بــشّار... والبـشارة

تصغير
تكبير
البشارات غالباً ما تكون نتيجة جهد صامت ومساعٍ حقيقية بعيدة من الأضواء. وصنّاع السياسة لا يأبهون للتفسيرات الظرفية لهذه الخطوة أو تلك بقدر ما يفكرون في الثبات على المبادئ وصولاً إلى الهدف المنشود. والأهداف لا تتحقق بردود الفعل والارتجال وتأرجح المواقف حسب تغيّر المواقع، وإنما برؤية صادقة نابعة من الحرص على مصلحة الناس والمؤسسات وخوض التحديات - مهما كان حجمها - للوصول إلى مستقبل أفضل محصّن بالأمن والأمان ومكلّل بالتطور الإنساني في مختلف المجالات. هذه الصفات، شكّلت عناوين حكم الرئيس بشـــار الأســـد. فـ«البشارات» السياسية هدفه من دون التراجع عن الثوابت والمبادئ، ومن دون التهاون في موضوع السلم والاستقرار. وبين السعي إلى «البشارات» واستمرار الصمود، جهد مستمر لتطوير سورية تشريعياً وسياسياً وإنسانياً وعلمياً واقتصادياً. في كل هذه العناوين، كان الهم العربي حاضراً. كيف لا، والرئيس السوري ابن بيت لم ير غير العروبة جسداً يخفق قلبه من دمشق. وفي كل هذه العناوين، كان الهم الكويتي حاضراً. كيف لا، والموقف التاريخي للرئيس الراحل حافظ الأسد العام 1990 محفور في ذاكرة الكويتيين ووجدانهم. كيف لا، والمواقف المؤيدة لحق الكويت في السيادة والاستقلال واستعادة أبنائها الأسرى واسترجاع ممتلكاتها المنهوبة... استأثرت بفصل مهم من كتاب الرئيس بشار الذي قرأ فيه في القمم العربية ووسائل الإعلام واللقاءات مع زعماء عرب وأجانب. اليوم، يفتح الرئيس السوري أملاً جديداً للشعب العراقي بالاقتراب من آلامه وهمومه والسعي إلى تخفيفها بعدما عانى ما عاناه من ظلم قيادته وما جرّته عليه من ويلات. ... ويفتح الرئيس السوري أيضاً أملاً جديداً للكويتيين بأن قضاياهم العادلة حاضرة في أي تحرك يقوم به لمساعدة الشعب العراقي وجمع الصف العربي. فسورية التي غلّبت المبادئ على المصالح دائماً، لن تفوتها الاستفادة من أي فرصة تقاربية لطرح ما تراه جزءاً من دورها ورسالتها. الانفتاح على العراقيين ورفع الحصار عنهم، وفك أسرهم من السجن الذي وضعهم فيه نظامهم، وتشريع نوافذ منازلهم لشمس القيم الحرة والمؤسسات المسؤولة... هدف كويتي مثلما هو هدف سوري مثلما هو هدف أي عربي مخلص، بل لا مصلحة لأي طرف عربي، أكثر من الكويتيين والسوريين، في رؤية عراق حر معافى. فهم الجيران الذين حكمت عليهم الجغرافيا والتاريخ والعلاقات أن يكونوا في هذا الموقع. وبما أن الهموم مشتركة والأهداف كذلك، نتطلع إلى «بشارة» سياسية وإنسانية جديدة من بشار حافظ الأسد، تحمل خبراً سعيداً لأهالي الأسرى القابعين من دون وجه حق في سجون العراق، وتقدم دعماً متجدداً - استناداً إلى المعطيات الجديدة - لقضايانا العادلة. ونتمنى على الرئيس السوري تكثيف «الأثير العاقل» من دمشق إلى بغداد، حتى يسمع من يجب أن يسمع، ويرى من يجب أن يرى، أن علاقات الأخوة والجوار والمصالح المشتركة تختلف عما هو موجود في قاموسه. قلب العروبة لن يبخل على أهالي الأسرى... بخفقة. رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي