... وما همّ الكويت إذا اعـتــذر بـــوش


أهلا بالرئيس جورج بوش اذا اراد زيارتنا، فأبواب الكويت مفتوحة له ولغيره من الزعماء والمسؤولين وليس آخرهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
ولن تتوقف حياة الكويتيين او ينهار اقتصادهم او يضعف امنهم اذا أجّل الرئيس الاميركي زيارته او ألغاها لأسباب امنية كما يروّج الاميركيون.
الكويت، عمليا، اكثر أمنا من الولايات المتحدة نفسها، ولولا ذلك لما استطاعت تحمّل عبء مهمة ضخمة كتحرير العراق في وقت ناءت دول حليفة امنيا وسياسيا لاميركا، ولأسباب متعددة، بهذا الحمل خوفا من انعكاساته الداخلية.
وفي المقابل، ما كان لأمن الكويت وأمن المنطقة عموما، ان يتعرض لانتكاسات لولا السياسة الاميركية نفسها التي كالت بمكيالين وقاربت مسائل المنطقة بعينين مختلفتين متحملة مسؤولية اساسية في بقاء سيف الظلم الاسرائيلي مصلتاً على رقاب الفلسطينيين والعرب، بل متحملة مسؤولية جزئية في تقوية انظمة ديكتاتورية كنظام صدام حسين ما دامت مصالحها تقتضي ذلك.
وعندما نتحدث عن المسؤولية الاميركية فلا نعفي انفسنا من الحديث ايضا عن مسؤوليتنـا تجاه ظاهـرة التـطرف والمتـطرفيــن و «الافـغــان العــرب» و «الشيشانيون العرب» و «البوسنيون العرب» وتجاه العلاقة التي ربطت كل هؤلاء سابقا بأجهزة خارجية او «مصلحة» اميركية.
أن يأتي بوش فأهلا به.
ان يأتي لشكرنا على دورنا في تحرير العراق، فنحن لم نقم بهذا الدور إكراما له أو لأميركا بل إكراما لاخوتنا العراقيين.
ان يؤجل الزيارة لأسباب أمنية، فهذا امر يخصه وحده.
ان يلغيها، فلن تنكس الاعلام حدادا، ونظرة أمل واحدة من طفل عراقي تجاه ايادي الكويت البيضاء افضل من أي لقاء بروتوكولي حتى لو كان مع... سيد البيت الابيض.
رئيس التحرير