النازحون حولوا الصحراء إلى أكثر مناطق الأردن حيوية بما عرف عنهم من مهارات الحياة
«الزعتري»... حيوية سورية تُبعث في الأردن!
كاميرا تلفزيون «الراي» رصدت الوضع في مخيم الزعتري
سوبرماركت في المخيم يحتوي على كل الانواع من الخضار والفواكه
• الزائر الجديد يخيل إليه أنه سيدخل مدينة صناعية لما يراه من حركة ونشاط يدب في شوارع المخيم
• 250 محلًا تجارياً في المخيم تبيع كل شيء... وبضائعها أفضل من أسواق الأردن جودة وسعراً
• الألماني كيليان مدير المخيم: السوريون محترفون وماهرون جداً بالتجارة وقد نتمكن من الاكتفاء ذاتياً كهربائياً
• مفوضية اللاجئين: استقطاعنا من المساعدات لا يتجاوز 5 في المئة تذهب للأمور الإدارية والتنظيمية
• مخيم الأزرق: تداركت المفوضية أخطاء الزعتري ويمكن للاجئ أن يصطحب بيته معه إذا رجع إلى بلده
• أطفال من عمر سبع سنوات يعملون ساعات طويلة لمساعدة أسرهم بأجر ضئيل
«اليونيسكو»: غياب الطلبة المتكرر عن الفصول يعيق التعليم
معاناة اللاجئين: طوابير تسلم المعونات والرشى في توزيع المساعدات
• 250 محلًا تجارياً في المخيم تبيع كل شيء... وبضائعها أفضل من أسواق الأردن جودة وسعراً
• الألماني كيليان مدير المخيم: السوريون محترفون وماهرون جداً بالتجارة وقد نتمكن من الاكتفاء ذاتياً كهربائياً
• مفوضية اللاجئين: استقطاعنا من المساعدات لا يتجاوز 5 في المئة تذهب للأمور الإدارية والتنظيمية
• مخيم الأزرق: تداركت المفوضية أخطاء الزعتري ويمكن للاجئ أن يصطحب بيته معه إذا رجع إلى بلده
• أطفال من عمر سبع سنوات يعملون ساعات طويلة لمساعدة أسرهم بأجر ضئيل
«اليونيسكو»: غياب الطلبة المتكرر عن الفصول يعيق التعليم
معاناة اللاجئين: طوابير تسلم المعونات والرشى في توزيع المساعدات
على الرغم من مرارة الغربة القسرية، وشقاء العيش بعيدا عن الوطن، وما يصل من وراء الحدود من أخبار مروعة، أوجد اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري بالأردن حالة فريدة من التأقلم والعيش، وتحويل حياة اللجوء إلى حالة من «السورية» التي تعني ما تميز به الأشقاء من حيوية ومهارة في العمل التجاري.
فقد تحول صحراء الزعتري إلى مجتمع متكامل، فيه كل ما يحتويه اي مجتمع، بل إنه تفوق، وفق شهادات المراقبين، وما لمسناه على الأرض، على كثير من الحواضر الأردنية، من حيث العمل التجاري الذي حول شوارع المخيم الموحلة الرملية إلى أسواق تعج بالحركة والدنانير، ساعدهم على ذلك انفتاح المخيم، وحالة من الحاجة التي كانت أم الاختراع، حتى وصلت إلى افتتاح نحو 250 محلا تجاريا تبيع كل شيء، حتى الطيور، فأطلق على أكثر شوارع المخيم نشاطا اسم «الشانزليزيه»!
ولكن برد الشتاء، الذي لم يمر على الاردن منذ عقود، صوّب سهامه القارسة على صدور أولئك اللاجئين، وأحاطتهم بظروف صعبة، ضاعفت في متاعبهم وشكلت حلقة جديدة من حلقات المعاناة والعذب تضاف إلى رصيدهم المتخم بالمصاعب.
«الراي» رصدت الواقع السوري عن كثب عندما كانت ضمن وفد المفوضية السامية للامم المتحدة، مكتب الكويت إلى الأردن لتقييم وضع المساعدات والمعونات الكويتية، والتأكد من وصولها للمحتاجين والاستماع لاحتياجات مكاتب الإغاثة في القطاعات الصحية والتعليمية والنقدية.
الزيارة الميدانية التي جاءت في ظروف صعبة، بسبب إغلاق بعض الطرق في العاصمة الأردنية بسبب تساقط الثلوج، وعدم استطاعة الوفد التحرك قبل الساعة التاسعة صباحا بسبب تجمد الماء على الإسفلت، تجنبا لخطورة انزلاق السيارات، أظهرت صورتين فيهما اختلاف، وإن كانتا تشتركان في الهم الواحد وهو البعد عن الوطن والشقاء، ففي خارج مخيم الزعتري يبدو الوضع السيئ للاجئين السوريين الفاريين من الحرب الدائرة في بلادهم، حيث يواجهون صعوبات كبيرة في حياتهم المعيشية، وعدم استطاعة البعض توفير الغذاء والدواء لأطفالهم، إضافة إلى البرد الشديد الذي يعجز البعض عن دفعه بسبب قلة الدعم، وفي المخيم تعيش عالما آخر من الحيوية والنشاط.
وأما عن هدف زيارة الوفد، فقد سعى مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت لتنظيم زيارة ميدانية لوفد إعلامي كويتي لمخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، في سياق الخطة الإعلامية للمكتب، للوقوف على آخر المستجدات الخاصة باللاجئين السوريين داخل المخيمات، وكيف تؤثر البرامج والمشاريع التي نفذتها المفوضية على أحوالهم المعيشية اليومية، بفضل تبرعات الكويت التي تعهدت بها خلال المؤتمر الدولي الأول لدعم الوضع الإنساني في سورية الذي انعقد بدولة الكويت في يناير 2013.
مخيم الصناعات
كانت المحطة الأولى في زيارة الوفد الإعلامي مخيم الزعتري الذي يقع بالقرب من منطقة المفرق الحدودية، حيث اتجهت حافلة الأمم المتحدة التي تقل أعضاء الوفد صباحا إلى المخيم الذي يضم 80 ألف لاجئ، أغلبهم من الجنوب السوري الذي يشتهر بالصناعة اليدوية والحرف، ويتضح ذلك جليا من محيط المخيم الذي يمنحك شعورا أنك ستدخل مدينة صناعية، وليس مخيما للاجئين، بسبب النشاط والحيوية والحراك، فتجد الشباب والأطفال يدفعون عربات النقل، ويحملون عدة الشغل وتتصاعد أصواتهم، لا يقطعها سوى أصوات سائقي الأجرة الأردنيين وهم ينادون «عمان... عمان... عمان» بحثا عمن يريد الذهاب إلى العاصمة.
وللدخول إلى المخيم يتطلب إجراءات أمنية يشرف عليها الدرك الأردني، وهم العسكريون من أبناء العشائر والقبائل الأردنية الذين يحرسون ثاني أكبر مخيم للاجئين على مستوى العالم، ورابع أكبر مدينة في الأردن، ويشرف عليه من الداخل المنسق الميداني ومدير المخيم الألماني كيليان الذي قضى حياته في مخيمات اللاجئين، حيث قدم شرحا مفصلا عن عمل المخيم وطريقة تقسيمه وآلية توزيع المعونات الكويتية على اللاجئين والصعوبات التي تواجه المشرفين على المخيم.
شارع الشانزليزيه
قال مدير مخيم الزعتري الالماني كيليان إن المخيم يضم أهم شارع في المحيط، وهو شارع الشانزليزيه الذي يعتبر رئة المخيم، وهو شارع السوق ويضم 2500 محل تجاري ويباع فيه كل شيء حتى الطيور، وأي شيء يخطر في بالك، لافتا الى أن البضائع في سوق الزعتري أفضل من ناحية الجودة والسعر من أسواق الأردن.
وأكد كيليان انه لو يحصل على دعم بسيط من المال سيحقق اكتفاء ذاتياً في الكهرباء وسأتمكن من تسديد فواتير الكهرباء للدولة لافتا الى ان السوريين محترفون وماهرون جدا في التجارة.
ومن بعض المشاكل التي يواجهها اللاجئون، اشتكى بعضهم من عمليات سرقة الكرفانات التي يتم تفكيكها وبيعها إما خارج أو داخل المخيم أو يتم تحويلها لمحل تجاري تجد بعض العوائل صعوبة في الحصول على كرفانات لتقيهم من البرد والأمطار الامر الذي دفع بعضهم لشراء الكرفانات بمبالغ وصلت 250 دينارا أردنيا، وطلب اللاجئون إيصال صوتهم وشكواهم من طول انتظار الطوابير لتسلم المعونات، إضافة إلى أن البطانيات رقيقة ولا تلبي الحاجة للتدفئة، إضافة الى ممارسة بعض مسؤولي الشوارع في المخيم الذين يعتمدون على الواسطة والرشاوى في إيصال المساعدات.
شكراً يا كويت
أجمع اللاجئون السوريون عن امتنانهم وشكرهم للدعم الكويتي السخي الذي ساهم في تخفيف المعاناة ومساعدتهم في التغلب على مشاكلهم، وقالوا إن الكرفانات الكويتية من أفضل الكرفانات جودة وصناعة، ولا تخر الماء ودافئة، والكل يبحث عنها لجودتها فهي أشبه بالشقة الدافئة، إضافة إلى التواصل الدائم من اللجان الشعبية والحكومية التي تمدهم بالمساعدات بشكل مستمر.
من جانبه قال نائب ممثل اليونيسكو في الاردن مايكل سيرفادي ان المنظمة تقدم التعليم للاطفال اللاجئين من خلال المدارس التي قامت الكويت ببنائها وتأسيسها وتقدم التعليم للاطفال بالمناهج الاردنية لمساعدتهم في الحياة وتدريبهم وتعليمهم القرءاة والكتابة.
وأضاف: الصعوبات التي تواجهنا هي ظاهرة الغياب في صفوف الطلبة الذين ينقطعون عن الدراسة وهذا الامر يسبب خللاً في تعليمهم، متمنيا أن يواظب الطلاب على الذهاب للمدارس بشكل مستمر ليستفيدوا من التعليم.
في اليوم التالي للزيارة عقد الوفد الكويتي اجتماعا مع ممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين أندرو هاربر في منطقة دير غبار مقر المفوضية، حيث قدم شرحا كاملاً عن حجم المساعدات الكويتية للاجئين، ونفى أن تتقاضى المفوضية أموالا أضافية من المساعدات المقدمة من الدول. وقال ان إجمالي الاستقطاع من حجم المساعدات لا يتجاوز 5 في المئة تذهب إلى الامور الادارية والتنظيمية كما أن جميع المساعدات تخضع لمتابعة ومراقبة.
وأفاد أندرو ان الكويت تتميز بعدم وضع شروط مسبقة على مسألة توزيع المساعدات، وهذا الامر يتيح مجالا أوسع في مساعدة للاجئين وتلبية احتياجاتهم بشكل سريع، وهذا الامر يحسب ايجابيا على دولة الكويت الرائدة في العمل الانساني.
ونصح اندرو أن تكون المساعدات الشعبية المقدمة للاجئين تحت مظلة المفوضية السامية، لضمان وصولها وتلافي حدوث الحساسية في توزيع المساعدات.
وقال إن بعض المساعدات الشعبية لا تغطي جميع احتياجات المخيم، ما يسبب مشاكل وغيرة بين للاجئين، قد تنعكس سلبا عليهم، لافتا إلى أن المفوضية تقوم بواسطة العاملين لديها في الميدان التوزيع بالتساوي على للاجئين.
الأزرق غير
أخطاء بناء مخيم الزعتري التي جاءت بسبب سرعة البناء، حيث استغرق تجهيزه عشرة أيام، كانت على قائمة بناء مخيم الأزرق الذي يقع شمال العاصمة عمان، فقام المهندسون بتصميم المخيم بين الشركاء والمفوضية، إضافة إلى وزارة الأشغال الأردنية، حيث تمت مراعاة الأخطاء الانشائية في مخيم الزعتري.
وقالت مدير المخيم بيرناديت كاستيل إنه تم إنشاء قرى منفصلة يفصل بينها وديان ويتميز المخيم بالتنظيم العالي وتجهيزاته التي تحوي بيوتا انتقالية وملعبا للاطفال ومركزا صحيا.
وأفادت أن البيوت الانتقالية تتيح للاجئين نقل بيتهم إلى سورية في حال عودتهم إلى ديارهم، لافتة إلى أنه تم وضع دورات المياة بعيدة عن المساكن وتوفير صرف صحي وامداد كهربائي مناسبين.
واظهرت بيرناديت التي تشرف على تجهيز المخيم وأظهرت صرامة وقوة تضاهي قوة صخور صحراء الازرق وهي تستعد لاستقبال اللاجئين السوريين في حال وصل مخيم الزعتري لطاقته الاستيعابية الكاملة.
وكشفت بيرناديت أنها تحتاج يوما واحداً فقط لإعادة للاجئين السوريين لبلادهم في حال انتهاء الأزمة ومعهم البيوت الانتقالية، مشيرة إلى أن مخيم الأزرق للاجئين السوريين يستوعب 130 ألف لاجئ ومساحته 14 ألف دونم.
وشملت زيارة الوفد لقاء مع بعض الأسر السورية، واستمع لهمومهم ومشاكلهم فتحدثت امرأة، وقالت أنا أم لأربعة أولاد، ومريضة بسرطان الثدي وأوقفت العلاج لكي تتفرغ للعناية بصغارها، الذين يعانون من البرد الشديد، ولاسيما بعد تساقط الثلوج ويحتاجون الى مساعدات إضافية وبطانيات وأدوية وأموال نقدية.
واشتكت من رفع الإيجارات وقلة الدعم النقدي وقالت، وهي تحبس دموعها لا أريد أن استكمل علاجي من سرطان الثدي أريد فقط أن أعود إلى سورية.
زيارة ناجحة
قالت مديرة مكتب المفوضية في الكويت الدكتور حنان حمدان ان زيارة الوفد الكويتي للأردن ناجحة بكل المقاييس، وهذا يفتح الباب لزيارة وجولات إعلامية أخرى تشمل لبنان وتركيا، وأملت أن يكون الوفد أكبر مشيدة بمشاركة وزارة الخارجية والجهات المشاركة، وهذا يدل على اهتمام دولة الكويت بالقضايا الإنسانية.
وأشارت إلى أن نموذج مخيم الأزرق فريد من نوعه ويشمل خدمات طبية كما أن اللاجئين يستطيعون الحصول على مبالغ نقدية عن طريق جهاز بصمة العين وهي خدمة فريدة من نوعها.
كاميرات إماراتية للأطفال
قام فريق من جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي وبتوجيهات مباشرة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي بزيارة المخيم وتوزيع عدد من كاميرات التصوير على الأطفال، وتدريب المتميزين منهم على أساسيات التصوير، تحت إشراف معلميهم، وإدارة المخيم. حيث تم تنظيم معرض لأعمال الاطفال السوريين من سكان المخيم الاماراتي - الاردني للاجئين السوريين الذي تشرف عليه هيئة الهلال الأحمر، في دبي مول، تحت مسمى «وجوه»، ويضم المعرض 48 صورة من أعمال الأطفال، بالإضافة إلى 24 صورة (بورتريه).
الدعيج: مساعداتنا واجب لا منّة
قال سفير الكويت في الاردن الشيخ حمد الدعيج ان المساعدات الكويتية للاجئين ليست منة بل واجب يحتمه علينا تقديم لما يربطنا بالإخوة السوريين من علاقات أخوية وراوبط مشتركة، مشيرا الى أن المساعدات الكويتية تأتي بهدف التخفيف من معاناة اللاجئين وعلى رأسهم سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد «الذي يسألنا باستمرار عن أوضاع اللاجئين واحتياجاتهم ومدى توافرها لهم».
وأشاد الدعيج بالدور الكبير الذي تقوم به الأردن وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الذي يعمل جاهدا على تذليل العقبات التي تواجه اللاجئين السوريين بالرغم من شح الموارد في الاردن.
العقيد الشليمي: ما أشبه اليوم بالغزو!
قدم العقيد المتقاعد فهد الشليمي الذي كان من ضمن الوفد الاعلامي حلوى للاجئين السوريين الصغار، كان لها الاثر البالغ في إدخال البسمة على نفوسهم وأهاليهم الذين ظلوا يراقبون الشليمي يوزع الحلوى ويمازح صغارهم وسط فرحة الجميع.
وقال الشليمي انني «أحاول ان انتشلهم من الافكار والهموم التي تملأ عقولهم وأسعى لادخال البسمة في نفوسهم، فانا أتذكر جيدا عندما خرجنا أثناء الغزو الصدامي عبر منفذ الخفجي الحدودي، قام أحد الاشخاص بتوزيع الحلوى على أطفالي الصغار الذين فرحوا كثيرا وابتسموا برغم الظروف الصعبة، فأردت أن أكرر التجربة مع الاطفال السوريين، وأمل أن تنتهي معاناتهم باسرع وقت ممكن».
شيخ المشايخ... لاجئ!
الشيخ السوري فتخور قاسم القرح الذي انتخب من عشائر سورية عدة في ريف دمشق ليكون شيخا يتولى أمورهم ويحل مشاكلهم ويقرب بينهم، تحول إلى لاجئ في مخيم الزعتري.
وقال الشيخ فتخور لـ «الراي»، «أنا شيخ من منطقة بير القصب كنت أتولى أمور 10 عشائر، أصبحت لان أكون لاجئا في هذا المخيم، وكما قال المثل ارحموا عزيز قوم ذل.
وأشاد الشيخ فتخور بالمساعدات الكويتية التي كان لها الأثر الطيب في تخفيف معاناة اللاجئين السوريين، ورفع معنوياتهم في ظل الظروف الصعبة.
المشاركون في الزيارة من الكويت
- الدكتورة حنان حمدان، مديرة مكتب المفوضية.
- دلال الشرهان، العلاقات الخارجية بمكتب المفوضية.
- غانم السليماني وحامد العميري، جمعية الصحافيين.
- وليد السيف وإبراهيم عبدالقادر، من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
- الدكتور فهد الشليمي، مستشار إعلامي.
- محمد السداني وجلال عطية، من تلفزيون «الراي».
- المستشار زياد المشعان، ممثل وزارة الخارجية.
المشاركون من الأردن:
- مأمون محسن، مكتب المفوضية.
- هاني أحمد البدري ومحمد العويمر، مراسلان من مكتب عمَّان لتلفزيون الكويت.
- يزن صلاح ومعتصم جبريل، مصوران من مكتب عمَّان لتلفزيون الكويت.
تلفزيون «الراي» كان موجوداً
رصد تلفزيون «الراي» تفاصيل رحلة الوفد الإعلامي بشكل يومي، عبر مراسله النشط الزميل محمد السداني، والمصور المبدع جلال عطية، ما انعكس ايجابيا على نشاط الوفد وساهم بتوثيق الرحلة بالتفصيل، وحظي بإعجاب أعضاء الوفد لما لـ «الراي» من متابعة على المستويين الخليجي والعربي.
فقد تحول صحراء الزعتري إلى مجتمع متكامل، فيه كل ما يحتويه اي مجتمع، بل إنه تفوق، وفق شهادات المراقبين، وما لمسناه على الأرض، على كثير من الحواضر الأردنية، من حيث العمل التجاري الذي حول شوارع المخيم الموحلة الرملية إلى أسواق تعج بالحركة والدنانير، ساعدهم على ذلك انفتاح المخيم، وحالة من الحاجة التي كانت أم الاختراع، حتى وصلت إلى افتتاح نحو 250 محلا تجاريا تبيع كل شيء، حتى الطيور، فأطلق على أكثر شوارع المخيم نشاطا اسم «الشانزليزيه»!
ولكن برد الشتاء، الذي لم يمر على الاردن منذ عقود، صوّب سهامه القارسة على صدور أولئك اللاجئين، وأحاطتهم بظروف صعبة، ضاعفت في متاعبهم وشكلت حلقة جديدة من حلقات المعاناة والعذب تضاف إلى رصيدهم المتخم بالمصاعب.
«الراي» رصدت الواقع السوري عن كثب عندما كانت ضمن وفد المفوضية السامية للامم المتحدة، مكتب الكويت إلى الأردن لتقييم وضع المساعدات والمعونات الكويتية، والتأكد من وصولها للمحتاجين والاستماع لاحتياجات مكاتب الإغاثة في القطاعات الصحية والتعليمية والنقدية.
الزيارة الميدانية التي جاءت في ظروف صعبة، بسبب إغلاق بعض الطرق في العاصمة الأردنية بسبب تساقط الثلوج، وعدم استطاعة الوفد التحرك قبل الساعة التاسعة صباحا بسبب تجمد الماء على الإسفلت، تجنبا لخطورة انزلاق السيارات، أظهرت صورتين فيهما اختلاف، وإن كانتا تشتركان في الهم الواحد وهو البعد عن الوطن والشقاء، ففي خارج مخيم الزعتري يبدو الوضع السيئ للاجئين السوريين الفاريين من الحرب الدائرة في بلادهم، حيث يواجهون صعوبات كبيرة في حياتهم المعيشية، وعدم استطاعة البعض توفير الغذاء والدواء لأطفالهم، إضافة إلى البرد الشديد الذي يعجز البعض عن دفعه بسبب قلة الدعم، وفي المخيم تعيش عالما آخر من الحيوية والنشاط.
وأما عن هدف زيارة الوفد، فقد سعى مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت لتنظيم زيارة ميدانية لوفد إعلامي كويتي لمخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، في سياق الخطة الإعلامية للمكتب، للوقوف على آخر المستجدات الخاصة باللاجئين السوريين داخل المخيمات، وكيف تؤثر البرامج والمشاريع التي نفذتها المفوضية على أحوالهم المعيشية اليومية، بفضل تبرعات الكويت التي تعهدت بها خلال المؤتمر الدولي الأول لدعم الوضع الإنساني في سورية الذي انعقد بدولة الكويت في يناير 2013.
مخيم الصناعات
كانت المحطة الأولى في زيارة الوفد الإعلامي مخيم الزعتري الذي يقع بالقرب من منطقة المفرق الحدودية، حيث اتجهت حافلة الأمم المتحدة التي تقل أعضاء الوفد صباحا إلى المخيم الذي يضم 80 ألف لاجئ، أغلبهم من الجنوب السوري الذي يشتهر بالصناعة اليدوية والحرف، ويتضح ذلك جليا من محيط المخيم الذي يمنحك شعورا أنك ستدخل مدينة صناعية، وليس مخيما للاجئين، بسبب النشاط والحيوية والحراك، فتجد الشباب والأطفال يدفعون عربات النقل، ويحملون عدة الشغل وتتصاعد أصواتهم، لا يقطعها سوى أصوات سائقي الأجرة الأردنيين وهم ينادون «عمان... عمان... عمان» بحثا عمن يريد الذهاب إلى العاصمة.
وللدخول إلى المخيم يتطلب إجراءات أمنية يشرف عليها الدرك الأردني، وهم العسكريون من أبناء العشائر والقبائل الأردنية الذين يحرسون ثاني أكبر مخيم للاجئين على مستوى العالم، ورابع أكبر مدينة في الأردن، ويشرف عليه من الداخل المنسق الميداني ومدير المخيم الألماني كيليان الذي قضى حياته في مخيمات اللاجئين، حيث قدم شرحا مفصلا عن عمل المخيم وطريقة تقسيمه وآلية توزيع المعونات الكويتية على اللاجئين والصعوبات التي تواجه المشرفين على المخيم.
شارع الشانزليزيه
قال مدير مخيم الزعتري الالماني كيليان إن المخيم يضم أهم شارع في المحيط، وهو شارع الشانزليزيه الذي يعتبر رئة المخيم، وهو شارع السوق ويضم 2500 محل تجاري ويباع فيه كل شيء حتى الطيور، وأي شيء يخطر في بالك، لافتا الى أن البضائع في سوق الزعتري أفضل من ناحية الجودة والسعر من أسواق الأردن.
وأكد كيليان انه لو يحصل على دعم بسيط من المال سيحقق اكتفاء ذاتياً في الكهرباء وسأتمكن من تسديد فواتير الكهرباء للدولة لافتا الى ان السوريين محترفون وماهرون جدا في التجارة.
ومن بعض المشاكل التي يواجهها اللاجئون، اشتكى بعضهم من عمليات سرقة الكرفانات التي يتم تفكيكها وبيعها إما خارج أو داخل المخيم أو يتم تحويلها لمحل تجاري تجد بعض العوائل صعوبة في الحصول على كرفانات لتقيهم من البرد والأمطار الامر الذي دفع بعضهم لشراء الكرفانات بمبالغ وصلت 250 دينارا أردنيا، وطلب اللاجئون إيصال صوتهم وشكواهم من طول انتظار الطوابير لتسلم المعونات، إضافة إلى أن البطانيات رقيقة ولا تلبي الحاجة للتدفئة، إضافة الى ممارسة بعض مسؤولي الشوارع في المخيم الذين يعتمدون على الواسطة والرشاوى في إيصال المساعدات.
شكراً يا كويت
أجمع اللاجئون السوريون عن امتنانهم وشكرهم للدعم الكويتي السخي الذي ساهم في تخفيف المعاناة ومساعدتهم في التغلب على مشاكلهم، وقالوا إن الكرفانات الكويتية من أفضل الكرفانات جودة وصناعة، ولا تخر الماء ودافئة، والكل يبحث عنها لجودتها فهي أشبه بالشقة الدافئة، إضافة إلى التواصل الدائم من اللجان الشعبية والحكومية التي تمدهم بالمساعدات بشكل مستمر.
من جانبه قال نائب ممثل اليونيسكو في الاردن مايكل سيرفادي ان المنظمة تقدم التعليم للاطفال اللاجئين من خلال المدارس التي قامت الكويت ببنائها وتأسيسها وتقدم التعليم للاطفال بالمناهج الاردنية لمساعدتهم في الحياة وتدريبهم وتعليمهم القرءاة والكتابة.
وأضاف: الصعوبات التي تواجهنا هي ظاهرة الغياب في صفوف الطلبة الذين ينقطعون عن الدراسة وهذا الامر يسبب خللاً في تعليمهم، متمنيا أن يواظب الطلاب على الذهاب للمدارس بشكل مستمر ليستفيدوا من التعليم.
في اليوم التالي للزيارة عقد الوفد الكويتي اجتماعا مع ممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين أندرو هاربر في منطقة دير غبار مقر المفوضية، حيث قدم شرحا كاملاً عن حجم المساعدات الكويتية للاجئين، ونفى أن تتقاضى المفوضية أموالا أضافية من المساعدات المقدمة من الدول. وقال ان إجمالي الاستقطاع من حجم المساعدات لا يتجاوز 5 في المئة تذهب إلى الامور الادارية والتنظيمية كما أن جميع المساعدات تخضع لمتابعة ومراقبة.
وأفاد أندرو ان الكويت تتميز بعدم وضع شروط مسبقة على مسألة توزيع المساعدات، وهذا الامر يتيح مجالا أوسع في مساعدة للاجئين وتلبية احتياجاتهم بشكل سريع، وهذا الامر يحسب ايجابيا على دولة الكويت الرائدة في العمل الانساني.
ونصح اندرو أن تكون المساعدات الشعبية المقدمة للاجئين تحت مظلة المفوضية السامية، لضمان وصولها وتلافي حدوث الحساسية في توزيع المساعدات.
وقال إن بعض المساعدات الشعبية لا تغطي جميع احتياجات المخيم، ما يسبب مشاكل وغيرة بين للاجئين، قد تنعكس سلبا عليهم، لافتا إلى أن المفوضية تقوم بواسطة العاملين لديها في الميدان التوزيع بالتساوي على للاجئين.
الأزرق غير
أخطاء بناء مخيم الزعتري التي جاءت بسبب سرعة البناء، حيث استغرق تجهيزه عشرة أيام، كانت على قائمة بناء مخيم الأزرق الذي يقع شمال العاصمة عمان، فقام المهندسون بتصميم المخيم بين الشركاء والمفوضية، إضافة إلى وزارة الأشغال الأردنية، حيث تمت مراعاة الأخطاء الانشائية في مخيم الزعتري.
وقالت مدير المخيم بيرناديت كاستيل إنه تم إنشاء قرى منفصلة يفصل بينها وديان ويتميز المخيم بالتنظيم العالي وتجهيزاته التي تحوي بيوتا انتقالية وملعبا للاطفال ومركزا صحيا.
وأفادت أن البيوت الانتقالية تتيح للاجئين نقل بيتهم إلى سورية في حال عودتهم إلى ديارهم، لافتة إلى أنه تم وضع دورات المياة بعيدة عن المساكن وتوفير صرف صحي وامداد كهربائي مناسبين.
واظهرت بيرناديت التي تشرف على تجهيز المخيم وأظهرت صرامة وقوة تضاهي قوة صخور صحراء الازرق وهي تستعد لاستقبال اللاجئين السوريين في حال وصل مخيم الزعتري لطاقته الاستيعابية الكاملة.
وكشفت بيرناديت أنها تحتاج يوما واحداً فقط لإعادة للاجئين السوريين لبلادهم في حال انتهاء الأزمة ومعهم البيوت الانتقالية، مشيرة إلى أن مخيم الأزرق للاجئين السوريين يستوعب 130 ألف لاجئ ومساحته 14 ألف دونم.
وشملت زيارة الوفد لقاء مع بعض الأسر السورية، واستمع لهمومهم ومشاكلهم فتحدثت امرأة، وقالت أنا أم لأربعة أولاد، ومريضة بسرطان الثدي وأوقفت العلاج لكي تتفرغ للعناية بصغارها، الذين يعانون من البرد الشديد، ولاسيما بعد تساقط الثلوج ويحتاجون الى مساعدات إضافية وبطانيات وأدوية وأموال نقدية.
واشتكت من رفع الإيجارات وقلة الدعم النقدي وقالت، وهي تحبس دموعها لا أريد أن استكمل علاجي من سرطان الثدي أريد فقط أن أعود إلى سورية.
زيارة ناجحة
قالت مديرة مكتب المفوضية في الكويت الدكتور حنان حمدان ان زيارة الوفد الكويتي للأردن ناجحة بكل المقاييس، وهذا يفتح الباب لزيارة وجولات إعلامية أخرى تشمل لبنان وتركيا، وأملت أن يكون الوفد أكبر مشيدة بمشاركة وزارة الخارجية والجهات المشاركة، وهذا يدل على اهتمام دولة الكويت بالقضايا الإنسانية.
وأشارت إلى أن نموذج مخيم الأزرق فريد من نوعه ويشمل خدمات طبية كما أن اللاجئين يستطيعون الحصول على مبالغ نقدية عن طريق جهاز بصمة العين وهي خدمة فريدة من نوعها.
كاميرات إماراتية للأطفال
قام فريق من جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي وبتوجيهات مباشرة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي بزيارة المخيم وتوزيع عدد من كاميرات التصوير على الأطفال، وتدريب المتميزين منهم على أساسيات التصوير، تحت إشراف معلميهم، وإدارة المخيم. حيث تم تنظيم معرض لأعمال الاطفال السوريين من سكان المخيم الاماراتي - الاردني للاجئين السوريين الذي تشرف عليه هيئة الهلال الأحمر، في دبي مول، تحت مسمى «وجوه»، ويضم المعرض 48 صورة من أعمال الأطفال، بالإضافة إلى 24 صورة (بورتريه).
الدعيج: مساعداتنا واجب لا منّة
قال سفير الكويت في الاردن الشيخ حمد الدعيج ان المساعدات الكويتية للاجئين ليست منة بل واجب يحتمه علينا تقديم لما يربطنا بالإخوة السوريين من علاقات أخوية وراوبط مشتركة، مشيرا الى أن المساعدات الكويتية تأتي بهدف التخفيف من معاناة اللاجئين وعلى رأسهم سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد «الذي يسألنا باستمرار عن أوضاع اللاجئين واحتياجاتهم ومدى توافرها لهم».
وأشاد الدعيج بالدور الكبير الذي تقوم به الأردن وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الذي يعمل جاهدا على تذليل العقبات التي تواجه اللاجئين السوريين بالرغم من شح الموارد في الاردن.
العقيد الشليمي: ما أشبه اليوم بالغزو!
قدم العقيد المتقاعد فهد الشليمي الذي كان من ضمن الوفد الاعلامي حلوى للاجئين السوريين الصغار، كان لها الاثر البالغ في إدخال البسمة على نفوسهم وأهاليهم الذين ظلوا يراقبون الشليمي يوزع الحلوى ويمازح صغارهم وسط فرحة الجميع.
وقال الشليمي انني «أحاول ان انتشلهم من الافكار والهموم التي تملأ عقولهم وأسعى لادخال البسمة في نفوسهم، فانا أتذكر جيدا عندما خرجنا أثناء الغزو الصدامي عبر منفذ الخفجي الحدودي، قام أحد الاشخاص بتوزيع الحلوى على أطفالي الصغار الذين فرحوا كثيرا وابتسموا برغم الظروف الصعبة، فأردت أن أكرر التجربة مع الاطفال السوريين، وأمل أن تنتهي معاناتهم باسرع وقت ممكن».
شيخ المشايخ... لاجئ!
الشيخ السوري فتخور قاسم القرح الذي انتخب من عشائر سورية عدة في ريف دمشق ليكون شيخا يتولى أمورهم ويحل مشاكلهم ويقرب بينهم، تحول إلى لاجئ في مخيم الزعتري.
وقال الشيخ فتخور لـ «الراي»، «أنا شيخ من منطقة بير القصب كنت أتولى أمور 10 عشائر، أصبحت لان أكون لاجئا في هذا المخيم، وكما قال المثل ارحموا عزيز قوم ذل.
وأشاد الشيخ فتخور بالمساعدات الكويتية التي كان لها الأثر الطيب في تخفيف معاناة اللاجئين السوريين، ورفع معنوياتهم في ظل الظروف الصعبة.
المشاركون في الزيارة من الكويت
- الدكتورة حنان حمدان، مديرة مكتب المفوضية.
- دلال الشرهان، العلاقات الخارجية بمكتب المفوضية.
- غانم السليماني وحامد العميري، جمعية الصحافيين.
- وليد السيف وإبراهيم عبدالقادر، من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
- الدكتور فهد الشليمي، مستشار إعلامي.
- محمد السداني وجلال عطية، من تلفزيون «الراي».
- المستشار زياد المشعان، ممثل وزارة الخارجية.
المشاركون من الأردن:
- مأمون محسن، مكتب المفوضية.
- هاني أحمد البدري ومحمد العويمر، مراسلان من مكتب عمَّان لتلفزيون الكويت.
- يزن صلاح ومعتصم جبريل، مصوران من مكتب عمَّان لتلفزيون الكويت.
تلفزيون «الراي» كان موجوداً
رصد تلفزيون «الراي» تفاصيل رحلة الوفد الإعلامي بشكل يومي، عبر مراسله النشط الزميل محمد السداني، والمصور المبدع جلال عطية، ما انعكس ايجابيا على نشاط الوفد وساهم بتوثيق الرحلة بالتفصيل، وحظي بإعجاب أعضاء الوفد لما لـ «الراي» من متابعة على المستويين الخليجي والعربي.