كلمة الأمير ... إطار الثوابت والمستجدات

تصغير
تكبير
في كلمته القيمة في مناسبة العشر الأواخر، وضع سمو الأمير إطاراً للعمل الوطني وإطاراً للسلوك الفردي والعام ينطلق من الثوابت ولا يحيد عن الأهداف. ولعل أبرز ما ورد في كلمة سموه قيمتان شدد عليهما وتضمنتهما كلمته في كل حرف منها، وهما الحرية والمسؤولية. وحرية المواطن الكويتي تنبع من إيمانه العميق بالدين والوطن، ومسؤوليته واجب يتفرع من الأساس ليطابق الواقع بالمبادئ، وهو انسجام لا تكلف فيه، وعماده مطابقة القول بالفعل والصريح بالمضمر. قد يبدو ما طلبه سموه صعب التحقيق لأن فيه كثيراً من تنقية النفس وترفعاً عن الأهواء وعودة الى روح الرسالة، لكنه هدف يجب على كل مواطن أن يعمل لأجله ما يستطيع للاقتراب منه مرضاة للوطن، ومرضاة لله وصوناً لحاضر البلد ومستقبله. لم يكتف سموه بالتشديد على الأساس وعلى الثابت من مفاهيمنا الاسلامية والعربية، فتطرق الى الملح من قضايانا وألمح الى المستجد من شوائب تعتري مسيرتنا. فذكر بالغزو واعتبره مستمراً باستمرار الأزمة وغياب الأسرى. غير انه حرص على تدعيم جبهتين. جبهة العلاقة مع مَن وقف معنا من دول. وجبهة الداخل حيث الحرية المسؤولة ضمان لاستمرار الديموقراطية، وحيث الخروج عن هذا المبدأ طعنة للمسيرة في الداخل وللعلاقات التي تقيمها الكويت مع الخارج. لم يكن سموه ليحذر بأعلى صوته من الكلمة غير المسؤولة والتجريح والتشهير لو لم تكن هذه الأمور وصلت الى حدود لم يعد من مجال للسكوت عنها، ولو لم تكن بدأت فعلاً تسبب الضرر للكويت مع أشقاء ساندونا، أو تتسبب بالوقيعة بين أفراد الشعب، كل ذلك طمعاً بمال أو بوجاهة أو تلهياً بقشور يلجأ إليها القاصرون العاجزون عن التعامل مع لب المواضيع ومع جوهر قضايانا المصيرية. ولعل أشد تحذير أصدره سموه التنبيه الى الشائعات. والى مقولات أباطيل تبنى عليها أباطيل في غياب التمعن والفحص وقياس العقل. والشائعات مثل الفتنة، فعلها تدميري، ونتائجها وخيمة، فكيف إذا كان الوطن مسيجاً بالأخطار والأطماع، وكانت الوحدة الداخلية الصلبة ضرورة قصوى لمواجهة الطامعين والطامحين الى تدمير تميزنا وحقنا في الحرية والديموقراطية والاختلاف؟ كلمة سموه ليست فقط تقليداً درج عليه، بل هي دائماً محطة من محطات تطور حياتنا الوطنية، يندمج فيها الروحي بالعملي، لا تحيد عن المسلّمات ولا تغفل الوقائع، وكأنها، كما أراد سموه ان يقول، تقرب بين النظرية والسلوك، وتتوق الى جعل اسلوب عملنا خلاصة وتطبيقاً لقيمنا. والواقع ان المهمة صعبة، لكنها جديرة بالمحاولة، وواجب على أمة قدرها أن تتميز وأن تواجه لتبقى. رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي