د. مبارك الذروه / رواق الفكر / أين مكتب المدير؟

تصغير
تكبير
| د. مبارك الذروة |

سؤال يكشف عن ركون القرار في مكتبه حتى سقوط الجنين!

الشعب يدرك انه في مكتبه... البحث فقط عن المكان... مكان القرار!

تتم الإحالة الى أعلى... ويستمر البحث عن القرار... وبعد زمن... يولد القرار ميتا!

لانها قرارات جامدة... كجمود العمل... فمات القرار... في دولاب السيد المدير...!

فخلف من بعدهم خلف... أنجبوا قرارات... عاشت معنا... مشوهة معاقة. لأنها حين ولدت لم تتلق الرعاية الكافية والإدارة الصحيحة... وبعد زمن ماتت هي الاخرى...

قرارات... لم يكتب لها الحياة...

نحتاج ان نفكر بطريقة مختلفة.

نبتعد عن جوهر المشكلة لنكون اكثر سلاما ونتفاعل بإيجابية ونسعى للحل.

الإغراق بوحل التشخيص ارهقنا... فالحلول كثيرة أمامنا... لماذا إذاً تقدم غيرنا وتخلفنا؟

هل هو عبط التفكير ام ترف الذهن الذي يعرقل مسيرتنا؟ لنتقدم خطوات الى الامام ونكتشف ان إرادة التنفيذ في قرار سريع ينهي كل مشاكلنا...

من يتخذ القرار... وينتشل البلد من مستنقع الفشل...!

كثيراً ما تحدثنا عن الإصلاح السياسي فعقدنا اللقاءات وأقمنا الندوات... وعدنا من جديد الى نقطة الصفر... فلعنا السياسة وكفر كثير منا بها! وكثيراً ما تحدثنا عن الإصلاح الاقتصادي فزادت المؤتمرات واقبل الخبراء وخرجنا من جديد من ذات الباب الذي دخلنا منه!

لنا ناشطون سياسيون واقتصاديون بحسب الطلب! نشاهدهم يوميا على شاشات التلفاز وعلى صفحات الجرائد... يبذلون جهدهم ويبدون آراءهم...تحليلات وتقارير تحذيرات ومبشرات وفي الختام كأنك يا بو زيد ما غزيت...!

لكننا في الواقع... نتعامى عن مشكل اكبر قد يكون هو وقود السياسي والمالي في البلاد وهو غياب (المدير)...!

المدير بوصفه لا اسمه!

المدير الوزير...الوكيل... المستشار المؤتمن... والمسؤول...!!

نعم لدينا قادة في مختلف المجالات لكن ليسوا جميعا مديرين واهلًا للإدارة...!

وهناك فرق بين المدير والقائد... لعل الأخ الزميل دكتور تركي العازمي يفصل لنا ذلك في مقال منفرد. فما موقع الإصلاح الاداري في منظومة الإصلاح؟

اليس تخلف التنمية وتأخر إنجاز المشاريع بسبب العطل الاداري وغياب المدير؟! أليس تكدس طلبات الإسكان وتردي الخدمات الصحية وتجاوز القانون في القطاع الصحي (الخربان) بسبب غياب المدير الكفؤ؟، ما الذي عطل بناء الجامعات سوى قرار الوزير المدير؟ وما الذي توه البلد وجعله في الإنفاق سنوات عدة الا غياب القائد المدير؟

ولنكن أكثر شفافية... ونحلم عزيزي القارئ؛ ما النتائج المتوقعة لو تسلم مجموعة مديرين يابانيين قطاع الاشغال والمرور...! وادار مجموعة من الهنود ملفات القطاع الصحي...! وتكفل الصينيون بإدارة القطاع الإسكاني...! وتسلم الكنديون معضلات قطاعنا التعليمي...! ضعف الادارة يا سادة هو اساس مشاكل الكويت...فإذا رأيت أسرة مفككة فاسأل عن مديرها!، وإذا شاهدت مدرسة متخبطة فابحث عن مديرها...!، وإذا وجدت إعلاما تافها سطحياً فاسأل عن مديره...! وهكذا كل وحدات المجتمع... فالإدارة عملية مشتركة! فهل ينتبه الوطنيون المخلصون الى اصلاح الخلل الاداري... ويبحثون عن قرار الوزير... المدير حقاً؟



@ Dr_maltherwa
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي