العم حمود النصف شمس تغرب... سيرة تُشرق

تصغير
تكبير
كتب جاسم بودي: ما ذُكرت الديموقراطية في الكويت إلا وكان اسمه في صلبها، وما ذكرت الوحدة الوطنية إلا وكان حضوره في أساسها، وما ذكر العمل الشعبي إلا وكانت عباءته احدى ركائزه. العم حمود يوسف النصف، شمس كبيرة غربت أمس تاركة سيرة عطرة لرجل يشبه الكويت، يشبهها في طيبته وعفويته وتصدره العمل العام واندفاعه الدائم لترسيخ المؤسسات وبناء دولة القانون، يشبهها في ايمانه بالتعددية والديموقراطية فعلاً لا قولاً، في الصورة العصرية لمجتمع أراده الأولون - ومنهم الراحل - نموذجاً حضارياً في المنطقة. كبير عائلة النصف وعميدها، صاحب الأيادي البيضاء... من لا يعرفه في «شرق» ومن لايلتقيه في «فريج النصف»، كانت ابتسامته جواز معرفته، ورقيّه تأشيرة دخول الى قلوب الآخرين، ووجوده في أي عمل يتعلق بالشأن العام ضمانة للعمل ونزاهته ونجاحه. منذ الاستقلال شارك في لجنة الجنسية رئيساً لها في شرق، وأصبح عضواً في المجلس البلدي، ثم عضواً في مجلس الأمة عام 1963، ووزيراً للأشغال منذ 1971 وحتى عام 1980، ونائباً أول لرئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت من 1983 الى العام الماضي... وفي كل هذه المناصب كان المنصب الشعبي الأحب اليه، اذ تولى عضوية اللجنة الشعبية لجمع التبرعات من 1981 وحتى رحيله. العم، كبير عائلة النصف وعميدها، صدمه غزو «الشقيق» الذي طالما مدت إليه الكويت يد العون، لكنه لم يكفر بعروبته وانتمائه، بل زاده الغزو إيماناً بضرورة تصحيح الفهم الخاطئ للعمل الوطني والقومي، وترجم هذا الإيمان حضوراً كبيراً، في اجتماع جدة الذي أعقب الغزو، ساعد على انجاحه. رحم الله حمود النصف وأسكنه فسيح جناته، والعزاء للكويت أن تتعمم تجربة أبنائها المخلصين لتبقى سيرة «العم» في قلب الصورة... صورة الديرة العادلة العصرية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي