جلست أمام أوراقي، وبدأت في التفكير، عماذا اكتب؟
في البداية قلت لأكتب عن معرض الطائرات في الامارات، ومن يريد ان يعقد صفقة شراء للطائرات فعليه بالامارات، الا ربعنا وأهل ديرتنا «اللي ما مثلها ديرة» اتجهوا الى الهند لعقد صفقة طائرات هندية مستعملة بقيمة 80 مليون دولار، ويقال ان مع الطائرات سنحصل على سبع سيارات «توك توك» وخلاط مولينكس مجانا... ما شأني والطائرات فخبراء الطيران اثنان سامي النصف والدويسان، ولأبحث عن موضوع آخر.
قررت ان أكتب عن المؤتمر الافريقي - العربي تحت رعاية حكومتنا الرشيدة، او المؤتمر الاولمبي الافريقي الآسيوي الاولمبي تحت رعاية الشيخ احمد الفهد، أيضا لا أعرف ما أهداف المؤتمر ولا عدد المشاركين، كل ما أعرفه ان الاطفال مستمتعون بمشاهدة الاعلام الملونة في الشوارع، ولهذا اكتفي بالنظر والدعاء ان يسفر المؤتمر عن نتائج باهرة تعمق أواصر التعاون بين الكويت وافريقيا، ويوحد الشيخ احمد الفهد القارتين ويحمل لقب «راعي القارتين».
ما شأني والافريقي، قررت ان أكتب عن الطقس، والمطر الذي تكرم أخيرا بالحضور شخصيا الى بلدنا، ولم أعرف سر لهفة الناس على المطر رغم علمهم ان مقاولين الحكومة كالعادة سينكشف فسادهم بالامطار، كما مقاولي البيوت التي تخر أسقفها بفعل المطر، وأعلن تعاطفي مع عيسى رمضان الذي صرح عن الطقس فقط ولم يصرح عن مليارات اختفت، وملايين نهبت، وبما اني لست خبيرا مناخيا ولهذا لن أعلق ولن أكتب سوى الله اعلم.
أخيرا وجدت ناقتي، وقررت الكتابة عن وزارة الاوقاف، التي اكتشفنا فجأة انها أشبه ببئر نفط سايب، تتسرب منها الاموال بلا حسيب ولا رقيب بدعوى نشر الاسلام على كوكب الارض، واسأل الله لهم الاجر... تراجعت مرة أخرى عن الكتابة عن الاوقاف، لأني لست أوقافيا، بل أنا من الجالسين في طابور انتظار إصلاح الاوضاع في البلد والقضاء على الفساد، رغم ان الفساد والاصلاح لا يتم الا بالوقوف في وجهه، لا بالجلوس أمامه والحديث معه، وانتخابه نائبا في البرلمان.
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com