الحكم... وبيت الحكم الدين النصيحة


كلمة من القلب والوجدان والضمير...
كلمة من منطلق الحب للكويت والوفاء لنظامها والولاء لقادتها والحرص على مكتسباتنا الدستورية ووحدتنا الوطنية.
كلمة لابد منها، كنا نتمناها في قنواتها الخاصة لخصوصيتها، لكن ما كان بالأمس همساً في غرفة مغلقة أصبح حديث الناس، كل الناس.
صحيح ان ترتيب بيت الحكم مسؤولية الأسرة، لكن الحكم نفسه مسؤولية الكويتيين، وصحيح اننا، أيضاً، مع عدم التدخل في شؤون الأسرة لأن أهل مكة أدرى بشعابها، لكننا، في المقابل، نميز بين الحكم وبيت الحكم لمصلحة الكويت والحكم والحكام.
هذا هو العقد التاريخي الذي استمر بقوة العلاقة بين الحاكم والمحكوم لا بقوة السيف. عقد ارتضاه الجميع وسمح بهامش كبير للتجاذبات والتفاصيل تحت سقفه، وعندما اختبرته المحن والعواصف نسي الجميع خلافاتهم وتجاذباتهم وتفاصيلهم وجددوا البيعة لولي الأمر بل كانوا سيفه الأبيض في مواجهة سيوف الغدر السوداء.
قادتنا، أصحاب رؤية تطورية حقيقية، جددوا رؤاهم واتسعت آفاقهم، فتجددت الكويت واتسعت آفاقها وأصبحت نموذجاً فريداً في المنطقة، لكن ظروف الغزو وما تلاه من جمود وتغيير في الأولويات، انعكست سلباً على الإدارة العامة للبلاد، فتوقف التطوير والتجديد.
لنعترف بوجود خلل، في زمن تتجدد هياكل الحكم في كل مكان لمجاراة المتغيرات ومواكبة التطورات .
ولا يختلف اثنان على وجود قيادات شابة داخل صفوف الأسرة، لكن الجميع متفق على أن تأهيل هذه القيادات وتحميلها مسؤوليات كاملة وأساسية تأخر كثيراً وتأخر، بالتالي، اختبار الثقة بينها وبين الناس. وعندما فتح الباب لها وقع غالبية أفراد الجيل الثاني من الشباب المؤهل للحكم تحت تأثير الرغبة في العمل الفردي لإثبات الوجود، متأثرين بالجو العام في هيكل الحكم ومستعجلين حرق المراحل تداركاً لفرص يعتقدون أنهم حُرموا منها.
وعندما نتحدث عن خلل، وعن قيادات شابة، وعن مستقبل، فإننا نستعير دائماً عبارات قياداتنا الحكيمة التي طالما ركزت على الإصلاح والتجدد وموقع الأجيال، هؤلاء الكبار الذين لن تنساهم الكويت، هم في النهاية الأصل والحكمة والخبرة، وهم الذين يجب أن يبقوا المرجعية الحكيمة للقيادات الشابة، لضمان انضباطها وعملها تحت نظر العين الثاقبة الخبيرة.
لا نريد للفراغ السياسي أن يتسع ، نريد للعقد التاريخي أن يتجدد ويبقى في منأى من انعكاسات الخلل عليه، وكلنا ثقة بأن قيادتنا أثبتت دائماً وفي كل الظروف أنها قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية تهم الكويت حاضراً ومستقبلاً، استناداً إلى المواد الصريحة والنصوص الجلية في الدستور وقانون توارث الإمارة .
كلمة من القلب والوجدان والضمير إلى من سكنوا القلب وصاروا وجدان الكويت وضميرها: القرارات الكبيرة لا تأتي إلا من الكبار وترك بيت الحكم على ما هو عليه يعرض الحكم إلى ما قد لا نحسد عليه .
والدين النصيحة
رئيس التحرير