الديبلوماسية الكويتية


من مصادر القوة في الكويت ديبلوماسيتها التي بنيت على تراكم خبرات في أصعب الظروف وأكثرها اختلافاً.
فالكويت، تميز بين الاجتماع والحوار المفيد والواقعية السياسية والقراءة الدقيقة للتطورات من جهة، وبين التظاهرة والتباري بالشعارات والتخدير السياسي والقراءات الخاطئة للتطورات من جهة أخرى.
والكويت دائماً مع الاجماع، بل في صلبه، فهو أيضاً من مصادر قوتها خصوصاً إذا بني على أسس موضوعية تحقق أهداف الشعوب العربية في التنمية والتقدم والحريات والسيادة والاستقلال.
فالاجتماع في غايته الأساسية المزيد من التلاقي والتضامن والخروج بمواقف منسّقة متقاربة، والاجماع في غايته الأساسية انسجامه مع الإفادة التي يعوّل عليها العرب لتطوير أوضاعهم نحو الأفضل.
وسواء حققت الاجتماعات غايتها التضامنية أم لا، وسواء غاب الاجماع أو التأم على ضعف تقدير أو «طيرته» مشاريع أصحاب «الرؤوس الحامية»، فإن بعراقتها وخبرتها وحسن تقديرها لن تحيد عن مبدأي الاجتماع والإجماع، وسيبقى موقفها راسخاً في وجدان الأمة وضميرها مهما كبرت «التظاهرة» وتقدم «الشعار».
الكويت بلد صغير بمساحته كبير بدوره، بلد عصي على القسمة والطرح والاختزال، قدره الوفاء في كل الظروف، والثبات في كل الظروف... فالتظاهرات إلى انحسار والشعارات إلى اندثار.
مدرسة تشبه راعيها.
جاسم بودي