اللاعب كريستيانو رونالدو، قاد بلاده للانتصار في المباراة الفاصلة، والوصول بهم الى كأس العالم، هذا اللاعب، يسجل الاهداف، ويصنع الاهداف، ويدافع... ووفقا لمقولة الطيبين يلعب «كولجي دفاع هجوم»، ولو لعب هذا اللاعب مع منتخبنا لن نصل الى كأس العالم فقط بل قد نحصل على كأس العالم، وطبعا عندها سيحصل هو على بطاقة مدنية كويتية وجنسيته «بدون»، ويحصل اللاعب «ميسي» كعادته على الكرة الذهبية، والجنسية نظير خدماته الجليلة، في توفير وسائل الراحة والوناسة للمتنفذين، فالموضوع ليس موضوع ماذا تفعل، وكم تنفع المجتمع، وما هي أهمية عملك بقدر ما هي اهمية من يقف خلفك ويدعمك.
الوضع في البلد لا يختلف كثيرا، الناس وعبر وسائل التواصل الاجتماعي يدعون الانصاف للبدون، والى تحقيق العدالة الاجتماعية، والى عدم التمييز وفقا للجينات الوراثية، وحكومة شعبية يتساوى فيها الجميع، ثم فجأة كل هؤلاء الانسانيين الحقوقيين، الذين يغدونا ويعشونا حقوق وحريات وعدالة ومساواة، يتحولون الى وحوش عنصرية نتنة، مع اقامة المؤتمر العربي الافريقي، وتقرأ تعليقات مثل «دعوهم يزورون حديقة الحيوان، أو بدلاً من البوفيهات اطعموهم الموز، أو لماذا نقيم مؤتمرا للقادمين من الغابات...» وتستمر التعليقات العنصرية، دون ان يعترض او يستنكر «بني» ادم محترم، لماذا؟ لاننا ببساطة عنصريون ضد الملونين، كما نحن عنصريون ضد الاجناس الاخرى، واللغات الاخرى، والفئات والمذاهب والأديان الأخرى، ولا غرابة في ذلك، الغرابة ان هؤلاء من يمارسون هذه العنصرية، كثير منهم يحملون لواء البدون والدفاع عنهم وعن حقوقهم، بدعوى المساواة والحقوق الإنسانية!
لا اريد ان امثل دور غاندي، ولكن اعتقد ان هناك حداً ادنى لكل شيء، ومهما تكن عنصريا اعتقد ان هناك حداً له، الا نحن عنترياتنا بلا حدود، ووصل الامر عند العامة من الناس، وحتى عند انصاف واثلاث وارباع المثقفين الى حد تجاهل او تبرير قتلهم، واعتبار قضية الافريقيين في الخليج قضية لا تستحق كل هذه الضجة، فهم ليسوا اكثر من مجرد «عبيد» مجرمين، وسحرة ومشعوذين... ويموت الألف منهم يوميا بسبب المجاعات، ولا يضرهم موت ثلاثة او اربعة منهم عندنا... أو حتى مليون.
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com