كن الثائر الأول يا ولي العهد

تصغير
تكبير
مبروك للشعب الكويتي كله. ونقولها ليس استهزاء ولا فرحاً. بل لأن ما كنا فيه يستحق على ما صرنا فيه أن نقول مبروك. هنيئاً لنا باستقالة جماعية، لولاها لتابعنا انزلاقنا في وحل الأزمة. وهي أزمة غريبة عجيبة. تفرّق الجمع في شأنها وهو متفق على جوهرها. وكأنه كتب علينا أن نتلهى ونضيع الوقت في وقت نحتاج لكل دقيقة ولكل جهد لمواجهة أخطارنا الجدية. نعم مبروك. لأن بالاستقالة خرجنا من عنق زجاجة حشرونا فيها. وباستقالة من هذا النوع حفظ ماء وجه الجميع. ولم لا؟ أليست الكويت بلد التسويات؟ قبل عشرة أيام دعونا إلى حكومة جديدة. لم نكن نتنبأ بالطبع. لكننا كنا نسمع رأي الشارع ونرى المعطيات. وكان في تحليلنا أن الخروج من المأزق غير ممكن لا باستقالة الوزير وحده ولا بسقوطه في طرح الثقة ولا بتراجع المستجوبين ولا بحل المجلس. فلنستفد من فرصة متاحة. ولا تكرهوا شيئاً... هو تغيير مهم أن تؤلف حكومة جديدة بدل واحدة أنهكها التجاذب وانعدام روح الفريق. لكن الأهم التفكير بهدوء واستخلاص الدروس قبل تشكيلها. ولعل القيادة السياسية استخلصت العبر. وهي لا شك كشفت ما كان خافياً وحذرنا منه تكراراً. والعبرة ليست في الكشف بل بالمعالجة، لأن الممارسات السلبية وصلت إلى الخط الأحمر وباتت تشكل خطراً على تماسك المجتمع ووحدته. تحتاج البلاد إلى ثورة. ثورة في الأسلوب وطريقة العمل السياسي، تعفينا من الثورات الكامنة، وتخمد المتأجج في نفوس الجامحين والعابثين. نعم ثورة. لأنها يجب أن تعبر عن نبض الناس وخالص مشاعرهم. والناس تريد فريقاً حكومياً متجانساً، ولاؤه الأول والأخير لدينه وللوطن، وطريقه لتحقيق هذا الولاء خدمة المواطن بلا تمييز. وانطلاقاً من هذا المفهوم نتمنى على سمو ولي العهد أن يكون الثائر الأول فلا يبدأ بالأسماء بل بتحديد الأولويات. وأولوياتنا يعلمها جيداً وهو أشار إليها: الأمن شرط الاستقرار، والتنمية صنو الاقتصاد المتين وطريق الرخاء. وهاتان الأولويتان تختصران المسيرة. حين يعكف سموه على تشكيل الحكومة العتيدة، رجاؤنا وتمنيات الكويتيين أن يتم الاختيار استناداً إلى قدرة الأشخاص على تحقيق الأولويات والتعاون المثمر الخلاق لتطوير البلاد. ولن يفيدنا مرشحون مستوزرون يقدمون الحزب على الوزارة والطائفة على الوطن والقبيلة على المجتمع. فما عانيناه كاف، وتجربتنا عميقة ومؤلمة ومنها تعلمنا أن خصوصية الكويت لا تحتمل التفرق والنبذ والتجاذبات، ولم تعد تحتمل ترضيات على حساب الأولويات ومستقبل الأجيال. نعم. وبصوت عال ندعو إلى حكومة متجانسة. إلى حكومة تعمل فريقاً واحداً بقيادة سمو ولي العهد ورعاية سمو الأمير. ونطالب بأداء جماعي وشفافية مطلقة وجرأة جديرة بالأكفاء. حينئذ تعطى الثقة للحكومة، الثقة الكبرى، ثقة الشعب مباشرة، من الشارع والبيت والمؤسسات، قبل كواليس المجلس والممثلين. رئىس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي