المــقـــاوم الأول


الأرض لنا، والنصر لنا، والعرس لنا، والعزّ لنا...
ترتفع هاماتنا مع كل بيرق حق يرفرف عالياً فوق المواقع التي انسحب منها المحتل في جنوب لبنان منكسراً ذليلاً، ترتفع هاماتنا والتاريخ يسجل للمرة الأولى منذ قيام دولة إسرائيل، خروجها من كامل الأراضي التي احتلتها تحت ضربات المقاومة وسيوف التحرير واستعداد الاستشهاديين الدائم لتلقينها دروساً في البطولة والفداء.
في جنوب لبنان، لم يعترف الرجال الرجال، الأبطال الأبطال، بالصفقات الدولية والمفاوضات ودهاليز القرارات، رفضوا مبدأ المساواة بين الظالم والمظلوم والجلاد والضحية، وأدركوا أن الصورة المرعبة للكيان الإسرائيلي ما هي إلا وهم صنعه المتخاذلون المتقاعسون المستسلمون، بل صنعه الخائفون على كراسي السلطة الذين رفعوا شعار «النظام أولاً» قبل «الأرض أولاً». أما هناك، في جنوب لبنان، في جبل عامل، أرض الأسياد والشهداء، فكانت الصورة مختلفة تماماً.
نجحت المقاومة اللبنانية بفضل إيمانها أولاً بأن الله حق، وأنه ما ضاع حق وراءه إرادة تحرير. نجحت لأنها كانت كبيرة كبر أهدافها، منسجمة مع خطابها السياسي والفكري، وفيّة لدماء شهدائها ودموع الصابرين الصامدين فوق أطلال بيوتهم المهدمة أو أمام شواهد براعم العمر وفلذات الأكباد.
نجحت المقاومة لأنها التزمت الوحدة مع نفسها أولاً ومع أرضها ثانياً ومع جمهورها ثالثاً، فكان التوحيد حصناً ضد المنزلقات والمتاهات الداخلية وكان التحرير نظام حياة.
وأبرز عناصر نجاح المقاومة هو، من دون شك، ذلك التنسيق الحديدي بينها وبين السلطة اللبنانية. وللمرة الأولى ايضاً لم يساوم النظام على رأس مقاوم، ولم يسمح باختراقات أو بطعنات في الظهر، ولم يطرح هذا العمل الجهادي الجبار في بورصة التسويات الدولية أو صفقات المقاومة المحلية. وسيذكر التاريخ بأحرف من نور أن لبنان الذي تحرر في عهد الرئيس إميل لحود، إنما كان يعيش هذا التحرير منذ سنوات، وتحديداً منذ أن رفض لحود، وكان قائداً للجيش، كل محاولات القيادة السياسية بعد عام 2991 لخلق شرخ بين المقاومة والقوى الأمنية الرسمية، تارة عبر قرار إرسال الجيش إلى الجنوب ليكون حاجزاً بين إسرائيل والمقاومة، وطوراً بالدعوة إلى تشكيل لجان أمنية مشتركة، مروراً بمحاولة خلق صدامات في الأماكن التي تشكل العمق الاستراتيجي للمقاومة، ويومها كان لسان لحود يقول: «ليسجلوا أنني رفضت أمراً وحفظت بلداً».
... يا فخامة المقاوم الأول
الأرض لنا، والنصر لنا، والعرس لنا، والعزّ لنا...
كيف لا، ونحن في الكويت ذقنا مرارة الغزو وفرحة التحرير، وعلّمتنا التجربة أن الأرض أولاً والوطن أولاً.
يا فخامة المقاوم الأول
يا أصحاب الدولة والمعالي والسعادة أبناء جبل عامل، جبل النور والنار...
تنعون إلينا اليوم، وبمزيد من الفرح والثقة والبطولات والإرادة، «أسطورة» الكيان الإسرائيلي الذي لا يقهر، ووهم المعادلات الدولية التي لا تهتز، واليأس الذي غزا نفوس ملايين العرب.
52/5/0002 إنهار جدار الخوف مع الإسرائيليين وبقيت قلعة الشقيف صامدة وشاهدة، وأشرقت شمس العرب من جنوب لبنان.
رئيس التحرير