إلى أين... يا صباح الأحمد؟

تصغير
تكبير
إلى أين من هنا يا صباح الأحمد؟ صحّ ما نُقل عن لسانك أم لم يصح صحّ أنك قلته أم لم يصح صحّ أن الصبر نفد أم لم يصح صحّ أنك اضطررت لهذا السقف العالي من الكلام لأن اللعبة لم تعد سياسية أو ديموقراطية... أم لم يصح صحّ أن الخيارات أمام إندفاعك الإصلاحي تضاءلت... أم لم يصح صحّ أنك ضقت ذرعاً بالمزايدين الذين يعرفون كل شيء في مجلسك ومجلسهم، ثم يعشقون أدوار البطولة أمام العدسات... أم لم يصح صحّ أنك مللت دور الإطفائي وترغب في ثورة إدارية وتنموية تمنع الوصول إلى مرحلة الحريق... أم لم يصح صحّ ذلك كله أم لم يصح، لا نخالك مترجلاً من دور إرتضيناه جميعاً واعتبرناه خطاً أحمر في سلّم المسلمات إلى أين من هنا يا صباح الأحمد؟ إذا كان كلامك رسالة إلى الذين لا يميزون بين الصالح العام والمصلحة الخاصة فالرسالة وصلت. وإذا كان موقفك دعوة إلى من يعلمون علم اليقين الظروف والإمكانات بأن لا يعّقدوا الأمور من تحت كلما تحلحلت من فوق فجميع أهل الكويت تلقوا الدعوة. وإذا كانت ملامستك للثوابت في سياق التحذير من التلاعب بها فنحن معك، وإذا كانت تخلياً عن دور فسنختلف معك، لأنك الحريص الدائم على إعادة الأمور إلى نصابها وإغلاق الباب أمام المجهول. وإذا كان الحديث عن حكم وحكام ومحكومين جرس إنذار لمن صمّت آذانه فنحن أيضاً معك، وإذا كان غير ذلك فسنختلف أيضاً معك لأن العقد الذي إرتضيناه ليس إرثاً ننقله من جيل إلى آخر فحسب بل هو أمانة الكويت في محراب البقاء، وهو صوتنا وصورتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا. إلى أين من هنا يا صباح الأحمد؟ الشجاعة، كل الشجاعة، أن تقول كل ما تريد زاهداً في منصب. أن تحمل إبتسامتك في وجهك ومسباحاً في يمناك ووردة في يسراك وتترك لغيرك من المسؤولين العرب حمل السيوف. الشجاعة، كل الشجاعة، أن تصبح الشفافية والمكاشفة والصراحة أسلوب عمل ونهج إدارة. فلا ضرر ولا ضرار في العلاقات الواضحة ولا خوف من مسؤول يفتح قلبه دائماً لأهل الكويت. إلى أين؟ جميعنا في قارب واحد - كما قلت دائماً يا صباح الأحمد - ولن نحيد بإذن الله عن وجهة الحق والعدل مهما عصفت بنا أنواء وأعاصير، فمن حقنا أن نختلف، ومن حقنا أن نتفق، لكننا لن نرضى بأن يخرجنا التعب عن خط سيرنا، ولن يستقيل أحد من معركة التنمية والتطور وترسيخ الحريات وتطوير المكتسبات الدستورية وصيانة الوطن من كل خطر. لن تسقط الإبتسامة من وجهك والوردة من يدك... الرهانات الخاسرة هي التي ستسقط والكويت هي التي ستتقدم. رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي