قلب العروبة لم ينبض أمس


كأنه كان على موعد مع القدر عندما أكد للرئيس بيل كلينتون في آخر قمة جمعتهما ان الأرض لا تنسى، والتاريخ لا يرحم، وأنه يفضل الموت على التفريط بشبر من تراب سورية.,,, ومات الرئيس الأسد ويده لم تصافح إسرائيلياً أو توقع اتفاقاً مذلاً.أسد العرب غابت شمسه كما بدأت, التزم ثوابت وطنه وعروبته حتى الرمق الأخير, قلبه على أمته وعينه على مستقبل واعد تحت مظلة العزة والكرامة.كم تألم لخسارة الأرض، لكنه اعتبر أن الهزيمة هي في الإنسان المهزوم، لذلك عمل على تكوين كل المقومات اللازمة لمواجهة إسرائيل استراتيجياً وبناء إنسان حرّ صامد يورث ابناءه شعلة المقاومة لا الخضوع.حارب على كل الجبهات بالعزيمة نفسها, قبل الحركة التصحيحية وبعدها، في الداخل والخارج عربياً ودوليا,,, كان ذلك الفارس الذي يستحيل ان يترجّل ان لم يكن مقتنعا بأن النتائج ستكون إيجابية، وكان صلباً في مواقفه، لا ينحني ولا يتراجع.ورث دولة أسيرة انقلابات، وأورث الجيل السوري الجديد دولة موحدة مستقرة أصبحت الرقم الصعب في المعادلة الاقليمية.، وحكيم العرب رحل في وهج حكمته، حق للعين أن تدمع في كل مكان، وخصوصاً في الكويت التي لن تنسى موقفه المتضامن عندما تعرضت لغزو بربري من جار الشمال.إلى جنة الخلد يا حافــــظ الأســــد، وإلى جوار الفقيد باسل وكل شهداء الأمة، فاللقاء لم يطل، وعهد سورية ببشار ان يكمل مسيرة الأمل.
رئيس التحرير