عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / علم الطاقة وبيع الوهم

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

بسبب كثرة المشاكل النفسية والاجتماعية التي يعاني منها العديد من الناس، وبحثا عن أي قشة يعتقدون أنها قد تحمل لهم النجاة، ومع ضعف الالتزام الديني، وكثرة التعرض للأفكار الغربية دون تمحيص، وانبهارا بالشعارات التي يرفعها بعض متعهدي الدورات، أصبح البعض يتسابق للالتحاق بدورات ما يعرف بعلم الطاقة، ولقد جاءتني رسالة من أحد المتخصصين في عقد دورات التنمية البشرية ولشدة حزنه على الضحك على الذقون الذي يمارسه مدعو العلوم الحديثة، فإنه إبراء للذمة ونصحا للأمة وضح لي بعض الدجل الذي يمارس وطلب أن أنقله للناس، ولطول الرسالة أنقل لكم أهم تفاصيلها:

طغى في عصرنا الحاضر الكثير من الشبهات تحت مسميات علوم شرقية وعلوم الطاقة والريكي والجذب والعلاج بالكريستال والهرم والفيل والشاكرا وطاقة المكان وطاقة الاشخاص واليوغا والتاي شي وغيرها من علاجات ما يسمى بالفنون الشرقية.

كما اقيمت لها الدورات والمؤتمرات وتديرها مؤسسات ومنتديات وجمعيات منشأها جميعا من خارج العالم الاسلامي، وتطوع بعض من كنا نثق بهم من مدربين ودعاة للدفاع عن هذه العلوم، ومحاولة لي ذراعها لإضفاء الصبغة الشرعية عليها، ولكن مشاهداتنا اثبتت انهم انغمسوا اكثر في هذه الممارسات، وازدادوا قناعة بأهميتها كونها ذات مردود نفسي ومادي لممارسيها من المدربين وبعض المتدربين، حتى اصبحت سوقا رائجة ولا تجد من يتدخل لمنعها او على الاقل التأكد من جدواها العلمية، ومطابقة ممارساتها للضوابط الشرعية.

ولعل من المفيد القول ان اغلب ان لم يكن كل من يلجأ للاستفادة من تلك الممارسات هم الفئات التالية :

1 اخواتنا وبناتنا من النساء من اللاتي يعانين من المشاكل النفسية والاجتماعية والضغوط الحياتية، ويخشين البوح بها للغير، وعجزن عن علاج بعض آلامهن الجسمية والنفسية، فوجدن بعض الراحة في تلك الاساليب من خلال الايحاءات الايجابية، والتحفيز المستمر من المدربين بأنهن سيحققن نتائج مؤكدة بعد فترة دون الاستعجال، وهي نفس الأساليب التي كان يمارسها السحرة والمشعوذون مع المرضى وذوي الحاجات.

2 طالبو الشهرة والمادة من مدعي العلم والمدربين، فطريقها سهل ولا تحتاج الى شهادة علمية او اعتراف رسمي او ترخيص من أي جهة كانت.

3 طالبو الشهوات من خلال التواصل مع الجنس الاخر، وكثيرا ما يتم ذلك بخلوة ومن دون محارم.

4 المرضى النفسيون من المدربين والمتدربين والذين وجدوا ضالتهم فى هذا المجال للتخلص او التخفيف من معاناتهم.

5 قليلو العلم الشرعي من المدربين، والذين وجدوا ضالتهم بين الشباب في الجامعات والمعاهد لتحقيق هدفهم في التواصل والشهرة في المجتمع ووسائل الاعلام.

ولهذه الممارسات أخطار كثيرة منها التعرض لكثير من الممارسات الأخلاقية السيئة، وكشف الاسرار، وخسارة المال، وخسارة الصحة، وخسارة الدين بسبب التحلل من الضوابط الشرعية، وبسبب اللجوء الى أشباه السحرة والمشعوذين.

ولمعالجة ذلك الوضع ندعو المسؤولين لتحمل مسؤولياتهم تجاه ابنائنا والمجتمع، لحمايته من تلك الشبهات، ويتم ذلك من خلال تضافر كل المؤسسات مثل:

1 وزارتا التجارة والصحة لمنع ممارسي تلك البرامج من الاعلان او تنظيم الدورات والاستشارات.

2 وزارة الاعلام لفضح اولئك وعدم تسهيل تواصلهم مع المحطات الفضائية والإعلام المسموع والمرئي والمقروء.

3 وزارة الاوقاف لتحذير المصلين عبر منابر الجمعة من تلك البرامج وهؤلاء الأشخاص.

4 وزارة الداخلية لملاحقة تلك الفئة والتأكد من تراخيصهم.

5 عدم السماح بعقد اي برنامج تدريبي غير مرخص من معهد تدريبي معتمد.

6 عدم السماح بتقديم اي استشارة نفسية لغير المختصين المرخصين من مؤسسات البلد.

فهل ستجد هذه الرسالة صداها عند المسؤولين عن حماية عقيدة الناس وأموالهم؟، نأمل ذلك.

 

twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي