صباح التغيير والإصلاح

تصغير
تكبير
الوفاء الذي احتل غالبية أجزاء النطق السامي تجاه الأميرالراحل الشيخ جابر الأحمد، والأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، أمد الله في عمره، ليس غريباً على الأمير الشيخ صباح الأحمد، وتركيزه على دور الأمة في صنع القرار شعباً وبرلماناً وإعلاماً ليس بعيداً عن تجربته السياسية التي مارسها في ظل الإيمان الكامل بالديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان. في نطقه السامي أمس، عهد ووعد ، عهد بالسير على خطى الأولين والتمسك بالخصوصية الكويتية في الحكم والإدارة، ووعد لا لبس فيه بـ «التغيير والإصلاح» من أجل «دفع مسيرة البناء والتنمية إلى الأمام وتعزيز الإرادة الوطنية الواعية»، والعمل على دعم «مقومات النجاح والإبداع والتميز»، وتغليب «الصالح العام»، ونبذ «التحزب والأهواء الطائفية والقبلية والفئوية الضيقة»... كلمات وردت حرفياً في أول مخاطبة له للأمة بعد مبايعته، أرفقها بشرط لايمكن أن تستقيم المعادلة الجديدة من دونه، وهو التعاون بين السلطتين والمشاركة الكاملة لكل قطاعات الشعب الكويتي في صنع القرار عبر هيئاته التمثيلية ونخبه الفاعلة، معتبراً هذا التعاون «قدراً حتمياً». ومن عرف سمو الأمير الشيخ صباح واقترب من رؤيته يعرف أن «التغيير والإصلاح» كلمتان منفصلتان في اللغة لكنهما مندمجتان في فكره وفلسفته وسعيه الدائم للتطوير. فالتغيير سنة الحياة لكنه لا يعطي معنى الانتقال إلى الأفضل إذا لم يرتبط بالإصلاح، والإصلاح لا يستقيم إذا لم يكن وليد مشاركة أصحاب المصلحة الحقيقية فيه، والمشاركة لا تكتمل إلا بالتطوير المستمر للنظام السياسي والاجتماعي وتفعيل التجربة الديموقراطية وصيانة الحريات العامة، وتفعيل الديموقراطية لا يكتمل من دون استقرار وترسيخ دولة المؤسسات والقانون والتنمية والحداثة والنهضة الاقتصادية عبر التشريعات والخطوات الكفيلة تحويل الكويت مركزاً مالياً ومصرفياً واستثمارياً رئيسياً في المنطقة. ومن قرأ النطق السامي بدقة أمس أدرك أن الإنسان الكويتي كان وما زال وسيبقى الهاجس الرئيسي لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد. الإنسان هو جابر الأخ الراحل الذي «قلما جاد الزمان بمثله»، وهو سعد الوالد «البطل الذي زادته جراح الغزو قوة ومناعة (...) مالك القلب الكبير»، وهو المواطن «الوفي لوطنه ولرموزه الوطنية» وهو ممثل الأمة الذي «غلَّب المصلحة الوطنية العليا» وهو ابن الأسرة الحاكمة «الحريص على وحدة الصف» وهو الإعلامي «صاحب الدور البناء» وهو الكويتي ... الهدف الأول والأخير في أي مرسوم أو قانون أو مشروع أو قرار «لتبقى الكويت دائماً هي الرابح الأكبر». دخل الشيخ صباح إلى بيت الأمة أمس بموكب رئاسي وغادره بموكب أميري، لكن الموكب الأهم كان عاصفة التصفيق ودموع الفرح التي استقبلته وعشرات القبلات التي زرعت على رأسه ووجنتيه وكتفيه آيات المبايعة والمحبة والتقدير، وآلاف الورود التي تفتحت في حدائق الأمل بالتغيير والإصلاح. جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي