ظلام الأنفاق... والفكر


من ظلام الفكر الى ظلام الانفاق... قطار واحد يعتمد الإجرام وسيلة والمدنيين الابرياء غاية والدماء طريقا لإرسال الرسالة.
فكر ظلامي واحد هو ذاك الذي يسقط طائرة مدنية وينسف باصا ويشعل انفاق القطارات ويفجر مطعما ويقصف سوقا شعبيا ويدمر الابنية على رؤوس قاطنيها...
فكر يعتمد الاهداف المدنية السهلة خطوط تماس لمعارك ضاعت بوصلتها وفقدت اتجاهاتها، فلا المكان مكانها ولا الزمان زمانها ولا الاشخاص اشخاصها.
فكر يعتبر الاهداف السهلة تعويضا لعجز، ويعتقد اصحابه انهم بخطفهم للدين والعقيدة والايمان واعتبارها حكرا عليهم وتقسيم العالم الى مؤمن معهم وكافر ضدهم، انما يعممون بارتكاباتهم البربرية الهمجية مسرح المواجهة فيزداد الموالي لهم تطرفا ويزداد الآخر قسوة وتدفع الغالبية المدنية ثمنا فادحا لتصرف قرصان في الجو او مجرم تحت الارض.
صراع جهالات لا صراع حضارات، فالحضارة اسمى وأقدس وأرقى من ان تنهار بجريمة، والجهل احقر وأقذر وأسفل اذا وظفه الفكر الظلامي في الاجرام وعممه بين الذين غسلت المؤثرات ادمغتهم فوجدوا في الانتحار عرسا وفي آلاف الضحايا الابرياء قرابين فرح.
11 سبتمبر الاميركي اوصل العرب والمسلمين الى مناطق الهيمنة المباشرة واعاد من اعتبروا انفسهم تحديدا «المجاهدين» الى القبور والسجون ومغارات الخوف والاختباء، و7 يوليو البريطاني سيكمل الحملة على العرب والمسلمين وسيضرب خصوصا قلبهم النابض بالحركة والحداثة في اوروبا من خلال حصار المندمجين في مجتمعاتهم ودولهم بأشكال مختلفة، واحراجهم فاخراجهم لمصلحة القادمين الاوروبيين الجدد بعدما اتسعت اوروبا الموحدة، فالوظائف والمراكز وقوانين الاقامة والعمل ستعدل لمصلحة الامن والطمأنينة والكفاءة واولويات الجوار.
11 سبتمبر ومحاولة تفجير طائرة متجهة من فرنسا الى اميركا وتفجيرات مدريد وتفجيرات لندن تعني امرا واحدا:اتفاق غير معلن بين من يحارب العرب والمسلمين ومن يدعي الدفاع عن العرب والمسلمين لتعميم ثورة الفكر الظلامي حتى القضاء على آخر... عربي ومسلم.
التضامن كل التضامن مع السلطات البريطانية التي تواجه بصلابة هذه الهجمة البربرية، والتضامن كل التضامن مع كلام رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي اكد انه مهما كان هدف الهجمات الارهابية فبريطانيا لن تتراجع في معركة الدفاع عن القيم الانسانية، والتعاطف كل التعاطف مع ذوي الضحايا الابرياء الذين كان سقوطهم شهادة حق على الصراع بين الخير والشر.
جاسم بودي