... دمعة هـــذا الرجــل


صدفة أليمة جمعت بين احتفال تكريم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمرور 25 عاما على توليه مسؤولياته وبين فقدانه فلذة كبده شيخة.
صدفة اليمة بين فرحة والد بتكريم وطن له وبين حزن وطن على كريمته.
أبوفهد المزروع في مسامات الكويت، قدره ان يكون صبره ايمانا. من ينسى دوره الشامخ عندما غزت بلاده آلة الغدر... ومن ينسى كيف غرس علم الديرة في قلب العالم، متماسكا، محاورا، مواجها، مؤمنا بأن الصبر مع الحق قوة وان الحق لا يضيع؟
بعد التحرير، خاض الشيخ سعد بصبر وعزيمة معركة ازالة آثار العدوان، واعادة البناء، والتصدي الدائم لتهديدات الخارج ومتطلبات الداخل، دافعا الثمن مرة اخرى من صحته وجهده، لكن محبة الكويتيين له كانت تجفف عرقه، وبريق ابتساماتهم يواسيه، والتفافهم حوله يعزي تعبه.
وكم كان الوفاء كبيرا عندما عاد الشيخ سعد من رحلة العلاج، صبر الرجل على الالم وانخرط في بحر من الحشود المستقبلة حملته في مآقيها وقلوبها، ولم يجد إلا مبادلة الوفاء بالمثل متجاوزا نصائح الاطباء.
ووسط استحقاقات الحكم وآلام الجسد، لم تغمض أجفان الشيخ سعد قلقا على ابنته، وكم دمعت عيناه وهو يتابع نور عينيها ينطفئ تدريجيا وبريقهما يذوي. وكم اضطر الى تلك التسوية الصعبة بين التماسك والصبر اللذين جبل عليهما وبين حقوق الحزن الابوي التي اقتحمت مداره الخاص.
رحلت شيخة، وبقي صبر والدها فعل ايمان بقضاء الله وقدره، غالب الحزن فانسلت دمعة عزاء منه على وجنتيه نقلت حبه لابنته الى قلوب الكويتيين جميعا.
... كم هو كبير هذا الرجل.
رئيس التحرير