في مصر بل وفي كثير من البلاد العربية يتم الاحتفال سنويا بيوم 6 اكتوبر كذكرى لانتصار الجيش المصري وبدعم عربي على الجيش الاسرائيلي.
هذه الذكرى التي كان يفتخر بها ويمجد من حققوا انتصارها حتى على منابر المساجد، لأنه كان نصرا تحقق تحت صيحات الله أكبر.
الا أن الحال هذا العام قد تغير وتبدل، فالجيش الذي كنا نفرح بانتصاره وكان مصدر فخر واعتزاز أصبح اليوم مصدر شؤم وألم وابتزاز.
هذا الجيش الذي غير اتجاه بوصلته، فأصبحت فوهات بنادقه لا توجه للصهاينة في اسرائيل وانما الى الصدور العارية للأشقاء المصريين.
هذا الجيش الذي تغيرت عقيدته من حماية الدم المصري الى التعمد في اراقته، هذا الجيش الذي كان عامل استقرار وأمان لأم الدنيا وشعبها فصار مصدر الخوف والهلع.
الجيش المصري الذي أُلّفت فيه القصائد وأنشدت له الأغاني لانتصاراته السابقة، أصبح اليوم يغنى له ( تسلم الأيادي ) لكنها الأيادي الملطخة بدماء المصريين الأبرياء.
كان 6 اكتوبر تاريخا مجيدا للجيش المصري أما اليوم فان تاريخ 3 / 7 أصبح تاريخا مخزيا لقادة جيش الانقلاب، واستكمل الخزي بتاريخ 14/8 وهو اليوم الذي تم فيه ارتكاب مجزرة ومذبحة رابعة العدوية والنهضة.
هذه الحال للجيش المصري يشابهها الحال للجيش السوري، والذي كان مشاركا وبصورة فعالة في حرب 73، هذا الجيش الذي تحول سلاحه أيضا الى صدور الشعب السوري برجاله وأطفاله ونسائه وشيوخه.
ويبدو والله أعلم أن خريطة وبوصلة الجيوش العربية في غالبها قد تغيرت من حماية الشعوب الى قتلها ومن محاربة اسرائيل الى حماية حدودها، ومن فداء الشعوب الى فداء حكامها.
لكن مع كل هذه الآلام فاننا نراهن على صمود الشعبين المصري والسوري في وجه من جعلوا الجيوش في مواجهة الشعوب، وما استمرار المسيرات والاعتصامات في مصر برغم القتل والاعتقالات الا دليل على روح العزيمة والاصرار التي يتحلى بها هذا الشعب الشقيق والذي يكسب كل يوم أنصارا جددا الى صفه في الوقت الذي يخسر فيه الانقلابيون.
وأما الشعب السوري البطل الذي برغم تخلي معظم الدول العربية عن نصرته، ان لم نقل المشاركة في استمرار محنته والتآمر عليه، الا أنه لا يزال صامدا في مواجهة نظام الأسد وشبيحته وداعميه من حزب الله وايران.
وسينتصر هذا الشعب أيضا بعون من الله أولا ثم بسواعد وتضحيات أبنائه الشرفاء.
قادة الانقلاب العسكري في مصر يوما بعد آخر يزدادون بعدا عن الله ويتجرأون على محارم الله، ولعل من أواخر جرائمهم قتل أكثر من 50 شهيدا في هذا الشهر الهجري شهر ذي الحجة وهو من الأشهر الحرم التي حرم الله تعالى القتال فيها، فكيف بقتل من لم يحملوا السلاح أصلا؟!
هذه الجرائم هي من الظلم الذي لا يقبله الله تعالى وقد توعد سبحانه بالانتقام من الظالمين، وكما جاء في الحديث الصحيح : ( ان الله تعالى ليُملي للظالم فاذا أخذه لم يفلته ) وانا لهذا الانتقام لمنتظرون، ونسأل الله تعالى أن يكون قريبا.
شكر وتقدير
أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من شاركنا فرحتنا بحفل زفاف أكبر أولادنا «محمد» مساء السبت الماضي سواء بالحضور أو الاتصال، ومعذور من حالت الظروف دون حضوره، وأسأل الله تعالى أن يرزق العزاب من البنين والبنات بالأزواج الصالحين والزوجات الصالحات.
عبدالعزيز صباح الفضلي
twitter :@abdulaziz 2002