يقول الخبر: في الكويت 17 ملياردير، وأجزم واحلف اني احبهم ولست منهم، فلم يصل رصيدي إلى هذا المبلغ حتى الآن، وذلك لأسباب عدة:
أولاً، لأني لا أملك شركة ولا بقالة ولا مطعما وكل ما اقدمه للناس هو الكلام، والكلام المحترم «ما يوكل عيش»، ولا يوجد مَنْ استغنى مما كتب ورسم وخاصة في بلاد العرب، إلا إذا تعامل مع المقالات والرسومات على طريقة صاحب المطعم الذي يقدم السندويشات على حسب الطلب، ويرسل مقالاته «دلفري» للمتصل، وتجد كتاباته في موقع «طلبات»!
ثانياً، الملايين التي يبحث عنها ديوان المحاسبة، من الأوقاف والشؤون والتربية والصحة والمواصلات...ليست موجودة في خزانتي، ولا تحت «كاشية» في بيتي!
ثالثا، أنا لست المسؤول عن مليارات التنمية التي صرفت والتي ستصرف على بناء «تحتينا»، ولو كنت المسؤول عنها، لسرقت مليارا واحداً فقط، وتركت البقية للشعب فأنا لست طماعاً إلى درجة سرقة المليارات، فالقناعة كنز لا يفنى، خصوصاً إذا كان الكنز كنزاً تنموياً.
رابعا، لا تهمني كثيرا المليارات والملايين، فالأهم عندي الصحة والعافية، ورضا الوالدين، وحب الناس، والحب الشمسي، وحب الشباب، والحب من اول نظرة، واكتفي من أكل الخبز وشرب الماء... ما يشبع جوعي ويسد رمقي (ملاحظة: بإمكانك تجاهل هذه النقطة).
خامسا، لست نائبا في البرلمان حتى افتح درج مكتبي واكتشف وجود نصف مليون دينار، وافتح باب سيارتي وأجد ظرفا بمليون، وافتح ثلاجتي واجد ربع مليون مثلجاً، وافتح باب بيتي وأجد مليون دينار مغلفة بمجلة اعلانية موضوعة على سور البيت.
سادسا، دعونا من عاداتنا وتقاليدنا الأصلية في الحسد، أليس سعر أسوأ بيت في أسوأ منطقة في أسوأ فريج، ثلاثمئة ألف دينار، أي مليون دولار؟ ألا يعني هذا ان كل مواطن كويتي يمتلك بيتا يعتبر مليونيرا رسميا، وهذا يعني ان الشعب كله مليونيرات، فلماذا نحسد من يملك المليارات، صحيح ان مليونيرات الكويت «يسوون زحمة» مع كل أول الشهر عند البنك والتموين، ويستلفون من بعض في آخر الشهر عشرين ديناراً للبنزين، وتستلف زوجة المليونير من خادمتها عشرة دنانير، ولكن هذا ليس بسبب الفقر بل من أجل درء العين والحسد من رفاه الشعب.
سابعا، اغلق الموضوع لأني مشغول بمتابعة أسهمي في «الوول ستيرت».
جعفر رجب
jafarrajab@