| كمال علي الخرس |
معاناة سنة بعد سنة، ازدحام لا يجد له من حل، ضيق في أرض الله الواسعة، أطفال تتعرض حياتهم للخطر، أولياء أمور يمرون باختبار للأعصاب كل يوم بسبب ازدحام المرور أمام المدارس، تظهر بعض الحلول وتستبشر الناس بالفرج القريب، لكن قبل أن يدق جرس الدراسة بلحظات، ينصدم الجميع بأن كل الحلول لازدحام المرور تحتاج مزيدا من الدراسة.
عجيب موضوع مزيدا من الدراسة هذا! ليس هناك أي استخفاف بدور وزارة التربية وحرصها على أوقات الدوام وعلى معدل ساعات الدراسة النظامية، لكن على وزارة التربية أن تدرك بأنها ليست مسؤولة فقط عن التلاميذ والطلبة داخل أسوار المدرسة، قد تكون هذه مسؤوليتها الإدارية لكن هناك دور أخلاقي وإنساني مفترض، دور يهتم بسلامة التلاميذ والطلبة، والحرص على تخفيف معاناتهم ومعاناة أولياء امورهم.
ليس معقولا انه بعد أن قامت ادارة المرور بدور مميز ولو انه غير كافٍ بالحد من مشاكل ازدحام المرور، ان تقف وزارة التربية في هذا الوقت لتكون حجر عثرة أمام حل المشكلة عبر تعديل أوقات دوام المدارس، وذلك بحجة ان الوقت ضيق وموضوع دوام المدارس يحتاج الى مزيد من الدراسة. هل مشكلة ازدحام المرور خصوصا امام المدارس، وعلاقة دوام المدارس بالازدحام موضوع جديد مستجد، ام ان هذه المشكلة مر عليها سنوات وهي تتفاقم سنة بعد أخرى من المفترض بالمسؤولين في وزارة التربية القيام بواجباتهم أبكر من ذلك وعدم القاء اللوم على الآخرين، ومن المفترض أنهم قاموا بوضع الخطط والحلول الجاهزة، وأن يكونوا على اتم الاستعداد لعرض البدائل ويكونوا جهة مبادرة بالموضوع، لا أن يكونوا أصحاب ردات فعل. كان من المفترض أنهم جهزوا بوقت أبكر دراساتهم ووضعوا اقتراحاتهم بخصوص الدوام المدرسي، ووضعوا أيضا حلول اضافية كالنقل الجماعي. نعم الوزارة هي الجهة المسؤولة اخلاقيا على الأقل وقبل غيرها فهي أم الولد التي من المفترض أن تكون أكثر حرصا على سلامته وتوفير العناية له، لا أن تكون متأهبة لإلقاء المسؤولية على الغير، والتحجج بضيق الوقت. ليس الهدف هنا توجيه الاتهام للتربية، وتبرئة ساحة ادارة المرور، فالمرور دوره محوري دائما، وهو وان كان له اداء مميز في الخطوط السريعة وفي الشوارع الرئيسية، إلا انه شبه غائب في المناطق السكنية وحول المدارس خصوصا. لكن مرة أخرى الحمل على وزارة التربية أكبر في هذه الساعة في ما يخص الازدحام امام المدارس ومنها وإليها وان كثيرا من الحلول بيدها، أبرزها تعديل دوام المدارس والنقل الجماعي وبإمكانها العمل بهما معا، لعلها تستطيع التخفيف من معاناة أولياء الامور والحفاظ على سلامة التلاميذ.
ان العيون مسلطة على وزارة التربية لإيجاد الحلول لتخفيف الازدحام المروري وخصوصا أمام المدارس، والناس صبرت كثيرا وتتأمل بسماع حلول سريعة، فالموضوع أصبح لا يطاق، والمعاناة اليومية في كل سنة دراسية لم تعد تتحمل عبارة، مزيد من الدراسة.
alzoor3@yahoo.com