كشف في ندوة ظهور «السافي» للمرة الأولى في أطراف محمية صباح الأحمد

علي الدوسري: «مزايين الإبل» تدمّر الغطاء النباتي

u0627u0644u062fu0648u0633u0631u064a u0645u062au062du062fu062bu0627 u0641u064a u0627u0644u0646u062fu0648u0629 (u062au0635u0648u064au0631 u0623u0633u0639u062f u0639u0628u062f u0627u0644u0644u0647)
الدوسري متحدثا في الندوة (تصوير أسعد عبد الله)
تصغير
تكبير
• ميساك : حبيبات بارود في رمال أم القواطي وأم الروس تضر الكبد والرئة

• الحربان: الدولة أعدّت سياسات لتأهيل المناطق المتصحرة بالتعاون مع القطاعات التطوعية

• الدوسري: تكلفة إزالة الرمال خلال السنوات الثلاث الماضية تعادل إنشاء 9 أحزمة خضراء
دعا الباحث في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور علي الدوسري إلى وقف مسابقات مزايين الإبل «لأنها تدمر البيئة وتقضي على الغطاء النباتي وتساهم في زيادة عوامل التصحر».

وأفاد الدوسري في ندوة الملامح العامة للتصحر بدولة الكويت التي أقيمت في جمعية حماية البيئة ممثلة بلجنة حماية الحياة الفطرية مساء أول من أمس بالاشتراك مع الخبير البيئي في معهد الأبحاث العلمية الدكتور رأفت ميساك، أفاد بأن «إدخال الماشية والإبل من مناطق الخليج الي الكويت للمشاركة في مثل هذه المسابقات يخلق مشكلة كبيرة بسبب تجاوز الطاقة الرعوية».


وأشار إلى أن «الطريق السريع في الصبية عندما تم إنشاؤه لم يطبق به الحزام الأخضر لصد الرياح رغم أنه ضمن بنود العقد بسبب القصور التشريعي الذي ينص على التوسع بأمتار معينة لا تتجاوز 30 مترا»، لافتا إلى «أن تراكم الرمال مكلف جدا على الدولة حيث تكلف إزالة المتر الواحد دينارا ونصف الدينار وتكلفة إزالة الرمال خلال السنوات الثلاث الماضية تعادل إنشاء تسعة أحزمة خضراء».

وأفاد الدوسري بأنه «للمرة الأولى في أطراف محمية صباح الأحمد يظهر السافي، وهذا مؤشر خطير على تدهور البيئة وتأثر النباتات الصحراوية»، مشيرا إلى أن «السافي يأتي من مسارين هما الأردن وشمال العراق وينحني إلى منطقة الهويملية في شمال الكويت ويكون هدف حبة الرمل الذهاب إلى مقبرتها في الربع الخالي في مسار عجيب».

ودعا إلى «ربط الجهات المختصة لحل المشكلات المتعلقة بالتصحر ووضع تصورات عامة لتعميم استخدام النباتات الفطرية في الاحزمة الخضراء مستقبلا»، مشيرا إلى «ارتفاع معدلات تراكم الرمال السافية حول المنشآت المدنية والعسكرية وكذلك ارتفاع كلفة إزاحتها والتحديد الرقمي لمدى كفاءة النباتات الفطرية في التصدي للرمال وتقويم فاعلية النباتات والاحزمة الخضراء في التصدي للرمال والغبار».

وذكر أن «أكثر الطرق تضررا من زحف الرمال في البلاد هي السالمي والصبية وكبد والعبدلي والوفرة والزور»، مشيرا الى بعض النباتات الصحراوية السائدة في البلاد مثل الثدي والرمث والعرفج والكداد والعوسج والحنظل والثمام ومن النباتات السائدة بالسبخات الغردق والطرفة والثالوث والخريزة»، ومستعرضا بالصور مشكلة تراكم الرمال السافية في الكويت ودور النباتات الفطرية المعمرة.

من جانبه، قال الدكتور في معهد الأبحاث رأفت ميساك «إننا جمعنا في شهر يوليو عام 2012 عينات من التربة داخل محمية صباح الأحمد وأرسلناها إلى احدى الجامعات في بريطانيا لتحليلها واكتشفنا بعض حبيبات من البارود الناتج من انفجار الألغام يبلغ عمرها 20 سنة في منطقتي أم القواطي وأم الروس»، مشيرا إلى ان عدد الألغام التي زرعت في الكويت في الغزو فاق المليون ونصف المليون لغم مضاد للافراد والدبابات وتم تفجيرها ونتج عن ذلك كميات من حبيبات البارود في التربة التي تؤثر في الكبد والرئة والحل في معالجة التربة بطريقة بيولوجية وهي مكلفة ماليا».

وقال: «إن الاراضي الكويتية تعاني التصحر الذي تبلغ نسبته 10 في المئة ويتمثل في مقالع الصلبوخ ومرادم النفايات وغيرها أما المتوسط فتبلغ نسبته 75 في المئة ويتمثل في تدهور النباتات وفقدان التنوع البيولوجي بينما الطفيف تبلغ نسبته 15 في المئة ويتمثل في المناطق المحمية لفترات طويلة.

وأفاد بأن «البرامج الرئيسة لادارة ظاهرة التصحر تحت الظروف البيئية للبلاد تشمل مراقبة ورصد وتقدير تدهور الاراضي وتثبيت الكثبان الرملية وادارة مشكلات الرمال الزاحفة والاستخدام المستدام للاراضي واعادة تأهيل الاراضي المتدهورة متضمنا اعادة التخضير».

من جانبها، أكدت الدكتورة اديبة الحربان ان «الكويت تعاني عوامل أدت الى الجفاف والتصحر أهمها الطبيعة القاسية كارتفاع درجات الحرارة وقلة سقوط الامطار والعواصف الرملية والترابية والدوامات الترابية مثل الطوز وتملح التربة.

وأشارت الى النشاطات البشرية مثل اقامة المخيمات والرعي الجائر والتلوث النفطي الناتج عن تفجير آبار البترول أثناء الحرب والتي تعتبر من العوامل المؤثرة على البيئة البرية في الكويت، لافتة إلى ان «مؤسسات الدولة قامت بالتعاون المثمر بين القطاعات الحكومية وغير الحكومية والقطاعات التطوعية الممثلة في جمعية حماية البيئة والنفع العام والعمل التطوعي بإعداد سياسات وخطط مستقبلية لإعادة تأهيل مناطق الجفاف والتصحر».

التخييم العشوائي قضى على نباتات البر

ذكر الباحث البيئي عبدالمحسن السريع أن «التخييم العشوائي يمثل أحد العوامل الأساسية في تدهور الغطاء النباتي»، مبينا أن «النباتات كانت متوافرة في أم نقا وبحيث والصبية والهويملية والصقيهيه وجريشان وخباري العوازم ولكن الإهمال الحكومي تسبب في القضاء عليها».

وأوضح أن «التخييم في الماضي كان لفترة محدودة في الربيع ولكن الآن أصبح دون وقت محدد ولفترة طويلة وهذا الأمر يسهم في تدهور الغطاء النباتي»، قائلا «إن قطر أصدرت قرارا بمنع الرعي وتم تطبيقه بشكل صحيح وحافظوا على الصحراء ونحن في الكويت نحتاج إلى معاقبة المخالفين فقد شاهدت تدمير النباتات بسبب الرعي الجائر وحاولت أن أفعل شيئا واستنجد بالمسؤولين ولكن دون نتيجة».

«فلوس في الهوا»

في مفارقة عجيبة، ورغم أن الدولة تتكبد أموالا طائلة لجمع الرمال المتراكمة على الطرق والشوارع بتكلفة 5.1 دينار للمتر الواحد، قال الدكتور رأفت ميساك أن تلك الرمال يتم التخلص منها بطريقة عشوائية، رغم انها مصدر حيوي من مصادر السيليكان الذي يستخدم في تصنيع الزجاج، الامر الذي يعني ضياع تلك الاموال بلا فائدة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي