| د. مبارك الذروه |
عبارة كان يرددها ملايين المصريين في بداية القرن العشرين ضد الاستعمار الانكليزي الذي كان يحتلها آن ذاك..
وها هو يرددها اليوم رافضا التدخل الأجنبي الذي يدعم العسكر بالسلاح والمال..
فماذا صنعت تلك الرصاصات والغازات الآثمة بالأجساد الطاهرة والوجوه النيرة المتوضئة؟
هل أماتت دراعات ومجنزرات الجيش والشرطة وقوى الانقلاب ثورة الارواح الصائمة القائمة التي خرجت للتو من رمضان؟
وهل احرقت قوى الجهل وبلطجية الاستبداد الإسلام بحرقها بيوت الله ومصاحفها الشريفة؟
هل اباد صدام البطش والتنكيل شعب العراق العظيم؟
وهل أزاح اسم الكويت عن الخريطة والواقع؟
وهل طوى ستالين صفحة الحرية في بلاد الروس والبلقان؟
لقد ولد جيل جديد وشعب عنيد ألف أصوات الرصاص ودوي الانفجار ليسجل اسمه ضمن قوافل الشهداء.
ولد جيل مصري عظيم لا يقبل بأنصاف الحلول ولا يقنع بما دون الحرية والكرامة.
صور ومشاهد مبكية لجثث مثقوبة واجساد محروقة تحتضن المصحف الشريف وتترجم معاني الصبر والسلمية حتى النصر او الشهادة.
لم تنته المعركة! بل لقد بدأت فصولها... بعد مئات الشهداء وآلاف الجرحى...
هاهو الشعب المصري يخرج اضعافا مضاعفة في ميادين مصر كلها مطالبا بالشرعية وحقه في اختيار من يحكمه بعدما أصبح القتل والتنكيل عادة يومية تجاسر بسببها المترددون وانضم لهم المشككون. كل ذلك بعد ان ذاقوا معنى الحرية وطعم الكرامة... خلال عام واحد فقط! كل ذلك بعد ان علموا ان الامم تكالبت عليهم من اجل حماية اسرائيل.
لقد حرق السيسي بتعجله كل المراحل، وبيده وعقله وعنجهيته قدم للمصريين طريق مستقبلهم المشرق وحريتهم التي سينتزعونها رغما عنه!
هي هكذا السنن الكونية لا تتبدل عندما يتعارك الحق والباطل... ليزهقه... «ان الباطل كان زهوقا»!
لقد قامت بتركيا اربعة انقلابات خلال عقود ثم انتصر الشعب التركي لإرادته ولصناديق الاقتراع!
قريبا ستحصد جموع المصريين حكم العسكر وسيطارد الجلاد وينقشع الظلام ليبدأ فجر جديد...
لن يمنع الشعب المصري مليار و300 الف دولار سنويا يقدمه الاميركان دعما للجيش المصري من ان يستعيد ارادته ووطنه، وهو الجيش العربي الوحيد الذي يتلقى دعما اميركيا سنويا!، ولم يدخل اي حرب منذ عام 1973.
وبسرعة خاطفة ينطلق لفض الاعتصامات السلمية لقتل شعبه الاعزل!، ولكن ما القوة التي ستتمكن في الارض من انتزاع القرآن من صدور المصريين... لقد ادرك المصريون وغيرهم لعبة المفاهيم الاعلامية، فالوقوف مع صناديق الاقتراع لا يعني دعم الارهاب كما يزعمون ويفترون، لقد ادرك الشعب المصري العظيم ان أميركا تريد مصر تابعة ذليلة ضعيفة حامية للأمن الاسرائيلي.
ان الدم المصري المسلم محرم وغالٍ علينا وكل ما نتمناه ان يعود الجيش المصري الى رشده ويحقن دماء شعبه ويعود الى ثكناته كما نتمنى ان يعود الامن والامان ليحل في ربوع المحروسة وتتطهر الارض المصرية من الخونة والمرتزقة الذين باعوا وطنهم وشعبهم بمتاع زائل رخيص.
***
رحم الله فقيد الكويت عبدالرحمن السميط فاتح افريقيا السوداء ربان سفينة العمل الخيري وحامل لواء الدعوة المحمدية هناك... رحل بعد ان ترك تراثا زاخرا من العاملين في المشاريع الخيرية وملايين من المسلمين الذين لن ينسوا جهوده المباركة...
ان الشيخ الداعية السميط ما كان ليكون لولا اهل الكويت الذين مدوه بأموالهم وجهودهم وأوقاتهم لتكون مشعلا للخير والعطاء...
اللهم تقبله وشهداء الاسلام في مصر وسورية والعراق وكل مكان ومكن لدينك ودعوة نبيك ولو كره الكافرون...