| د. مبارك الذروه |
عبارة غريبة مخيفة... فوضوني...لإقامة السلام العالمي!
يروى ان ترومان الرئيس الاميركي كان مولعا بالعزف على البيانو وعندما سئل عن ذلك قال حتى تنسيني نغماتها أنين المظلومين والمقتولين...
لكن لماذا هذا الهروب؟ وما الذي اقترفته يداك يا ترومان لتقول ذلك؟
محاولة النسيان والنكوص لن تجدي نفعا... فدماء الأبرياء لن تجف وصراخ الاطفال وصيحات الأمهات ستظل تطاردك حتى وانت في قبرك... وفي الآخرة جهنم وبئس المصير...!
في اول سبتمبر من عام 1945 قام ترومان باتخاذ قرار العنف والعدوان في القاء القنبلتين الذريتين اللتين دمرتا مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين ولتحرق الاخضر واليابس بما تحتويه من آلاف الدرجات الحرارية والاشعاعية الملتهبة التي حولت كل شيء الى رماد وليموت اكثر من مئتين وخمسين الفا من البشر المدنيين أطفال وأمهات وشيوخ ومنشآت ونبات وحيوانات وبيئة كلها تحولت الى ركام بسبب هذا اللعين الذي كان همه اثبات نجاحه العسكري بعد فشله السياسي والانتخابي وتبرير صرف اكثر من 2 مليار دولار على السلاح...
لم يسمع الرئيس الأميركي هاري ترومان لأصوات مستشاريه المعترضين ولم يسمع لصوت الانسانية ولم يفكر بمصير الناس الهالكين....
كان كل ما يحتاجه هو التفويض للقيام بذلك...!
وكأنه ينادي (فوضوني لأقيم السلام العالمي).
لقد كان هدفه الغبي تركيع اليابان وخضوعها لشروط السلام العالمي...! خصوصا خلو تلك المدينتين من اي معتقلات لجنوده الاميركان!! والغريب ان اليابان بالفعل استسلمت وانهارت بعد ضربها بالقنابل التقليدية وحصارها البحري وانسحاب جيش ستالين المليوني من سواحلها!
المحزن ان نتائج بحث استطلاعي لمؤسسة جالوب العلمية عام 1945 افادت ان 85 في المئة من الشعب الاميركي يرى صواب القرار التي اتخذه ترومان في إلقاء القنبلتين!
فهل كان الاميركيون مغيبين اعلاميا عن الاسباب الحقيقية لهذا الاستخدام؟ وهل كانت تلك الدراسات تتصف بالعلمية وبالحيادية؟
لقد كانت الحرب العالمية على اشدها وقد شكل الاعلام الاميركي المفبرك حينها عقل المواطن الاميركي وصاغ له صورا ذهنية عن اليابانيين مشوهة مثل تشبيههم بالصراصير وانه شعب عنصري ومتعصب لثقافته وقيمه ويجب ابادته..!
ان تبرير التدمير واستخدام القوة من قبل الاعلام العدواني الكاذب هو من يشوه الحقائق ويزور ارادة الجماهير ويلعب بنتائج الدراسات والبحوث!
لا تزال الشعوب مغيبة عن الحقيقة ولا يزال اعلامنا مدسوسا ومزورا لإرادة الامة، ويكفي فقط متابعة قنوات الكذب لما يحدث في مصر وسورية لندرك حجم الزيف الاعلامي وتشويه المشهد وتهيئة عقل المتلقي لما يريده الاعلام...
والنتيجة ان يخرج الناس بعد تنويمهم اعلاميا مطالبين بقتل الانسانية وتدمير المخالفين وابادة الحرية... وليفوضوا ترومان وامثاله في العالم لقتل الشعوب باسم السلام وباسم الحرب ضد الارهاب والعنف...
مات الرئيس الاميركي هاري ترومان 1972 الذي كان ضابطا في المدفعية برتبة نقيب والذي وصفه مؤرخون اميركيون بانه ضعيف التفكير والمعرفة عصابي يفتقد للديبلوماسية عدواني الطبع.. وقد ساهم بشكل كبير في دعم هجرة اليهود الى فلسطين...
مات واللعنات تطارده والى اليوم لم تعتذر اميركا للشعب الياباني وضحايا الحروب والعدوان وعادت اليابان وشعبها العظيم وهيروشيما وناكازاكي الى الحياة... والبناء من جديد...
maltherwa@yahoo.com