| د.فهيد البصيري |
اللهم لا تحرمنا نعمة الفرح والحبور، فكلما شعرت بالضيق أو بالملل قرأت خبرين أو ثلاثة من اقرب أو (أقرف) جريدة محلية، ورحت في نوبات من الضحك العميق بسبب تصريحات المسؤولين والنواب، ولا استفيق من ضحكي إلا على صراخ أم العيال لفك مصيبة قام بها العيال، ولكم الفال.
وعلى سبيل المثال (لا القتال)، هاكم هذا الخبر الظريف والذي كتب في كل الجرائد المحلية وبالبنط الغليظ، وهو: إن صندوق النقد الدولي الإمبريالي - على ذمة بعض نواب الأمة لدينا - يقول : إن الكويت ستعاني من عجز مالي كبير في عام 2018، انتهى التصريح، والمضحك في تحليل صندوق النقد الدولي أنه لا يعلم أننا مصابون بالعجز منذ سنوات طويلة، ولأنه ليس سوى صندوق فإنه اعتمد في تقييمه لحالة الكويت على إيرادات النفط فقط، ونسي أو تناسى الايرادات المرورية التي يجبيها اللواء عبدالفتاح العلي والتي ستغطي عجز الميزانية، والخطأ الثاني لهذا الصندوق البالي هو أنه يفترض تواجد مؤسسات الدولة في ذلك التاريخ وهو فرض يصعب إثباته إذا نظرت إلى حالنا في هذه الأيام.
والخبر المضحك الآخر يقول: ان السفارة الإماراتية قالت وعلى سبيل المجاملة في تصريح عابر: انها ترحب بتوظيف الكويتيين، وبعدها، هرع الكويتيون بعد هذا التصريح إلى السفارة بدلا من ديوان الموظفين في الكويت، وقد صححت لهم السفارة الخبر وقالت بأنها لن تقبل إلا من تحتاجه، وهي نفس سياسة ديوان الموظفين، فالمشكلة هنا ليست مشكلة توظيف بل مشكلة سياسة.
أما الخبر الثالث والذي ضحكت عليه ثلاثة أيام متواصلة في السيارة وأنا متوقف بين الجهراء والشامية، هو أن مشروع طريق الجهراء، وبعد 10 سنوات، تم الانتهاء من تفنيد مرحلته الأولى، ما يعني أننا سنظل محشورين فيه، لمدة 30 سنة قادمة لأنه من أربع مراحل، وعندما ينتهي ولكم طولة العمر، سيبدأ مشروع ترميمه وبالتزامن مع مشروع توسعته لأنه لن يعود كافيا لعدد السكان خصوصا وأننا مجتمع شاب ومقبل على سن الجد والعمل.
أما الخبر الذي ما زلت أضحك منه منذ الأسبوع الماضي وحتى كتابة هذه المقالة فهو أن أحد النواب يطالب الحكومة بزيادة 35 في المئة في الرواتب، وهذا ينسف كل الأخبار والتصريحات السابقة.
وللأمانة فإنني اكتفي بقراءة الصحف، ولا أجرؤ على مشاهدة المحطات وتحليلات ضيوفها الكرام، لأنني اخشى أن أدخل في هستيريا ضحك وأموت من فرط السعادة.
fheadpost@gmail.com