«الراي رايك»

تصغير
تكبير
أصعب أنواع الكتابة أن تكتب عن نفسك في الوقت الذي تكتب فيه موضوعا يهم غيرك ... أن تشرك الجميع في فرحتك بمولود ينضم الى شقيقته بعد مسيرة أنضجت التجربة وصقلتها ومهدت لولادة طبيعية رغم قساوة البيئة التي سيترعرع فيها ويتعامل مع أحداثها. قبل تسع سنوات تقريبا، وقفت مع نفسي ومع مجموعة صغيرة جدا قريبة مني وقررت التوجه نحو حقل الصناعة الاعلامية، ثم وقفت مع العمال أوجه وأتأمل وأراقب كيفية تحول مبنى صامت الى صرح ناطق، ثم وقفت مع فريق العمل ندرس ونتباحث ونناقش الشكل الأمثل لولادة «الرأي العام»، ثم وقفت مع القارئ الكريم أسمع وأستمتع وأستفيد وأطور... واكتشفت كم هي رحبة ساحة الحدث، وكم هي كبيرة مساحة التواصل بين الصحيفة ومن يتصفحها، ووجدت نفسي أقع في حب المهنة وإغراءاتها الى درجة أصبحت معها ناسكا في محرابها ومحاربا في بلاط صاحبة الجلالة. وبعد تسع سنوات، وقفت مع نفسي ومع مجموعة أكبر قريبة مني وقررت التوجه الى الاعلام المرئي بعد المكتوب، ثم وقفت مع العمال أوجه وأتأمل وأراقب كيفية تحول مبنى صامت الى زائر دائم لكل منزل وضيف مستمر لكل عين، ثم وقفت مع فريق العمل ندرس ونتباحث ونناقش الشكل الأمثل لولادة تلفزيون «الراي»، وبالتأكيد ستكون الوقفة الاهم مع المشاهد الكريم لأسمع وأستمتع وأستفيد وأطور... واكتشفت من خلال البث التجريبي كم هي شاسعة لحظة الضوء، وكم هو رائع البحث «المسؤول» عن الحقيقة، وكم هو ممتع ان تقدم منبرا يزرع الابتسامة على ثغر الصغير والكبير ويفتح أمام الجميع آفاقا لا متناهية من المعلومات والتسلية والدراما و«الاخبار وأخواتها» والفن الراقي بمختلف أشكاله. شعار اخترته للتلفزيون لانه يشبه الكويت، البلد الذي أنعم الله عليه بثروة الحرية والديموقراطية والتعددية واحترام حقوق الانسان، والبلد الذي ترجم مسؤولوه هذه النعمة عملا ملموسا من خلال السماح بتعدد الرأي في كل مناحي الحياة، لا في المنحى الاعلامي فحسب. و شعار اخترته للتلفزيون لأنه صار ملكا للمشاهد منذ اللحظة الاولى لظهوره عبر الاثير، ولانه سيكون - بإذن الله - مرآة تعكس آماله وآلامه وطموحاته ومطالبه ورؤاه. ويسألونك عن «الراي»، قل هو انما تلفزيون عربي بنكهة خليجية مميزة، تلفزيون يرفع كشقيقته «الرأي العام» شعار «الرأي لصاحبه والخبر للقارئ - المشاهد»، تلفزيون يعرف كيف يجمع بين المعرفة والفرح والمرح والتسلية، كيف يدخل عالم الصغار باتزان وعالم الكبار بتوازن، كيف ينقل الحدث بتجرد ويعالجه بموضوعية، كيف يفتح نافذة حوار هادف بعيدا من الاثارة والصخب. ... باختصار، هو سفر يومي لكل مشاهد بين فنون متنوعة ودراما راقية وكوميديا متجددة وحقول تسلية مختلفة وأخبار واحداث متنقلة، هو رحلة على مدار الساعة نأمل ان ترضي كل الاذواق وتستقطب كل فرد في العائلة، وهو منبر كويتي خليجي عربي يستلهم من كويت التاريخ منارة ، ومن دورها طريقا، ومن طبيعتها التعددية رسالة الى العالم: نحن هنا، رواد تحرر وتقدم وانفتاح وتعايش، لا نعطي دروسا لأحد بل نعيش تجربتنا، ولا نرضى بأن يفرض أحد علينا دروسه. كل عام وأنتم بخير لمناسبة حلول رمضان، أردنا لوليدنا «المرئي» ولادة مباركة في مستهل هذا الشهر الكريم، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات. جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي