نبارك بداية بحكم البراءة الذي صدر تجاه النواب وشباب الحراك الذي اتهموا باقتحام مجلس الأمة، والذين رأت المحكمة تبرئتهم من التهم المسندة إليهم، ولقد لقي هذا الحكم ترحيبا واسعا من جموع الشعب الكويتي، ولعل الحكم تناسب مع زيارة ضيوف الكويت، أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي.
تمر معنا هذه الأيام الذكرى الثالثة لما اشتهر بتسميته أحداث ديوان الحربش والتي وقعت في 8 / 12 / 2010، هذه الحادثة التي أصبح يؤرخ لها الكويتيون، فإذا ما تحدثوا عن الواقع السياسي في الكويت أشاروا إلى ما قبل أو بعد هذا الحدث.
ويرجع ذلك إلى ما صاحب تلك الأحداث من ممارسات قامت بها الحكومة لم يعهدها الناس من قبل، فتطويق البيوت بالقوات الخاصة، واقتحام حرماتها وسحب الناس من داخلها، بالإضافة إلى عدم احترام مكانة النواب وحصانتهم والتعدي بالضرب على بعضهم، وهي المرة الأولى التي تقع في التاريخ الكويتي، ناهيك عن صورة سحل بعض المواطنين التي لا تزال عالقة في أذهان الناس.
وما صاحب هذا الحدث من رفض الداخلية تسجيل شكاوى المواطنين الذين تم التعدي عليهم، وما أعقب ذلك من مؤتمر صحافي لوزارة الداخلية لم يختلف عن المؤتمرات التي تعقدها وزارات الداخلية في معظم الدول العربية والتي يقال فيها كل شيء إلا الحقيقة.
وبرغم آلام ذلك الحدث إلا أن المِحن عادة ما تتبعها المِنح، فلقد كان من الآثار الإيجابية لحادثة الاعتداء، أن تكاتفت معظم القوى السياسية مع بعضها، وأدركت مدى خطورة عدم توحدها، وقد تكلل توحيد الصف بإسقاط رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد، والذي وقعت الأحداث في عهده، كما اتضح الدور الكبير والفاعل للشباب الكويتي والذي التفّ حول أصحاب الفكر والداعين للمصلحة العامة وحماية أموال الدولة والمدافعين عن حرية الناس وكرامتهم فكان مساندا وداعما للنواب وللحركات السياسية، ما ساهم في وصول مجلس قوي يضم أكثر من ثلاثين نائبا إسلاميا ومحافظا من المعارضة. كما ساهمت تلك الأحداث بالكشف عن فضيحة الإيداعات المليونية وأصحابها.
ستظل أحداث ديوانية الحربش عالقة في الأذهان، والمهم هنا هو كيف يمكننا أن نستفيد من تلك التجربة في توحيد الصفوف وإعادة الحراك الشعبي والمؤثر من جديد.
المؤتمر الخليجي
نتشرف بتواجد أشقائنا أعضاء مجلس التعاون في ما بيننا وعلى أرض بلادنا، وأود أن أنقل لهم أمنية يتمناها الكثير من أبناء هذا الخليج، والتي يرونها ملحّة وضرورية خصوصا مع الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحات الخليجية والعربية والعالمية، وهي أمنية تكوين اتحاد كونفدرالي بين هذه الدول، اتحاد يكون أكثر فاعلية من دور المجلس الحالي والذي يرى الكثير من أبناء الخليج بأنه أصبح يغلب عليه الطابع الرسمي، دون انجازات تذكر.
أبناء الخليج يريدون أن يأمنوا على أرواحهم وحرياتهم وثروات بلادهم، والتي تسعى قوى اقليمية وعالمية لتهديد أمنهم والاستيلاء على ثرواتهم.
يتمنى أبناء الخليج وجود قوة عسكرية موحدة متطورة في تسليحها وفي آلية اتخاذ قرارها تردع كل طامع، ووحدة اقتصادية تمكن من مواجهات الأزمات الإقصادية التي يمر بها العالم، ووحدة في القرار السياسي تجاه ما يمس دول الخليج، حتى لا تنفرد القوى المعادية بنا واحدة تلو الأخرى، ثم نردد ساعتها : أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض.
ولنحذر من المعارضين لهذه الوحدة والذين لو تأملنا معظمهم لوجدناهم من أصحاب الهوى والولاء الإيراني الصفوي.
فهل يحقق لنا قادة الدول ما نتمناه؟ نسأل الله تعالى أن يلهمهم الصواب لما فيه مصلحة العباد والبلاد.
twitter :@abdulaziz2002