ذكرى التحرير... وقدس القضايا

تصغير
تكبير
ليست ذكرى التحرير في الكويت هذا العام مناسبة للإطراء ولا المديح. وهي منذ الغزو حافز على العمل واستخلاص الدروس. دروس التاريخ وآفاق المستقبل. وبين طرفي المعادلة جهد مضن ودم ودموع. ان نحتفل بالعيد وبالنصر غير كاف ان لم نضع نصب أعيننا أن النصر لا يزال موقوتا، وان العيد الحقيقي مؤجل، وان البهجة تنتظر عودة الغائبين. لا النشوة تنسي الواقع. ولا الفرحة تسدل الستار على قدس القضايا. انهم لا يزالون في سجون الطاغية. ولا تزال عيون الأمهات والزوجات والأخوات تـغـرورق كلــما مروا في البال أو خطروا. نتذكر ونتألم ونفرح. مزيج من مشاعر الفخر والعزة والتوجس. هم هناك. والطاغية موجود. والخطر جاثم. قدرنا أن يستمر البلد الصغير مدافعا عن حق الوجود. وقدرنا أن يسيج الكيان باتفاقات مع من ينكث العهود. وقدرنا ان ندفع الثمن مالا وأرواحا وصراعا للبقاء. ليست دعوة الى الكآبة. فهي اختصاص المحبطين. لكنها تنبـــيه الى واقع الحال. وتحذير من أن قضايانا لا تزال ساخنة. بالأمس خبرناها. ونزع الفتيل مريح لكنه موقت. لا طـــاغية الشمال رحل. ولا ذهنية نظامه تغيرت. ولا تهـديداته توقفت. ان نحتفل هو ان نستعد للمرحلة المقبلة. بخيرها، بــــشرها. بحــــسناتها وبسيـــئاتها. وان نتعهـــــد الاستمرار يدا واحدة. قلبا واحدا. وعقلا منفتحا. خلافاتنا تحت سقف المؤسسات، ونزاعاتنا ديموقراطية يحكمها العقل. حدودها حرية الآخر وقبول الآخر والتسوية مع الآخر. ان نحتفل هو أن نتعهد تطوير الديموقراطية وتطوير الممارسة، وتطوير الأداء والوصول الى الشفافية حامية المواطن من الاســتغلال والفساد. وان نحتفل هو ان نؤكد الضمانة. والضمانة هي الاستمرار على نهج المؤسس. والولاء لحامل الأمانة وللأمين، رموزا يتوحد حولهم الكويتيون لأنهم منهم ولهم. رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي