يوم لم ينته يوم لن ينتهي

تصغير
تكبير
بعد عام على تفجيرات 11 سبتمبر تبدو أيام العام كلها 11 سبتمبر، فهو لم ينته ويبدو أنه لن ينتهي قريباً. عام مضى، تخللته عملية عسكرية كبيرة، وغارات متلاحقة على الأرصدة والأموال، وغزو اتهامي يومي للعشرات، واعتقال جماعي لمدانين وأبرياء، واغتيال مستمر للقيم والحوار، وانفجارات متلاحقة بين الحضارات صمت آذان الجميع، وتهديد دائم بحرب لن تبقي حجراً أو بشراً. أسوأ ما في 11 سبتمبر، على بشاعة الحدث، أنه نقل العالم كله إلى نيويورك، بل إلى الموقع الذي سقط فيه البرجان. قضية فلسطين أصبحت قضية «إرهابيين» يفجرون أنفسهم في الإسرائيليين تماماً كما فجّر الخاطفون أنفسهم في نيويورك. أما شارون الإرهابي بامتياز، فأصبح بطلاً لأنه يواجه هؤلاء ويعمل على ردعهم بالاتفاق مع العالم الحر. قضية العراق، خرجت هي الأخرى من عمل إجرامي ارتكبه نظام ديكتاتوري ضد دولة جارة مسالمة وعليه التزام عقوبات ما جنته يداه، إلى حيث سقط البرجان، فها هو الرئيس صدام حسين يلتقي أسامة بن لادن، واستخباراته تلتقي محمد عطا، وها هي الجمرة الخبيثة تطبخ في مصانع بغداد، وها هو الخطر النووي قادم من هناك. قضية الديموقراطية، خرجت أيضاً من فعل إرادي ترتضيه الشعوب نظاماً لتقدمها وتنمية مواردها ورقيها، إلى ضغط لا إرادي في سياق الحملة على الإرهاب، بل لنقل سلاحاً يخيفون به الأنظمة مقابل تعاون استخباراتي أكثر بدل أن يكون سلاحاً في يد الشعوب من أجل مستقبل أفضل. سقط برجا التجارة في نيويورك وارتفعت أبراج السلاح والرقابة والتجسس في كل مكان، وانكفأت قيم التعايش والحوار والسلم لمصلحة قيم الانتقام، وتوارت السياسة خلف كواليس ردود الفعل والمزايدات في قرار الحرب. مات برجا التجارة، عاشت تجارة السلاح والدم والعنف. إنه يوم البداية لنظام دولي جديد ويوم النهاية لكثيرين... قد يكون بينهم من لم يتوقع نهايته أبداً. رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي