شيخة فيصل المضاحكة / العلاقات الأوروبية - العربية إلى أين؟


إن العلاقات الاوروبية - العربية علاقة تاريخية قديمة اتسمت بالحروب تارة وبالسلم والتعاون تارة اخرى. وفي وقتنا المعاصر اتسمت العلاقة بالتبادل التجاري والاتصال الثقافي بينهما، وحاليا تعتمد اوروبا على الوطن العربي في التزود بالطاقة وبالعديد من مواد الخام، كما ان الوطن العربي يعتمد على اوروبا في الصناعات الثقيلة والاسلحة التقليدية المتطورة ونقل التكنولوجيا الحديثة، ومع اتساع الهوه بين العرب والاوروبيين في الميادين الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية تزداد الحاجة الى الاعتماد المتبادل بينهما.
ولا شك ان عالمنا المعاصر يعيش احداثا وتطورات ومشاكل عدة وخصوصا في عالمنا العربي الذي يعيش احداث تحرير العراق ونتائجه والاحداث اللبنانية الاخيرة، وكذلك الوضع المتأزم في دارفور في السودان والصومال، لذلك فان تأثير تلك الاحداث لابد من ان تؤثر على الاستقرار في المنطقة كما ان لها انعكاسات مهمة على الساحة الاوروبية. لذلك فان مفهوم الأمن والاستقرار لدى الاوروبيين يختلف عن مفهومه لدى العرب، فالمفهوم الاوروبي للأمن يقوم على عدم وصول الارهاب اليه.
وبما انه يتم القضاء على التطرف الاسلامي في البيئة العربية ومنع انتشاره بين الاقليات الاسلامية في اوروبا، وهذا يختلف عن المفهوم العربي الذي يرى ان السبب الرئيسي في انتشار العنف والتطرف في البلاد العربية والاسلامية هو نتاج سياسات الدول الكبرى الغربية نحو الدول العربية والاسلامية وتدخلها في الشؤون الداخلية وانحيازها المطلق إلى اسرائيل في الصراع العربي - الاسرائيلي، لذلك نرى ان العلاقات الاوروبية - العربية تهدف إلى الحصول على النفط والمواد الخام بسعر منخفض ومن دون اي عراقيل وفتح الاسواق العربية للمنتجات الاوروبية، ومقاومة الارهاب والقضاء عليه من جذوره، كما تهدف إلى بناء الأمن في اوروبا وهذا لا يتعزز الا بتوفير الأمن في منطقة حوض البحر المتوسط.
شيخة فيصل المضاحكة
طالبة علوم سياسية