رئيس تحرير «البعث» رداً على افتتاحية بودي: «سورنة» الانتخابات الرئاسية لإنجاح «لبننتها»


دمشق ـ من جانبلات شكاي: اعتبر رئيس تحرير صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية مهدي دخل الله ان القصد من تكرار زيارات المسؤولين اللبنانيين لدمشق هو انجاح «اللبننة»، لأن «السورنة» انما «تعني تهيئة مناخ واجواء مناسبة» لتصبح «اللبننة» حقيقة، ولأن «المسؤولين اللبنانيين (...) ما عادوا يتفقون حتى على اتفه الأمور».
واكد دخل الله تعليقاً على افتتاحية رئيس التحرير جاسم بودي، التي نشرتها «الرأي العام» الثلاثاء الماضي تحت عنوان «رسالة الى الرئيس بشار الأسد» ان «القضية السورية الاساسية في لبنان هي تعميق الحوار الوطني، ومن ثم ليأتي أي كان رئيساً، موضحاً ان اعلان الرئيس أميل لحود «ترشيح» نفسه مجدداً لم يكن بضوء اخضر من سورية لأن لحود «ليس لعبة بيد احد» و«اذا كان هناك منح لمثل هذا الضوء فإن جميع المرشحين اخذوا الضوء الأخضر».
ولم تعلق الصحف السورية الرسمية حينها على المقال الافتتاحي لـ «الرأي العام»، كما لم تنشر منه اي فقرات، غير ان بعض المواقع الالكترونية المختصة بالشأن السوري نشرت الافتتاحية كاملة ومنها موقع «شام برس» الذي يعرض عدد المتصفحين لكل مادة منشورة فيه، وقد قرأ افتتاحية «الرأي العام» المنشورة حتى اليوم على الموقع اكثر من 1100 متصفح مسجلة بذلك رقماً قياسياً مقارنة بحالات التصفح للمواضيع الاخرى والتي غالباً ما لا تزيد على 500 متصفح.
وقال دخل الله لـ «الرأي العام» ان «الافتتاحية لاقت صدى جيداً في دمشق، ورئيس التحرير جاسم بودي وجه مدائح الى سورية اكثر مما نقوم به نحن رؤساء تحرير الصحف المحلية، ولكنه ركز على فكرة اساسية الا وهي: «لماذا يأتي المسؤولون اللبنانيون الى دمشق رغم ان الرئيس الأسد في لقائه مع «الرأي العام» وعد «باللبننة؟».
واضاف: «حقيقة انهم يأتون الى دمشق حتى يضغط الرئيس الأسد عليهم لتنجح اللبننة، والسورنة التي تحدث عنها بودي، تهدف اساساً الى انجاح اللبننة، وبالتالي أنا لا ارى في السورنة اي عكس للبننة، وانما تعني تهيئة المناخ والاجواء لتصبح اللبننة حقيقة، على اعتبار ان المسؤولين اللبنانيين، وكما بات واضحاً، يبدو انهم ما عادوا يتفقون حتى على اتفه الأمور».
وعن الأسباب التي تدفع بعض الجهات اللبنانية الى الايحاء بأن الاستحقاق الرئاسي ربما يأتي برئيس لا يتفق والخط السوري وبالتالي فإن بقاء الرئيس لحود هو الضمان ضد ذلك، مستبعدين امكان ان يأتي الاستحقاق برئيس افضل من الرئيس لحود، قال دخل الله: ان «اللبنانيين اساساً مازالوا مرتبكين من الموقف السوري، وهم يدعون ان سورية لم تخرج اوراقها بعد ومازالت صامتة ولن تتحدث الا في اللحظة الاخيرة لكن سورية في الواقع قالت واكدت ان الاستحقاق الرئاسي هو موضوع لبناني، وربما تتدخل سورية عندما ترى ان ثمة تجاوزاً لخط أحمر معين، ولا فرق بين كل المرشحين طالما ان الرئيس المقبل لن يكون عاملاً ليخلق مشاكل جديدة للبنانيين، وبالتالي فإن النهج والسياسة هما المهمان لا الشخص، وسورية صامتة لأن لا فرق لديها بين الجميع، اما اللبنانيون فيتخذون سورية وسيلة لحروبهم الداخلية».
وعن رده على اعتبار البعض ان اعلان الرئيس لحود ترشيح نفسه مجدداً كان بعد حصوله على ضوء اخضر من سورية، قال: «وهل تعتقد ان الاخرين الذين رشحوا انفسهم لم يأخذوا هذا الضوء؟ اذا كان هناك منح لمثل هذا الضوء، فإن الجميع اخذوا الضوء الاخضر، ولكن يجب الا نعتقد ان الرئيس لحود هو لعبة بيد احد، وهو اذا كان يريد ان يرشح نفسه، يعرف تماماً ما هي المحرمات بالنسبة الى سورية، ثم اذا رشح نفسه او لم يرشح، فاعتقد ان ذلك ليس بالشيء المهم بالنسبة لسورية».
وأضاف: «المشكلة ان اللبنانيين يفهمون الأمر كذلك، أي اذا رشح أحد نفسه فإن ذلك يعني انه أخذ الضوء الاخضر من سورية».
واذا كان يعتقد ان الكلام اللبناني السابق والصمت السوري تجاهه يحمل سورية مواقف لا علاقة لها بها، قال «هذا صحيح ولكن السؤال هنا لماذا لم يقل احد ان سورية هي التي نصحت (رئيس الوزراء رفيق) الحريري بالتوجه الى البطريرك صفير، وايضاً كان (رئيس مجلس النواب نبيه) بري عند صفير، فلماذا لم يقولوا ذلك، واذا لم تقل سورية لهم ذلك فكيف لهم ان يخالفوا امرها ويذهبوا الى البطريرك؟ ان مثل هذا الكلام هو نوع من المهزلة، لأن الاهتمامات السورية في لبنان هي أكبر من الاستحقاق الرئاسي والحروب الكلامية المندلعة الآن».
واضاف: «يجب التأكيد ان القضية السورية الاساسية في لبنان هي تعميق الحوار الوطني، ومن ثم ليأت اي كان رئيساً، وهذه العملية لن تكون ناجحة اذا فشل الحوار، وبالتالي فإن سورية تهيئ المناخ وتدفع الفرقاء اللبنانيين كلهم من أجل تعزيز الحوار ومن اجل ما وصفه الزميل بودي باللبننة، وما يسمى السورنة هو في الواقع تحقيق للبننة حتى لا يتصادم الشباب هناك».