قمة الوفاق والاتفــاق

تصغير
تكبير
لم يأت نجاح القمة من فراغ. ولم يكن صدفة ان تتوحد المواقف والأفئدة على ما فيه مصلحة دول الخليج وعلى ما يعزز مسيرة مجلس التعاون ويساهم في تطوره وضمان أمن شعوبه. فالنجاح الباهر نتيجة جهد دؤوب وإرادة ثابتة وعزيمة لا تلين لسمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الذي أخذ على عاتقه منذ اليوم الأول لتأسيس هذا المجلس أن يوحد القلوب ويفعّل الامكانات في سبيل تطوير هذه المنطقة وتأمين استمرار أمنها وازدهارها، فأتى النجاح انعكاساً لتقدير جهد سموه وتقديراً للكويت التي رفع مكانتها وسمعتها بين أقرانها. لا مبالغة في القول ان القمة الثامنة عشرة كانت من أنجح القمم. فهي مرت بهدوء لم يسبق له مثيل وأثمرت استكمال مصالحات وغسل قلوب وقرارات جدية بعضها جديد يؤكد ان المسيرة مستمرة وبعضها الآخر تأكيد لمواقف ثابتة او تنبيه لمواقف مستجدة أو استشراف لما قد يطرأ من خلال الرؤية الصائبة والمنطق السديد. يمكن وصف القمة التي انتهت أعمالها أمس بأنها قمة الوفاق والاتفاق، وقمة تأكيد العزم على الثبات والتجديد في آن واحد. فالقرارات الاقتصادية والهيئة الاستشارية خطوات كبيرة على الطريق الصحيح، وهي خطوات هادئة ومدروسة تراعي ظروف دول المجلس ومتطلبات شعوبها. أما القرارات السياسية فهي مكسب للجميع لأنها أتت بالإجماع ومن خلال قناعة القادة الخليجيين بأنهم في مركب واحد وأن مصير دولهم مصير واحد. أثبتت القمة ان التلاحم والتعاضد بين دول المجلس ثابتان ودائمان وبأن مصالح هذه الدول تتقاطع وتتكامل. وكان ملفتاً ان يقر المجلس بالاجماع مطالبة العراق، اضافة الى التزام القرارات الدولية، أن يعترف بأنه أخطأ في غزو الكويت وخرق المواثيق العربية والدولية والأعراف، وهو الاقتراح الذي قدمته قطر على لسان وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم في الاجتماع الوزاري الذي عقد اول من امس. قمة الكويت مثال تستطيع التجمعات الاقليمية ان تحتذي به، فهي نموذج في الأخوة وارادة التعاون مثلما هي نموذج في وعي المصالح المشتركة واستيعاب السياستين الدولية والاقليمية والتعامل معهما انطلاقاً من نقاط اللقاء بين مصالح دول المجلس. وهو منتهى الواقعية والرقي ان تسود روح التسويات الايجابية وروح العمل البنّاء لتخرج القرارات منسجمة ومعبّرة وتؤسّس لنهج، لا شك في ان استمراره اهم ضمانة لاستمرار مسيرة التعاون وتأكيد ان مجلس التعاون صيغة وجدت لتبقى ولتزدهر لأن وراءها ارادات صلبة لا تكف عن التضحية ومدها بدم الحياة. رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي