تحقيق / محبوها يواجهون مصاعب التعسف المروري بحقها وتكاليف الإصلاح وقطع الغيار الباهظة

هواية اقتناء السيارات القديمة إلى... انقراض!

تصغير
تكبير
• ناصر الشمالي: تكلفنا دم قلبنا بينما رجال المرور لا يساعدوننا

• حسام الرومي: بعد تقاعدي اشتريت أول سيارة أهداها لي والدي

• عادل الزيد: نتعرض لتعسف فاحصي السيارات فلا معاييرلهم

• فيصل البناي: السيارات القديمة تحتاج عناية خاصة واستخداماً أقل

• خالد العتيبي: أدفع ألف دينار سنويا على صيانة سيارتي

• ياسر الخباز: نناشد وزارة الداخلية حل مشاكلنا والتجديد قبل اندثار السيارات

• علي السعد: معاناتنا في الصيانة والتجديد

• ناصر القطان: ربطت سيارتي بالحديد حتى لا يسحبها رجال المرور!

• صيانةً: قطع غيارها تجلب من الخارج بأسعار مضاعفة وإجراءات إصلاحها تكاليفها باهظة

• مرورياً: تواجه السيارات مصاعب تجديد دفاترها والتضييق عليها في الشوارع إلى حد المخالفة والحجز
فيما تسن القوانين والقرارات لحماية المظاهر التقليدية القديمة، ضمن خطة توثيق التراث بشتى جوانبه، نجد أن هناك جانبا من تلك المظاهر يتعرض لخطر الانقراض جراء ما يتعرض له من «جور» رسمي وعملي.

ولأن اهتمام الكويتيين منذ القديم كان بالسيارات، فقد برز مظهر تقليدي، تطور إلى شكل تراثي يتمثل في اقتناء السيارات القديمة والعناية بها، إلى درجة دفعت إلى إنشاء متحف للسيارات القديمة ذات القيمة العالية والنادرة، في الوقت الذي اهتم المواطنون بما لديهم من سيارات قديمة واعتبروها تراثا يعتنون به.


ولكن هذا التراث، يتعرض للخطر جراء ما يواجهه هواته من مصاعب في الحفاظ على ما لديهم من سيارات، لسببين كما ذكروه، أولهما تعسف إدارة المرور تجاه السيارات القديمة، والثاني التكاليف الباهظة لإصلاح السيارات وقطع غيارها.

ففي الجانب المروري يواجه محبو السيارات القديمة مخاطر شطبها من إدارة المرور ومنع إصدار دفاتر لذوات الموديلات القديمة، هذا عدا المضايقات في نقاط التفتيش والمخالفات المرورية غير المبررة التي تصل أحيانا لحجز المركبة، وفق قول عدد من أصحاب تلك السيارات.

ولم تقتصر المشاكل التي يواجها عشاق السيارات القديمة، وخاصة «الكورفيت» على الطريق، بل تقف تكاليف إصلاح السيارات الكلاسيكية حجر عثرة أمام هوايتهم نظرا لارتفاع تكاليف قطع الغيار وصعوبة جلبها من الخارج. أصحاب السيارات الكلاسيكية بثوا همومهم لـ»الراي» مؤكدين أن الإدارة العامة للمرور تعامل سيارتهم القديمة كالسيارات الحديثة، ويضعون عليها اشتراطات السلامة والمتانة نفسها، برغم أنها سيارت تستخدم في فترات معينة وليست للاستعمال اليومي إضافة إلى المعاملة القاسية في نقاط التفتيش.

دم القلب

ناصر الشمالي، منظم قروب السيارات القديمة، قال إن هواة السيارات القديمة يعانون من مشاكل كثيرة، أبرزها المشاكل المرورية ومضايقة بعض رجال المرور لأصحاب السيارات ذات الموديلات القديمة «وحاولنا جاهدين حلها ولكن دون جدوى».

وأفاد أن أغلب المتواجدين في مواقف كافية «هارد روك «من كبار السن، وليس بيننا مراهقون ونجتمع كل يوم سبت للتحاور وتبادل المعلومات ولا يخلو الأمر من الصفقات والبيع بين الهواة.

وحول التجمع الاسبوعي قال الشمالي: بات تجمعنا أمام مواقف كافية هارد روك من الفعاليات الاجتماعية التي ينتظرها عشاق السيارات الكلاسيكية أسبوعيا بفارغ الصبر، ليتعرفوا من خلاله على نخبة من أروع السيارات والدراجات الكلاسيكية في الكويت، ونسهم في إبراز المواهب المتنوعة في أجواء اجتماعية وجميلة لزوار ومرتادي الموقع.

وأضاف الشمالي أن القروب يملك سيارات قديمة اغلبها سبورت وذات الماكينات الضخمة، ولديهم موديلات قديمة تكلفهم «دم قلبنا» مشيرا إلى أن أعضاء القروب متنوعون فيها الكبار والمتزوجون والآباء، ويضم جميع شرائح المجتمع، واغلب سياراتهم للعرض، ولكنهم يواجهون مشاكل كبيرة من وزارة الداخلية، التي تتهمهم بأن سياراتهم تصدر أصواتا مزعجة، برغم أن الصوت من الوكالة، كما يحصلون على مخالفات بسبب الرسومات ويزعمون انها ليست قانونية وهذا الامر يقتل الهواية.

وزاد ان الهواة يشاركون في الاعياد الوطنية وفعاليات الجمعيات والنقابات وخارج البلاد مثل البحرين.

وتمنى الشمالي تشكيل لجنة مشتركة مع وزارة الداخلية للتفاهم والوصول إلى اتفاق مشترك.

كلاسيك بلا تعديل

من جانبه، قال عادل الزيد إن أسعار السيارات القديمة تعتمد على نظافتها ومدى صلاحيتها للاستخدام ومدى ندرتها، وان كانت على حالتها الأصلية وتحمل جميع قطع غيارها الأصلية، فهذا الأمر سيزيد من قيمتها. واشترط لشراء السيارة القديمة أن تكون في حالتها الطبيعية، ولا يتم إدخال تعديلات إضافية.

وحول معاملة وزارة الداخلية قال بالصراحة هناك تعسف تجاه السيارات القديمة من قبل المرور فلا يوجد قانون يمنع السيارة لايوجد معايير ثابتة للفحص.

من جانبه قال فيصل البناي إن اقتناء السيارات القديمة يزداد في فصل الشتاء، حيث يزداد الطلب على سيارات الكشف وذات الموديلات القديمة، وذلك لاستخدامها في الخروج على طريق البحر لافتا إلى أن السيارات القديمة تحتاج لعناية خاصة واستخدام أقل من السيارات الأخرى.

من جانبه، قال خالد العتيبي إنه بدأ في الهواية منذ العام 1970وتطورت بعدها واشترى السيارات الكلاسيكية والسيارات المعروفة لدى أهل الكويت مثل الجيتي والكورفت والكمارو.

وزاد أن الهواية أصبحت كل شيء في حياتي وهي تحتاج عناية كبيرة وجلبا مستمرا لقطع الغيار وهذا الأمر يكلفني سنويا ألف دينار.

وأفاد العتيبي ان العائق الوحيد الذي يواجه محبي هذه الهواية قطع الغيار وأوزانها الثقيلة كما أنه لا توجد تسهيلات من قبل الحكومة حيث سبق أن عرضوا مشكلتهم على نواب مجلس الامة ولكن دون جدوى.

وطالب العتيبي باشهار رابطة السيارات القديمة ليكون لهم مكان يجمعهم بدلا من التجمعات الخارجية، فهم يريدون العمل ولكن لا يوجد دعم خارجي، موضحا: أنا أسافر من جيبي الخاص لأمثل الكويت في المحافل الخارجية، ومانحتاجه دعم بسيط وعناية خاصة ونعاني في مسألة تجديد الدفتر نطالب بمكان خاص.

تكلفة كبيرة

من جانبه، تمنى ياسر الخباز أن يكون هناك اهتمام حكومي بهذه الهواية تحديدا من إدارة المرور عند تجديد الدفتر وشراء قطع الغيار، مؤكدا أن هذه الهواية مكلفة ماليا برغم من أنه يستخدم سيارته الكلاسيكية مرة في الشهر، وأحياناً تبقى في الكراج أكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر ولا يستخدمها في المشاوير اليومية، ولا في فصل الصيف نظرا لارتفاع حرارة الطقس، إضافة لسوء معظم شوارع وطرقات المنطقة، وهو ما يجعل من الضروري أن تتوفر سيارة أخرى صالحة للاستخدام اليومي.

وأضاف الخباز أن الهدف من تجمعهم تبادل الآراء والخبرات والتعرف على أماكن توفير قطع الغيار النادرة والصيانة التي تحتاج إلى تكلفة مادية لإعادة إصلاحها من جديد

وناشد الخباز وزارة الداخلية المساهمة في حل جميع الصعوبات والمشاكل التي تواجههم كمشكلة التأمين والفحص والتجديد حيث تواجه بعض السيارات شبح الانقراض.

أما حسام الرومي الذي يمتلك سيارة كورفيت فقال إن أول سيارة اشتراها له والده كانت «كورفيت» وله معها ذكريات الشباب القديمة وبعد أن تقاعد اشترى نفس السيارة التي امتلكتها في العام 1976.

وأضاف: أنني أعيد الذكريات الجميلة عندما أجلس خلف مقود «الكورفيت» وأستعيد الماضي، وأعتقد أنه لا توجد مشاكل مع وزارة الداخلية إذا كانت السيارة نظيفة.

من جانبه قال علي فرج السعد الذي يمتلك سيارة «بوتيك جيتي أو» إنه بدأ هواية امتلاك السيارات القديمة منذ خمس سنوات، مترجما حبا قديما لتلك السيارات طوال السنوات الماضية، لعدة اعتبارات أبرزها أنه لم يكن متفرغا ولكن في الاونه الاخيرة شعر بالاحباط بسبب مضايقة رجال الامن ومحاربتهم لهذه الهواية الجميلة وعدم اهتمام الحكومة بالشباب هواة السيارات الكلاسيكية.

وأضاف السعد أن شراء سيارة ذات الموديل القديم ليس بالأمر السهل نظراً لصعوبة صيانتها وعدم وجود مساحة كافية في البيت وعدم توفر قطع الغيار ما يستدعي طلبها من الخارج، وهذا الامر مكلف ماليا مؤكداً أن السيارات القديمة تخطف الأنظار والاهتمام بشكل ملحوظ حتى عند توقفها في الاشارة المرورية لعدم تعود الناس على رؤيتها.

حماية بالسلاسل

من جانبه قال ناصر القطان: أننا نواجه مشاكل مع الدوريات بسبب الأصوات العالية للسيارات واللواء عبد الفتاح العلي يسحب السيارات لدرجة أنني قمت بربط سيارتي بسلسلة حديدية في البيت ولا نجد رعاية كافية لهذه الهواية ونواجه مشاكل في الترخيص وتجديد الدفتر، حيث يتم رفضها من إدارة الفحص الفني.

من جانبه قال الشاب حميد بن جامع أنه يعشق السيارات القديمة ويتمنى شراء عدد أكبر من السيارات ذات الموديلات «العتيجة»، إلاّ أن هذا الامر مكلف للغاية ؛ نظراً لارتفاع أسعارها، فمن المعروف أن السيارات القديمة نادرة العديد وإن وجدها تجد كبار السن يسرعون لاقتنائها لمعرفتهم بقيمتها التي تزداد مع تقدم الموديل الذي يضاعف سعرها ليصل إلي 50 ألف دينار.

وأضاف بن جامع الذي يملك السيارة «العجيبة « أنه يحلم بامتلاك السيارة العجيبة منذ صغره مؤكدا انه يستخدم السيارة العجيبة مرة في الأسبوع أيام الإجازات الأسبوعية بسبب مضايقة رجال وزارة الداخلية وعدم توفر طرق مناسبة صالحة للاستخدام بالنسبة للسيارات القديمة التي تشتهر بانخفاضها وقربها للأرض.

وأشار بن جامع الى أن غالبية ملاك السيارات القديمة يبحثون عن سيارات قديمة وهذا الأمر صعب للغاية ويسعون لإشباع رغبته بالاستمتاع بالنظر أو قيادة الموديلات القديمة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي