الاستجواب حق إنما... الكويت أولاً

تصغير
تكبير
يوم آخر واستجواب آخر، اسئلة جديدة ووزير جديد مرشح للوقوف على المنصة، مساءلة تعتبر من صلب عمل النواب ورد من صلب حقوق الوزير... وبين الحق الدائم لممثلي الأمة وحق الأمة نفسها لا بد من كلمة. الدستور الكويتي مظلة الجميع، والنظام الديموقراطي ظل للكويت ترادف مع وجودها نفسها فلولا هذا النظام لكانت الكويت بلدا آخر من دون الحاجة الى شرح مستفيض. وللديموقراطية الكويتية حسناتها الكثيرة ولتطبيقاتها سيئات ايضا، لكن العاصم والضامن والحامي دائما هو النيات المخلصة المعقودة على الرغبة الدائمة في تعزيز الاستقرار الداخلي والبناء، تاليا، على هذا الاستقرار من اجل التطوير والتغيير نحو مناعة اكبر للامة ومستقبل افضل لأجيالنا. ولولا التوافق التاريخي على النظام الديموقراطي من كل فئات المجتمع الكويتي لما استمرت الكويت ككيان وتطورت كمجتمع خصوصا ان ما تعرضنا له من تحديات وصل حد الكارثة قبل 14 عاما، يوم اختفت الكويت جغرافيا لكنها تمددت تاريخيا على مساحة العالم بقلوب ابنائها وارادتهم والتفافهم حول قيادتهم. لا داعي، اذا، للاستمرار في استحضار التجارب لكن الدواعي لاستخلاص العبر شأن لا بد من التوقف عنده دائما وأبدا، ومن أهم هذه العبر الصواب في التقدير والحكمة في التقرير. اليوم استجواب جديد لوزير الاعلام، ونحن في السلطة الرابعة منحازون الى حق الرقابة وتفعيل الادوات الدستورية، فهذا جزء من دورنا ورسالتنا، لكننا في الوقت نفسه نعتبر، متفقين في ذلك مع النواب الافاضل الذين قدموا الاستجواب، ان الوحدة المجتمعية خط احمر وان الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في منزلة المقدسات. للنواب كل الحق في الاستجواب والمساءلة فهذا هو جوهر عملية الرقابة، خصوصا ان الوزير، اي وزير، هو بشر وليس ملاكا فمن يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ، ونملك اليقين بأن المستجوبين بما نعرف عنهم من حصافة وتقدير وحسن السيرة والتصرف ينطلقون من منطلقات وطنية عامة ومن غيرة على المجتمع وثوابته، كما يعرف الجميع وزير الاعلام ودوره التاريخي في نصرة قضية الكويت في اهم المحافل الدولية وماضيه الاداري النظيف وحسه الوطني الكبير وايمانه بالنظام الديموقراطي الذي ارتضى ان يتسلم مسؤوليات ادارية وسياسية فيه مدركا تمام الادراك انه سيكون تحت سقف هذا النظام بحلوه ومره... هذا هو الاطار الوحيد الذي يجب ان يحكم الاستجواب الحالي، ولا نريد، ولا يريد أحد، أن ينمو على جنباته نبت طائفي خبيث مقيت يروج له فاسدون مفسدون وقد ينجرف في تياره طيبون ومخلصون. آخر ما تحتاج اليه الكويت الآن وفي كل آن هو الخطاب الطائفي، وآخر ما نريد ان نراه هو التحريض المذهبي، وآخر ما نريد ان نسمعه هو الكلام الذي ينقل مساءلة سياسية مما يفترض انه اخطاء ادارية وتنظيمية الى مبارزة تخلق اصطفافا طائفيا يحتشد الناس خلفه بناء على انتمائهم ومعتقداتهم فيغيب العقل وتحضر الغريزة. نعيد ونكرر، لا يختلف اثنان على نيات المستجوبين الصادقة وحقوقهم التي كفلها الدستور وواجباتهم في ظل النظام الديموقراطي، ولا على وقوف الوزير على المنصة مفندا ومواجها، لكن المصطادين في الماء العكر كثر والظروف المشجعة على اذكاء الفعل الغريزي تتراكم من كل حدب وصوب يغذيها إجرام إرهابي فقد كل احساس ديني وانساني يضرب شمالا وجنوبا هدفه الفتنة الكبرى وتمزيق المجتمعات. لا نقول للنواب اسحبوا استجوابكم فنحن معهم في معركة الرقابة، نقول لهم انتبهوا لان الامانة اصبح حملها اكثر ثقلا من ذي قبل، فالشرارة اذا انطلقت تجرف الجميع، العاقل والجاهل، الصادق والمتآمر، أصحاب النيات الطيبة وأصحاب النفوس الخبيثة. ولا نقول للحكومة وعلى رأسها سمو الشيخ صباح الاحمد ما عليها ان تفعل، فهو الحليم الحكيم، والوصي على تطبيق الدستور، والأمين لوحدة الكويت واستقرارها وثوابتها ومكتسباتها. الاعتصام بحبل الله وبوحدة الموقف وبكرامة الكويت والكويتيين هو ما نتوقعه من الجميع ... ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء. جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي