عرين الأوائل العاصف بالإشراق

تصغير
تكبير
أن تكتب عن العم عبد العزيز الصقر، يعني ان تكتب عن كويت الاصالة والحداثة والنهضة والرقي والتقدم، عن الاوائل الذين خلا عرينهم امس الا من صمت المهابة وسكون الحسرة الحارقة على غياب كبير. كان من اوائل الداعمين للقضايا العربية الحقة، واوائل الداعين الى دور كويتي قومي بناء، واوائل الجامعين بين السياسة والاقتصاد، فكان سياسيا بامتياز وتاجرا بتميز، واوائل العاملين من اجل دستور متقدم ومن اجل دور ديموقراطي تنويري في المنطقة. كان اول رئيس لمجلس الامة قائدا ديموقراطيا حقيقيا، وأول رئيس لغرفة تجارة، كون شخصيتها من شخصيته، فصارت صرحا اقتصاديا دوليا وصرحا سياسيا واجتماعيا كويتيا، وأول رئيس للهلال الاحمر مقتحما العمل الانساني من اوسع ابوابه، وأول رئيس للجنة الشعبية لجمع التبرعات مترجما ايمانه بالقضايا العربية فعلا ميدانيا، وأول رئيس لشركة ناقلات النفط مؤسسا ومبرمجا ومنظما لآليات ادارة الثروة، ومن اوائل الوزراء الشعبيين الذين تركوا اثرا كبيرا في العمل الحكومي وحفظوا الكويت بصيغة المشاركة مجددين العهد والعقد... وهذا العرين، عرين الاوائل، عرين الصقر، يحمل من المعاني اكثر مما يحتمل خصوصا لمن رافق مسيرة الراحل وواكب عمله وكان شاهدا على إيثاره المصلحة العامة على الخاصة في كل الميادين. ولد العم عبد العزيز الصقر وولدت معه معاني الوطنية والتضحية والكرم والاعتدال والنجاح والقيم والديموقراطية والحس القومي، وكبر وكبرت معه هذه المعاني من يفاعته وحتى أيامه الاخيرة، حين اصبح ملجأ لكل طالب نصيحة، ومدرسة في الحكمة. واذا كانت المجلدات لا تفي مآثر الغائب الحاضر حقه فإن اسمه المحفور في قلوب الكويتيين، جميع الكويتيين، والعرب، جميع العرب، هو الذكرى الطيبة المتجددة التي لا تفارق العقل والوجدان. رحمة الله عليك يا أبا حمد... حق للعين ان تدمع وللقلب ان يحزن، فالكثير الذي تركته يزيد صورة الكويت إشراقا، وحسبك أنك اغمضت عينيك على هذا الإشراق. جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي