... سلمت للمجد


كأنّ الكويت كلها على كتفيه...
مرسومة في عينيه، محبوسة في دمعه، محفورة في قلبه، مزروعة في نبضه...
وكأنّه، وهو الطود الشامخ، يستقبل الألم تلو الألم بابتسامته الأبوية وشموخه العظيم وإبائه الكبير.
وهو الكبير الكبير، الذي هيأه القدر لقيادة سفينة الكويت في أحلك الظروف، فالرجال قامات، وقامة جابر الأحمد من قامة وطنه وأمته.
يوم عصفت النار الاقليمية في المنطقة، كانت حكمته سداً منيعاً جنّب الكويت والخليج لهيبها.
ويوم امتدت إليه يد الغدر والإرهاب كان إيمانه درعاً صلباً، فحماه الله وحمى الكويت.
ويوم امتد إلى الكويت غدر الشقيق وإرهابه، فرد عباءته وطناً على امتداد العالم، وكان الصامد الصابر الصامت الذي أعاد، بالإيمان والفعل والإرادة، بلده إلى خريطة العالم.
ومن ينسى، كيف اختصر جابر الكويت مأساة وطنه ومواطنيه، بدمعة واحدة من أعلى منبر دولي فجرت صمت كثيرين، وكشفت تخاذل كثيرين، وأعادت للضمير العالمي وعيه.
ويوم تحررت البلاد، كانت الفرحة وكان الألم. فرحة باستعادة الأرض، وألم على ما حلّ بها من خراب ودمار، وهو الألم الذي نجح في مداواته بالعمل المتواصل وحشد طاقات الجميع والوحدة الوطنية والاستعداد التام لمواجهة الأخطار الخارجية.
أما الألم المستمر فهو حزنه الدائم على أبنائه الأسرى في سجون العراق، وهم الحاضرون في وجدانه مع كل إشراقة شمس.
اليوم تعرّض أمير البلاد لانتكاسة صحية، وغادرنا لمتابعة العلاج في الخارج، ترافقه العناية الإلهية وصلوات الكويتيين والعرب والمسلمين بأن يعود سالماً معافى ليكمل مسيرة الخير والحكمة والبناء والتطور والديموقراطية.
الكويت كلها معه، مع القائد الوالد الذي استقبل الألم تلو الألم بابتسامة وإيمان وجبين عال ورؤية واسعة.
جابر الأحمد
رئيس التحرير