تصرف أميركي يحتاج توضيحاً

تصغير
تكبير
يطرح الاشكال الذي حصل بين النائب الدكتور حسن جوهر والأميركيين في واشنطن جملة من الاسئلة لا بد من تسليط الضوء عليها. وفي الواقع، فنحن لا تعنينا توجهات الدكتور جوهر بقدر ما يعنينا انه ممثل للشعب الكويتي كله بمجرد ان انتخب نائبا في دائرته. فعضو مجلس الامة يمثل الامة كلها ولا يمثل منطقة او مذهبا او طائفة. وهو بهذه الصفة ذهب الى الولايات المتحدة ممثلا للشعب. فهل يجوز لمعقل الديموقراطية ان يرفض استقبال نائب انتخب عن حق وبأسلوب ديموقراطي، فيما يستقبل في الكونغرس وعلى اعلى المستويات بعض الديكتاتوريين الذين يضطهدون شعوبهم ويرمونهم في السجون؟ ثم ان الدكتور جوهر شخص اكاديمي صاحب وجهة نظر في السياسة. وسياسي لم يعرف عنه ارتباط بالارهاب ولا تشجيع على الارهاب. فهل يصح ان يكون اختلاف وجهات النظر او التوجهات السياسية سببا للتصرف غير اللائق الذي قام به الاميركيون؟ أم ان الدعوات الاميركية الى التعدد والتنوع وقبول الآخر مجرد كلام صحف يقف عند حدود المصالح؟ ولنسأل السؤال بطريقة اخرى. هل يرضى الاميركيون ان نرفض استقبال وزير الدفاع وليام كوهين لكونه يهوديا؟ أم هل يرضون ان نرفض لقاء اولبرايت بحجة انها ذات اصول يهودية ومؤيدة متحمسة لصديقها نتنياهو الذي يخرب عملية السلام؟ مقارنات ومفارقات كثيرة يمكن ادراجها في هذا السياق. ليس فقط دفاعا عن النائب جوهر. بل دفاع عن حقنا في علاقة سليمة مع اي دولة في العالم خصوصا الولايات المتحدة، تقوم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل ضمن حق التنوع والاختلاف. تذكرنا، ونحن نفكر في الصمت الرسمي والنيابي حيال ما حصل مع النائب جوهر، ما رواه السيد عبدالرحمن العتيقي قبل فترة في محطة «اوربت» عن اساءة للكويت وردت على لسان الزعيم السوفياتي الراحل نيكيتا خروتشوف في خطاب القاه في مصر في حضور عبدالناصر. وقال العتيقي ان رسالة الاحتجاج التي اعدتها وزارة الخارجية عدلت مرات عدة لتخفيف لهجتها بطلب من الامير الراحل صباح السالم. ثم جرى صرف النظر عن ارسالها منعا للإحراج الذي قد يصيب مصر والسوفيات على السواء. وكانت المعالجة قمة في الحكمة. ربما يبقى ذلك صحيحا على المستوى الرسمي. وربما فرض منطق الدولة ان نغض الطرف عن اساءات. غير اننا اليوم امام واقع بات من المتعذر معه الصمت خصوصا انه يتكرر. ولا احد ينسى تصريحات نيكولاس بيرنز التي تحذر من شراء اسلحة غير اميركية وتتضمن تذكيرا بفضل الاميركيين علينا في اثناء الغزو وبعده. نحن نعلم اننا لسنا دولة كبرى. واننا لا نستطيع تحمل ترف الخيارات. لكن هل كتب علينا نحن الكويتيين ان نكظم الغيظ ونلعق جراح كرامتنا كلما امتهنت من قبل دولة مثل الولايات المتحدة لنا معها مصالح حيوية لا غنى عنها؟ رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي