... ما غادر حتى يعود


من يعكس حضوره صورة ديرته وصوتها صعب أن ترتحل قامته.
ومن نستقبله في صباحاتنا ومساءاتنا ، ونحمله في قلوبنا، ونذكره في صلاتنا وأدعيتنا ، صعب أن تكون المسافات بيننا وبينه كبيرة... مهما بعدت .
الشيخ «العود» لم يغادر حتى يعود، كانت «إجازته الصحية» سفرا جديداً إلى الكويت ، قيادة وانتماء وهوية ورسالة.
كان الشوق إليه اختباراً جديداً للعهد القديم في العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، فنجح الاختبار وتجدد العهد.
الوالد القائد والحاكم الحكيم، اقترب من الجميع بالمبادئ والمثل، وبقي على مسافة واحدة مع الجميع بالخبرة والنصيحة ، فيصله الكويت في كل قول وفعل وغايته الكويت في كل قرار وعمل .
الشيخ «العود» لم يغادر حتى يعود.
عندما دخل خريطة الحكم، غيّر تضاريسها فأصبحت القلوب حدوداً، وعلاقات الحاكم بالمحكوم سدوداً، وشمخت وحدتنا الوطنية عصية على الانكسار قديرة على الانتصار، تظللها عباءة بو مبارك وتحصّنها كلماته الداعية الى التآلف والتلاقي ونبذ الفرقة والخلاف.
الكويت كلها في استقبالك يا والدنا القدير، فحضورك جزء من وحدتنا، وعزتك من عزتنا، وقوتك من قوتنا، ومن ينسى يوم حملت الوطن في صدرك عندما حاولوا إلغاءه، وجاورته دقات قلبك، وعدت به سالما غانما مرفوع الرأس ناصع الجبين... ودمت بيننا سالما غانما مرفوع الرأس ناصع الجبين.
جابر الأحمد، مرة أخرى، سلمت للمجد
رئيس التحرير