صـبـاح بـلا سـلـوى

تصغير
تكبير
ثمة أشياء تحني ظهر صباح الأحمد. ثمة أشياء لا يملك معها إلا التأثر والتحسر... حسبه الله ونعم الوكيل. منذ فترة طويلة، وأبوناصر يعيش المعادلة الصعبة... عين على الكويت وأهلها ساهرة وقلب على فلذة كبده يحترق. يغالب الدمع خوفا من رفة جفن تسمح باستسلام كلي للمشاعر، ويواسي القلب حتى الرمق الأخير. هي ابنته وحبيبته وشقيقته وصديقته ومهجة القلب ونور العين. هي السلوى في صباحاته، وعباءة العاطفة التي حمته من قساوة السياسة ومخاطرها وتفاصيلها. وهي السلوى في مساءاته، وميناء الراحة بعد عناءات النهار الكبيرة. يرسو في ابتسامتها وحنوّها، ويخلع مع أحفاده بشت التعب. كم تمنى لو بقي ممسكا بيدها في أيامها العصيبة، لو يمسح رأسها كلما اشتد الألم، لو كفكف دمعة الغربة والوحشة، لكنها المعادلة الصعبة مجددًا وفارس الديرة لا يستطيع الترّجل. كبيرًا كنت وستبقى، في صبرك ومعاناتك، في إيمانك بالقضاء والقدر، في تقدمك صفوف المسؤولية متجاوزًا الاعتبارات الكبيرة، وكم نتخيلك بعد نهار طويل، تخلد إلى ركن قصي في المنزل تحاور الصمت وتسأل الله أن يمّن على أهل الدار بالشفاء. كبيرًا كنت وستبقى، وفيًا لأهل بيتك، مخلصًا للكويت، وسيبقى الكويتيون أهل بيتك في حزنك ومصابك، في شوقك ولهفتك على الأحبة الغائبين. حق للعين أن تدمع، وحق للقلب أن يتعب، وحق لمن سكنت أهداب أبوناصر أن يخلدها حزنه. ثمة أشياء تحني ظهر صباح الأحمد لكنها تُبقي رأسه مرفوعًا. أسكن الله سلوى فسيح جناته وألهمه السلوان. رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي