الآثار المترتبة على أنشطة عمليات التصدير والأنشطة البحرية على الصحة والسلامة، وضمان أمن وسلامة المرافق والمعدات.

وأفاد الشطي أننا رفعنا مخلفات حديدية وبلاستيكية من ساحل الجزيرة بجميع الاتجاهات بتعاون مشترك مع بلدية الكويت وبدعم مركز الإنقاذ البحري التابع للإدارة العامة للإطفاء، والإدارة العامة لخفر السواحل مشيرا إلى أن في المرحلة المقبلة سيتم جلب رافعة لإزالة المخلفات الكبيرة.

وبين أن التنظيف اقتصر على تجميع عدد من المخلفات الحديدية والبلاستيكية وحصر جميع المخلفات من شباك الصيد واستغلال انحسار ماء البحر الذي وقع كما تمت معاينة موقع ماكينة في عرض البحر تسبب خطورة على الملاحة البحرية للقوارب الصغيرة سيتم انتشالها.

ودعا الشطي إلى تكاتف الجهود بالنجاح حتى نرى جزيرة مسكان خالية من هذه المخلفات الضارة للبيئة البرية والبحرية وتنظيف الجزيرة لعدة مراحل للتأكد من خلوها من أي أضرار للمخلفات.

وضع غير طبيعي

من جانبه، قال مسؤول قطاع البحرية محمود اشكناني الذي انهمك في دراسة الوضع البيئي للجزيرة إن وضع مسكان غير طبيعي ولا توجد بها كائنات ولا نعلم كيف وضعها في السابق، لتكون عندي متابعة، فساحلها نظيف ولا توجد بها ملوثات نفطية ونستطيع ان نقول انها جزيرة صحية والغطاء النباتي ممتاز ويوجد على السيف الاسفنج الذي ينمو في القاع وحظنا اليوم أننا شاهدنا المد والجزر والنباتات تقات على المياة المالحة.

وأفاد أن محيط اليابسة في الجزيرة 2.5 كيلو متر، اقصى طول لها كيلو متر واحد وتعتبر خامس جزيرة من حيث المساحة في الكويت.

وأكد أشكناني أن تحرك الرمال المترسبة امر طبيعي وخطورتها أن يكون في الموقع كائنات حية مشيرا أن البيئة البحرية تعاني بشدة الاولى العامل البشري بعض الصيادين لديهم جشع كما أن الوفرة مالية وشح المواقع السياحية يسبب ضغطا شديدا على الجزر.

وزاد أشكناني «يعرف التلوث البحري بأنه إدخال مواد أو طاقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في البيئة البحرية، بواسطة الأنشطة البشرية المتعددة مما يتسبب في تغيير خواص مياه البحر وبالتالي يتسبب في حدوث تأثيرات ضارة على صحة الأحياء.

وهناك مصادر عديدة تؤدي إلى التلوث البحري مثل رمي النفايات الصلبة والمخلفات الصناعية والبنائية ومخلفات السفن والمخلفات ذات النشاط الإشعاعي بالبحر وكذلك إلقاء مياه المجاري والصرف الصحي غير المعالج في البحر، بالإضافة الى حوادث ناقلات النفط التلوث الحراري، مياه الصرف الصحي غير المعالج، المواد الكيميائية،، والمعادن الثقيلة، كما أن الضخ المتواصل لكميات كبيرة من مياه التبريد الساخنة والمحتوية على مادة الكلور ومواد منع التآكل والزيوت ومواد التنظيف من محطات توليد الكهرباء وتقطير المياه يؤدي إلى القضاء على العديد من الكائنات الحيوانية والنباتية بالبحر، بالإضافة إلى التسبب في التأثير المرضي على صحة الإنسان من خلال إلقاء النفايات السائلة في البحر مما يتسبب في وجود نسب كبيرة من الملوثات في البحر.

وطالب أشكناني بالمسارعة في انتشال جميع السفن الغارقة في مياه الخليج لتأثيراتها السيئة على البيئة البحرية، مشيرا الى ان هذه السفن الغارقة ليست في الكويت فقط بل في الخليج وان تأثيراتها المستقبلية ستمتد لوقت طويل، ولا بد من نشر الوعي حول سياسة الصحة والسلامة والبيئة بين الموظفين والمقاولين وضمان التنفيذ الناجح لنظام إدارة الصحة والسلامة من أجل التحسين المستمر للأداء في هذا الجانب على مستوى المجموعة.

مسيرة مباركة

من جانبه، قال رئيس الفريق وليد الفاضل ان الأعمال التطوعية بسواعد أعضائه، من خلال طرح المشاريع والبرامج التي ساهمت بشكل فعال ومتميز في حماية وتأهيل البيئة البحرية الكويتية، واستكمالا لمسيرته المباركة منذ العام 1986، وتمثلت في الإنجازات في مجالات عديدة أهمها المجال المؤسسي حيث استطاع الفريق من استكمال إجراءات تأسيس المبرة التطوعية البيئية.

وأفاد الفاضل أن الفريق استطاع في المجال البيئي انتشال عدد 39 سفينة خشبية وقارب بوزن 800 طن، وكان أبرز هذه العمليات انتشال 28 سفينة غارقة في نقعة الشملان ( نقعة سوق السمك ) في منطقة شرق منها 16 سفينة خشبية غارقة جراء الحريق الذي نشب في النقعة في أغسطس 2012، وأيضا استطاع من انتشال7 سفن خشبية من ميناء الدوحه ومحيطها، وكذلك انتشال سفينتين خشبيتين مقابل ساحل البدع، وقاربين في جزيرة كبر وفيلكا وآخر بجزيرة قاروه، حيث ان هذه السفن تسبب تلوثاً بحرياً كبيراً وإعاقة للممرات الملاحية.

واستكمل الفريق الصيانة الشاملة للمرابط البحرية بأماكن الشعاب المرجانية وعددها 70 مربطاً بحرياً وانشاء 5 مرابط جديدة، كما استطاع الفريق من تثبيت مربط بحري لسفن خفر السواحل بجزيرة كبر، وكذلك قام الفريق بتنظيم حملة بيئية كبرى لتنظيف ساحل عشيرج شارك فيه الكثير من المؤسسات التطوعية والحكومية وكانت برعاية الدكتور علي العمير عضو مجلس الأمه وتم خلالها رفع العشرات من الأطنان من المخلفات والسفن.

كما قام الفريق بتشكيل فريق بيئي لمشروع تنظيف نقعة الشملان (نقعة سوق السمك) في شرق، مع مؤسسة الموانئ الكويتية، وبلدية الكويت، وإدارة سوق شرق، واتحاد الصيادين، ولجنة إزالة التعديات التابعة لمجلس الوزراء، وأنجز خلالها 4 حملات كبرى لتنظيف النقعة، وكذلك قام الفريق برفع مخلفات من الشعاب المرجانية بجزيرة أم المرادم وأيضا رفع شباك صيد عالقة بشعاب جزيرة كبر وآخر في جزيرة قاروه.

وأضاف: سجلنا أكثر من 200 مشاهدة للشعاب المرجانية وتم تسجيلها دولياً بالتعاون مع منظمة « Coral Watch « بجامعة كويزلاند في أستراليا، ورفع أيضا المخلفات من على الشعاب المرجانية بجزيرة أم المرادم. كما تابع الفريق وبشكل مستمر المستعمرات الاصطناعية لنمو الشعاب المرجانية وعددها 25 محمية، والتي تم بناؤها في قاع البحر منذ العام 1995 ضمن مشروع محميات جابر الكويت البحرية، ورصد خلالها التطور البيولوجي للحياة البحرية فيها من مرجان واسماك وكائنات بحرية أخرى، كما قام الفريق بإطلاق الأسماك والكائنات المحتجزة في مصائد الصيادين عند قاعدة منصات ميناء الأحمدي.

وفي مجال التوعية قال الفاضل استطاع الفريق تكوين أكبر ورشة بيئية خاصة للنشء والشباب بالتعاون مع وزارة التربية خلال الملتقى الكويتي للتطوع والذي نظمته المبرة التطوعية البيئية بأرض المعارض بمشرف في 6 ديسمبر 2012 تزامناً مع يوم التطوع العالمي، وإطلاق 60 فيلماً بيئياً وذلك خلال حفل أقيم في جمعية الصحافيين الكويتية تزامنا مع يوم البيئة العالمي وتم توزيع هذه الأفلام بنقاوة عالية لجميع قنوات التليفزيون الكويتية والفضائيات الخليجية.

عزيمة وإصرار

وفي المجال الإعلامي قال الفاضل استمر الفريق في تطوير موقعه الإلكتروني بعمل موقع إلكتروني جديد، كما تواصل الفريق بمشروع التواصل الإلكتروني بإصدار نشرة إخبارية بريدية « Newsletter» نصف شهرية ترسل لـ 80 ألف إيميل كويتي وخليجي وعالمي، كما أصدر العديد من المطبوعات البيئية المختلفة باللغتين العربية والإنكليزية وكتيبا خاصا بالأطفال، وشارك الفريق بالعديد من المعارض الدولية والمحلية، وزع خلالها آلاف المطبوعات والأفلام باللغتين العربية والإنكليزية خاصة بأنشطة الفريق ومجالات الاهتمام بالبيئة البحرية والشعاب المرجانية، واشتمل أيضاً على ورش وإصدارات خاصة للأطفال والنشء، وكان للفريق حضور متميز بالوسائل الإعلامية للقنوات الفضائية ومجلات وصحف عالمية أظهر خلاله ريادته في مجال حماية البيئة البحرية والعمل التطوعي المميز.

وأكد الفاضل انه برغم الصعاب الكثيرة التي واجهها الفريق من أجل انجاز هذه الأعمال إلا أن عزيمة وإصرار أعضاء الفريق حقق الأحلام، وتكمن هذه الصعاب في العمل الإداري والقيادي للمشاريع وتنفيذ الخطط بشكل ناجح، اضافة إلى بيئات العمل الصعبة في المواقع البحرية كالقاع الطيني والرؤية المعدومة للقاع والتيارات المائية والأحوال الجوية الصعبة، وكذلك فترات العمل الطويلة للمتطوعين من الأعضاء.

وأشار انه يتطلع الفريق لإنجاز العديد من المشاريع لتحقيق رؤيته في التميز والريادة في صناعة الوعي البيئي محلياً وعالمياً وإشراك فرق من متطوعين من مدارس وزارة التربية والمدارس الخاصة لتنظيف السواحل ضمن برنامج تنظمه المبرة التطوعية البيئية من أجل المحافظة على البيئة الساحلية وتشجيع العمل التطوعي لتمكينهم من القيام بالواجب الوطني والبيئي تجاه الوطن من أجل كويتنا الغالية من أجل غرس حب العمل التطوعي والاهتمام بالبيئة، وأن المبرة أعدت مجسمات ملونة لبعض أنواع الكائنات البحرية التي تعيش في الشواطئ من أجل التصوير معها والتعرف عليهاكما قام طلبة مدارس وزارة التربية بنثر عدد كبير من أسماك الشعم بساحل السلام في جون الكويت وذلك مساهمة في زيادة الثروة السمكية والحفاظ على مكونات البيئة البحرية.

وأفاد الفاضل أن وجود هذه البحيرة منذ فترة طويلة بجانب شواطئ جون الكويت له آثار بيئية سلبية كبيرة على البيئة البحرية والساحلية نظراً لانتقالها بسهولة عند زيادة الترسبات أو زيادة كمية الأمطار في فصل الشتاء إضافة إلى آثارها على التربة في موقعها الحالي داعيا الجهات المعنية الى ضرورة السعي لوقف هذا التجاوز على البيئة والعمل على وقف انتشار هذه البحيرة إضافة إلى وقف الصرف الصحي القادم من المباني القريبة للبحيرة و إزالتها بالكامل.

وذكر أن جزر الكويت لا تتحمل مشاكل بيئية إضافية نظراً لما تعانيه من تجاوزات عديدة والتي على رأسها المصانع الواقعة بالجون وعمليات ردم السواحل وكذلك مجارير الأمطار العديدة التي تصب المخلفات الصناعية السائلة والزيوت والمواد الكيماوية الملحقة بمجارير الأمطار دون رقابة أو محاسبة وخاصة في موسم الشتاء.

جرافات في الزيارة القادمة

من جانبه، قال عضو فريق الغوص الكويتي بالمبرة التطوعية البيئية ضاري الحويل إن هدف الرحلة لجزيرة مسكان تسليط الضوء على الجزيرة ومكانتها التاريخية ومن أجل مساعدة أهل الكويت على معرفة معلومات قيمة ومهمة عن تلك الجزيرة وأهميتها وضرورة المحافظة عليها وتشجيع العمل التطوعي، وإحساسهم بالمساهمة العملية لتنمية حب الطبيعة والبيئة.

وأشاد الحويل بالجهات المساهمة في مساعدة الفريق وبلدية الكويت في إنجاح مشروع تنظيف جزيرة مسكان متمنيا أن يساهم الجميع في الحفاظ على البيئة البحرية وخاصة في الجزر التي تعاني الكثير من التعديات وأعمال التلوث.

وأكد أن جزيرة مسكان من المناطق البيئيه المهمة في الكويت نظراً لأهميتها للحياة الفطرية من أسماك وكائنات بحرية ونباتات وأن هذا العمل جزء من المساهمات التطوعية التي يقدمها فريق الغوص الكويتي خدمة للبيئة البحرية وحفاظاً على البيئة البحرية.

وأوضح انه سيتم جلب آلية من جرافات وحفارات في الزيارة القادمة للجزيرة بهدف رفع المخلفات الضارة للبيئة نظراً لصعوبة منطقة العمل الطينية، وسيستمر العمل عدة أيام لتنظيفها.

وأكد الحويل انه قام فريق الغوص الكويتي بالمبرة التطوعية البيئية برفع 25 طناً من مخلفات السفن وشباك الصيد ومخلفات أخرى في المرحلة الأولى للحملة السابعة لتنظيف ساحل عشيرج بمنطقة الدوحة بمشاركة لجنة إزالة التعديات التابعة لمجلس الوزراء وبلدية الكويت و إدارة الطوارئ الطبية في وزارة الصحة وبدعم من مؤسسات أهلية.

وأشار قام الفريق بوضع علامة ملاحية على الشباك للحذر من اصطدام القوارب بها وتمنى من الصيادين أخذ الحيطة عند المرور من هذه المنطقة.

بو راشد:

• منذ 80 سنة لاتزال الشباك عالقة في الجزيرة دون أن يقوم أحد بإزالتها

• عائلتنا عين ساهرة على أمن الكويت فقد رصدنا سفينة عراقية وأبلغنا عنها السلطات كما قدمنا عام 2007 بلاغات عن سرقات وحرائق سفن

• الجزيرة مازالت بكراً ولم تتعرض للعبث أو الدمار وتعتبر محمية طبيعية

حملة تطوعية... في الطريق

طريق الرحلة البحرية لم يكن سهلا، حيث توقفنا كثيرا لازالة الاخشاب والقطع المرمية في وسط البحر، ويقول المتطوع وليد الشطي تعليقا على موضوع التوقف المستمر «أن العمل لا يقتصر على تنظيف الجزر بل نقوم بإزالة القطع الخشبية والحديدية في البحر، عملا بتعاليم ديننا الاسلامي «إماطة الاذى عن الطريق» التي قد تسبب في انقلاب أصحاب الطرادات الصغيرة.

وأضاف أن هذا الأمر يحتاج مساعدة مع جهات مختلفة إدارة خفر السواحل وبلدية الكويت ولجنة الازالة ومركز الإنقاذ البحري الذين قدموا لنا مساعدات كثيرة، كما يتطلب معاونين لاسيما في الغوص فدائما الغواصون يحتاجون مساعدين إضافيين.

سور من الحظرات

القائم على الجزيرة أبو راشد قال إن في الجزيرة ثلاث برك لتجميع المياه، كما يحيط بها عدد كبير من الحظرات التي تبدأ من الشمال، وهي «خزنة» و«خزينة» و«دفعة» بعدها شمال شرق حظرات «عنوة» و«جنيفة» و»صمخ البحرية» و«صمخ البرية» «وهوينه» و«الوسطى البرية» و«الوسطى البحرية» و«رويس» وهناك «الحكة» و«الحكيك».

الطيور الأكثر تضررا

حول تأثر الطيور من التلوث البحري قال محمود أشكناني ان الطيور من أكثر الحيوانات البحرية تأثرا بالتلوث النفطي، إذ وجد أن أنواعا كثيرة منها تختفي من البيئة التي تتعرض لفترة طويلة للملوثات التي تسبب في موت العديد من الطيور ونفوق العديد من الرخويات (الحبار، المحار، القواقع) قد نفقت عند حدوث حالات تسرب للنفط ووصوله إلى الشاطئ وذلك بسبب حركتها البطيئة.

وزاد: أما القشريات (كالربيان والقبقب) فإن تأثير الملوثات النفطية المتسربة عليها أقل نظراً لقابليتها على الحركة والسباحة بعيدا عن الملوثات. فيما تعتبر الجلد شوكيات (نجم البحر، قنفذ البحر) من أكثر الأحياء البحرية حساسية وتأثراً بالنفط المتسرب وأسباب التلوث الأخرى، إذ لوحظ اختفاؤها من بيئات تعرضت لحوادث التلوث في الخليج العربي.

تنظيف ساحل عشيرج

ذكر وليد الفاضل أنه تم تنظيف ساحل عشيرج وبدأت الحياة البحرية تعود إليه نظراً لإزالة جميع التعديات في الموقع بقرار من لجنة إزالة التعديات لاعادة الروح لهذا الساحل بعد أن كان مدفوناً بالرمال والأنقاض، متمنيا أن تكلل الجهود الحالية لإزالة ميناء عشيرج بالنجاح لاستكمال إعادة تأهيل ساحل عشيرج بالكامل لعودة التيارات المائية لجميع أجزائه، وكذلك إزالة جميع المصانع الواقعة على سواحل جون الكويت.

«وكر للسكارى»...

طالب حمد أبو راشد بضرورة إزالة شاليه بلدية الكويت الذي
وضعته لاستراحة العمال الذين لم يحضروا من فترة، فتحول الشاليه إلى وكر لبعض المستهترين والسكارى.

محمود أشكناني:

الجزيرة صحية وغطاؤها النباتي ممتاز وعلى ساحلها الإسفنج

وليد الشطي:

وضعنا خطة لرفع كل ما في الجزيرة من عوالق ومخلفات بعد دراسة دقيقة لها بالتعاون مع البلدية والإطفاء وخفر السواحل
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي