لماذا نحب جابر الأحمد ؟


بالعز والرمز ملأ المكان والزمان، فانطلقت الكويت من كلمة على لسانه إلى حضور راسخ في وجدان الأمة، وهو حارس مجلسها وباني نهضتها والمدافع الأكبر عن دورها ووجودها وتجربتها الديموقراطية.
من مجلس الأمة، شمخت أمس لحظات عزّ في عباءة رمز. هــــنـــا المــكــــان، قبلة التـطور السياسي الخليجي يوم كان الباحثون عن موقع متقدم لهم في هذا العالم يتطلعون إليه منارة وهاديا. وهنا الزمان، يوم انكفأت المسؤولية لتتقدم المزايدات والمصالح الخاصة الحزبية والشخصية والقبلية والعشائرية والطائفية، فكانت الكلمة التي ارتجلها القـلب: «الكويت مقدسة عــــندنا» وطريقها واضحة هدفها صيانة الوطن وتقـــدم شعـــبــه، وهي القيمة التي «لا قيـــمة لأي كان» من دونها مهما «دفعنا من ثمن وجهد (...) والغـالي والنفيس».
الحاضر في كل وجدان أعاد تذكيرنا بمسؤولياتنا، وبعقد الشراكة بين الحاكم والمحكوم، فالجميع يتساوى في عين الوطن «والكويت تهمكم كما تهمني وتهم كل واحد منا» و«على كل واحد منا العمل بكل ما يستطيع للحفاظ عليها».
وعندما تحضر الكويت تغيب الخطابات المعلبة المنتقاة بعناية، وتتقدم الأحاسيس والمشاعر في قوالب الكلام وكم كانت راقية ومعبّرة عبارته «وجدت أنني مهما تكلمت ومهما قلت فإحساسي وشعوري كإحساسكم وشـعوركم للكويت» متمنياً أن تكون مصلحة الوطن وعزته «دائماً تحت أنظاركم».
أمير الكويت في نطقه السامي يفرد ثوب الإمارة على الجميع، يوزعه على المشاعر والأحاسيس، يعرف أن البلد الصغير كبير بتطلعاته ودوره ورسالته، وغني بسعادته وآمال أجياله. وكعادة الوالد القائد في كل منعطف، يرتجل ولا يترجل، يتوجه مباشرة إلى القضية الأساس ولا يتوقف عند التفاصيل والهوامش، يشرك الجميع في القرار ولا يعتبر المسؤولية حكراً على أحد.
الحاضر في كل وجدان...
نحبه لأنه حكيمنا قبل أن يكون حاكمنا.
ولأنه والدنا قبل أن يكون قائدنا.
جاسم بودي